أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - المصريون والبرادعي بين الحلم و .. الوهم!














المزيد.....

المصريون والبرادعي بين الحلم و .. الوهم!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 06:58
المحور: حقوق الانسان
    



أوسلو في 17 فبراير 2010

ساعاتٌ قليلة ويعلن قائدُ الطائرةِ النِمْسَاوية عن سلامةِ الوصول إلىَ مدرج مطار القاهرة الدولي.

الإيرانيون استقبلوا الإمامَ الخومَيّني في نفس هذا الشهر منذ 31 عاماً بعد حرب الكاستات التي خاضها الزعيمُ الروحي بعدما أقنع الإيرانيين بحُلم الثورة.

المصريون في حيرة بين حُلم لا يثور، وقائدٍ لا يظهر، فالتصفية النهائية بين الدكتور أيمن نور والدكتور أحمد زويل وعمرو موسى انتهت إلى التعادل الصفري رغم أن الأوّل رشح نفسَه فلبث في السجن بضعَ سنين، والثاني، مستشارُ الرئيس الأمريكي للعلوم، رشحَته الجماهيرُ، والثالث لا يستطيع أنْ يتحدى الرئيسَ الذي ركله إلىَ الأعلى من وزارة الخارجية إلى جامعةِ الدول العربية ليكون عينَ القاهرةِ علىَ العالم العربي.

الدكتور البرادعي أعلن منذ فترةٍ عنْ موعدِ وصولِه إلىَ قاهرة المُعز، وترَكَ المصريين يحاولون اقناعَه في استقبالهم له في المطار بأنه الأملُ الوحيدُ المتبقي.

هل تزحف الجماهيرُ المصرية المقموعة، والمقهورة، واليائسة إلى المطار لتحتضن زعيمَها القادمَ، أمْ سيصدمها الدكتور البرادعي متوجّهاً إلى القصر لاعلان وفائِه وولائِه للطاغية؟

أخماسٌ في أسداس، فالقصرُ قد يَعْرض على البرادعي مَنصِباً أكبرَ من الصغار، وأصغرَ من الكبار، ويعيد إليه اعتبارَه، ويوهمه أنه سيشارك في الاصلاح.

والبرادعي قد يقول للجماهير بأنَّ الصحافة هي التي صنعت منه بطلا، والفيس بوك وضع على لسانه أضغاثَ أحلام، وشباب 6 ابريل لم يفوّضهم العائدُ إلى الوطن أنْ يتحدثوا باسمه أو يعبّروا عن أحلام لم تدُرّ بذهنه قط!

قبضة الطاغيةِ لا ترّحَم، وليس كلُّ ظهْر يتحمل الضربَ، والثوارُ المناهضون للحكم هم الذين يصنعون الأحلامَ حتى لو تحوّلت لاحقا إلى كوابيس.

الدكتور البرادعي علىَ مرمى حجر من الوصول إلى قصر العروبة رئيساً أو مَرّؤوساً، قائدا أو مواطنا، شجاعا أو خائفا، آمِرَاً أو مُطيعا، أميرا أو خادما.

قد يصل إلى مصر ويقول بأنَّ المصريين أجبروه على التحدي الذي لا قـِبـَـل له به، وقد يحدث العكسُ ويكون البرادعي قد لعب مع الكبار بذكاء ( كما يؤمن بذلك شاعرنا الرائع عبد الرحمن يوسف)، وحدّد موعدَ وصولِه لقياس شعبيته قبل أنْ يضع نفسَه موازياً ونِدّاً وبَدْيلا للرئيس مُبارك.

مبارك وأمريكيوه وإسرائيليوه وأجهزة القمع ليسوا نائمين، فأحذية الطغاةِ تسحق من يعمل على تحقيق حلم التغيير إلى واقع.

