|
حملة كبرى للوعود لاللبناء والاعمار
جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 16:19
المحور:
كتابات ساخرة
حملة كبرى يشهدها العراق من شماله الى جنوبه ، ومن شرقه الى غربه ، شمرت لها السواعد والهمم وتناخى لها الطبالون والزمارون ، لم يشهد مثلها تاريخ العراق لاالقديم ولا الحديث ، لم تبق بحبوحة الا وشملتها هذه الحملة التي تنم عن غيرة ونخوة لارساء دعائم الديمقراطية الحديثة .. حملة كبرى للدعاية الانتخابية ، لا للبناء والاعمار وانتشال ملايين العراقيين من تحت خط الفقر او مساعدة الالاف من مرضى السرطان الذين لم يجدوا مبلغا من المال يكفي لشراء علاج لهذا المرض الفتاك الذي تسببت به الاسلحة المخضبة باليورانيوم التي استخدمها الجيش الامريكي في حروبه ضد العراق منذ العام 1991 وحتى يومنا هذا .. الشوارع واعمدة الكهرباء والارصفة وواجهات الابنية والساحات العامة مكتظة باليافطات والبوسترات الورقية والفلكس ، لم يبق مكان الا وحشرت فيه شخصية سياسية او ( سياحية ) مرشحة ، الالاف يتبارون على كعكة الامتيازات والمكاسب والمنافع ، انها كعكة العراق التي يطمح الكل الى لهمها بشراهة ، نفس الوجوه تكررت على المشهد وبامكانيات هائلة من الدعاية الانتخابية والتي تكفي لاطعام ملايين الجياع من ابناء هذا الشعب المبتلى بساسته على مر العصور ، يبحثون عن المنافع والمكاسب والامتيازات واللفط والتبجح امام العالم بانجازاتهم في سوح المعارك لا في سوح البناء والاعمار .. الساسة الذين كانوا يرهبون الشعب بحماياتهم وارتالهم ويقطعون الطرق عليهم ويثيرون اعصابهم ويشهرون بنادقهم نحو رؤوسهم باتوا اليوم اكثر وداعة وليونة وميوعة ، فبعدما كانوا ينظرون للشعب من بروجهم العالية باتوا ينزلون لهم ويتواصلون معهم ويزورون القرى الفقيرة التي لم تطأها قدم مسؤول قط ، ورحم الله الحملات الانتخابية التي زلت اقدام الساسة الى الفقراء في محاولة لشراء اصواتهم ، وليتهم يشترون اصواتهم بما يناسب قيمة الصوت الانتخابي ، وانما في استغلال واستهانة بالفقراء ، فأي مواطن يشترى صوته بقلم جاف لايتجاوز سعره الخمسين دينارا او بقميص او بطانية او معلبات اكسباير او وعود كاذبة لم ير منها المواطن شيئا على ارض الواقع ، وانما كل ما جناه هو الصراع على الكراسي وافتعال الازمات وجر الشعب الى معارك سياسية طاحنة لادخل له بها ... سبع سنوات من الاحتلال مرت ولم ير الشعب شيئا ، لامصانع ولا مساكن للفقراء ولاخدمات ولامياه صالحة للشرب ولا كهرباء ولا امان ولامستقبل سوى الخطابات العنتراتية والوعود ( سنبني ، سنقيم ، سننشئ ، سنوزع ، سنعمل ) والى ماهنالك من الوعود المستقبلية غير المحدودة ، ربما تبنى مساكن للفقراء ولكن بعد الف عام بعون الله ومشيئته ، المهم ان الساسة سيبنون وهذا وعد والتزام امام الله والشعب ، شعب الله اكبر الذي ينام على مليون بئر نفطي ..!! نفس الوجوه التي طحنتنا بصراعاتها عادت الى الدعاية الانتخابية وتوعد الشعب بمستقبل افضل ، ونفس الوجوه التي حصدت الامتيازات والمكاسب والجوازات الدبلوماسية والحقوق التقاعدية ولو خدمت اسبوعا واحدا عادت لتوعد الشعب بتحقيق احلامه ، وبحزمة من الاقوال الدعائية التي يعرفها الشعب ولاتنطلي عليه ( لن نترك من سرق مالك ، سنقاوم الفساد ولو كان الفاسد ابن ماء السماء ، لن نسكت على من اراقوا دماءكم ، جئنا لاجلكم لا من اجل الكراسي والمنافع والجوازات الدبلوماسية ، سـ ... نوفر لكم السكن اللائق والرائق وحسب اذواقكم ووفق احلامكم وتطلعاتكم ، لن نسمح لمن سرق اموال العراق من الوزراء ومن ساهم باراقة دماء العراقيين من المسؤولين بان ينفذ عبر الحدود ، فمن هرب منهم برعاية امريكانية فانها خديعة لن تتكرر ابدا ، صوت لنا وسنجعل مستقبلك هاي لايف ، انتخبوني قبل ان تفقدوني ولاتضيعوا الفرصة ، والمزيد المزيد من الشعارات والوعود الكاذبة مع سبق الاصرار والترصد ) من اين كل هذه الاموال التي تصرف على الدعايات الانتخابية ، لااقصد التخوين ( حاشى لله ) ، ولكن كان بالامكان صرف هذه الاموال على الفقراء والمعوزين ومرضى السرطان ضحايا ( ماما امريكا ) التي تناصبنا العداء لالشئ وانما لان انف العراقي اعلى من تمثال الحرية ، فالافعال والانجازات هي الاساس لا الدعايات الكاذبة ، فليس من المعقول ان ينتخب الشعب مسؤولا طبع مليون بوستر ولم يحقق له شيئا خلال سنوات التغيير الديمقراطي والديموغرافي ، وهناك انسان زاهد لايملك طباعة بوستر واحد يتبعه الناس ولو كان حافيا لانه صادق معهم ويشعرون انه جزء منهم لايتكبر عليهم او يمارس بلطجته على عباد الله .. كيف لمسؤول ان يضع رأسه على المخدة وينام وهناك الملايين يتضورون جوعا او يعانون من امراض مزمنة ولايجدون ثمن علبة دواء كي يقاوموا شراسة وبسالة تلك الامراض التي خلفتها الاسلحة اليورانيومية الامريكانية .. الشعب لن يخدع بزيارة دعائية او بقلم جاف او علبة معلبات اكسباير او بطانية او زيارة المعدمين في فترة الانتخابات او المتاجرة بالامهم التي جاءت عبر مخاض عسير ، مقابر جماعية وجوع وحصارات وحروب وصراعات سياسية وعراك ديكة على الكراسي العاقة التي ماحافظت يوما على مؤخرة سياسي وانما تدفرها بصلافة لمجرد ان غريما اخر قد عانقها ، فشيمة الكراسي انها مولعة بالخيانات ...
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شقاوات السياسة ... واللعب بالنار
-
باسم الله ... شرعنوا الحواسم
-
الصراع السياسي الى اين
-
عندما يحترم المسؤول شعبه
-
عروش وكروش وانقلابات
-
لعبة كسر العظم
-
احذروا الماركزيلات
-
هواة الجعجعة
-
انكسار الذات في القص النسوي
-
حيلة الوالي التي انقلبت عليه
-
انجازات استعراضية
-
شكرا للاحتلال .. ولكن ليس باسم الشعب..!!
-
قطاع الطرق
-
فوضى سياسية عارمة
-
ست سنوات .. والحبل عالجرار
-
الدم العراقي ليس مسرحا للساسة
-
فساد سياسي ام اخلاقي
-
كل شئ ممكن .. الانتخابات قادمة
-
ارحمونا يرحمكم الله
-
حرب الفساد ... اعلامية
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|