سيكون من أسعد ايام حياتي لو تحدّىَ البرادعي بمساندة وتأييد الشعب الطاغية مبارك وابنه، لكنني لا أريد أنْ أستعجل بيعَ حبوبِ الوهم خشية أنْ أكتشف أنَّ الدكتورَ البرادعي ليس طرَفا في معركتنا مع الارهابي وكلابه الذين يحكمون شعبنا.

ساعات قليلة ثم نستيقظ أو نعود إلى النوم ربع قرن آخر.

ساعات قليلة فينحاز البرادعي إلى الشعب أو يعود إلى بيت الطاعة.

ساعات قليلة يكبر بعدها الدكتور محمد البرادعي فيصبح في قامةِ وطن أو يصغر فيضْحَىَ واحداً من ثمانين مليونا يخدمون أسرة مبارك!

زيارة البرادعي هذه المرّة أكثر أهمية من كل زياراته السابقة للمفاعلات النووية التي كان فيها زعماء وعلماء وخبراء وعقول ، أما الآن فعليه أن يتعامل مع لصوص، وبلطجية، وسجّانين، وارهابيين، وأجهزةِ قمع لا ينام ضباطها مِلَء عُيونهم قبل التلذذ بمشاهد سلخ مواطني هذا البلد الصابر.

حتى هذه اللحظة فالدكتور البرادعي لم يحسم خياره بعد، فالشياطين والملائكة سيكونون في استقباله، وسكان القصر والكوخ ينتظرونه، والكبار لا يحبّون اللعبَ معهم، والصغارُ يكرهون اللعبَ بهم.


محمد عبد المجيد

رئيس تحرير مجلة طائر الشمال

أوسلو النرويج

[email protected]



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين جاهل و .. مثقف
- خطاب الرئاسة الأول لجمال مبارك
- رسالة تحريض إلى أبطال العبور
- الجنس في الذهنية السعودية!
- أيها المسلمون، ماذا فعلتم بأقباطنا؟
- حوار بين عزرائيل و .. الرئيس حسني مبارك!
- رسالة مفتوحة إلى الدكتور محمد البرادعي
- الرجل الذي أحلم به رئيساً لمصر!
- الإنسان قِرْدٌ تلفزيوني!
- مؤتمر القمة العربي للتوريث!
- لكن الخاسر هو نور الشريف!
- خادم الحرمين الشريفين ..معذرة، فلا فائدة في الجامعة!
- كارت أخضر لعبد الحليم قنديل
- تأييدك لجمال مبارك تجسس لحساب إسرائيل!
- نعم، لقتل سيد القمني!
- أيامي في المستشفى .. وماذا عن الآخرين؟
- ولكن جمال مبارك ليس مواطنا!
- العروسة-باربي- تغطي وجهها !
- برونتو .. العقيد في ايطاليا!
- سيدي جمال مبارك .. الآن يمكنك أن تعتلي عرش مصر!


المزيد.....




- عائلات قتلى هجوم -حماس- على إسرائيل ترفع دعوى ضد -الأونروا- ...
- عائلات إسرائيلية ترفع دعوى قضائية أمام محكمة أمريكية ضد الأو ...
- نيبينزيا: رد الأمانة العامة للأمم المتحدة على الهجوم على سيف ...
- إسرائيليون متضررون من هجوم 7 أكتوبر يرفعون دعوى قضائية ضد ال ...
- سيفاستوبل.. زهور وحداد على ضحايا النازية
- نيبينزيا: رد فعل الأمم المتحدة على اعتداء سيفاستوبول الإرها ...
- الأمم المتحدة تنشر مبادئ عالمية لمكافحة التضليل عبر الإنترنت ...
- لماذا أصدر نتنياهو تصريحات متضاربة بشأن صفقة الأسرى؟.. محللو ...
- أبو الغيط وغادة والي يبحثان تعزيز الشراكة بين الجامعة العربي ...
- صفقة نتنياهو -الجزئية- لتحرير الأسرى.. أسبابها وأهدافها


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - المصريون والبرادعي بين الحلم و .. الوهم!