أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - قطعة من وليمة لأعشاب البحر














المزيد.....

قطعة من وليمة لأعشاب البحر


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 14:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأهداء ..
إلى أرواح الشابين المسيحين الذي قتلوا يوم 16 شباط في مدينة الموصل ..
(( تلك الملايين كانت ترى في الأغساق والضحى وهي تطير منومة ومســـــحورة فوق أشعة بنفسجية تصعد نحو السماء بأجنحة ملائكة فوق أبار النفط وهي تردد في ترتيل ألهي ســــــعيد : أبانا الذي في الآبار ، أبانا المذهب كنور الشمس ، ليتمجد أسمك العظيم ، وليخلد نور بهائك الخاطف للأبصار وكالخشخاش الســــــحري لتترسخ بذور ســـــلالتك المقدسة في أعماق الأرض ، أيها القدوس الأبدي . أمين
تحت ظل هذا الدمار العظيم والهيكل الخرع للســــلالات التي خبأ وميض نجمها كشضايا شهب في أعماق الأرض ســـــيفاجئ عبيد الله الكلبي نفســـــــــه حاكما فردا ممجدا ومهابا بين فســـحة الحلم واليقظة . لا يجرؤ على اعتراضه أحد في عصر الرعايا والمملوكين والمقتولين والضفادع وتجار السوق السوداء والمثقفين المسفلسين ببخار النفط وحزبيي الخط اللارأسمالي ، فيرتمي في سمعه أنه رســــــول العناية الإلهية لإعادة مجد الأمة المنتهك ، وأنه وريث عظمة الآباء والأجداد الذي يتقمصهم الآن ..
وكما أقام مملكته الوهمية في فراغ الســــماوات ليدخل في خلود ذاته بذاته ، سيقيم ذلك الجنرال المعتوه مملكته داخل النشيج الأرجواني للأرض التي طوبها بأســـــــــمه. المملكة التي ستزدهر على مدى الســــــنوات الصفراء ، متمطية في أهاب لحضتها الأبدية بدءا من زواجاته المقدســــــــة من عذارى القبائل بغية توحيدها أســــوة بالرسول الأعظم ، مرورا بخطاباته التي سيعدد فيها سلسة من أكاذيب النصر على الأعداء ، وانتهاء بتحالفاتـــــه الاستراتيجية مع أمراء النفط لتنمية الاقتصاد القومي .. في أطار هذا المسلسل الكابوسي اللانهاية له ، سيسترشد افقه الرصين بعبارة جده الرهيب معاوية بن أبي ســـــفيان : لو كان بيني وبين الناس شــــعرة لما انقطعت ، كلما شدوا أرخيت وكلما أرخو شددت . مقيما من خلال هذه الحكمة الميكافيليـــــة تحالفات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، وهو يردد في ســـره : ربي زدني أرصده في الدنيا والمصارف لأزيدنك ابتهالا في الآخرة ، ربي لتكن منافعنا متبادلة وليتحقق القصد الذي من أجله ولدتني فأكون طفلك البار على هذه الأرض الفانيــــــة .
كذلك أو ما يشبه في الرمز الخيالي ، ســـيحدث في عصور العار .
زمن على حافة الأساطير أو هو لبوسها اللامعقول في لحظة انفجارات الفضاء بالأقمار والمحطات الكونية . في ذلك الزمن سيبدأ ســـليل الآلهة والضباع والســـرطانات وافرازات الحيض الدموي ، من خلال رؤاه الاشراقية ، صياغة التقويم الجديد الذي سيدوم أكثر من ربع قرن ، بدأ من طوطم الأسرة فالعشيرة فالطائفة فالحزب فالجيش فالاستخبارات : هيكل القنطورية الحديثـــــــة ، ظل الله أو ظله هو على الأرض .
في ذلك الزمن السريالي المتخطي لمدارات الدماغ ، والذي يذكر بعصور ما قبل التاريخ ، ســـــيروي المؤرخون والأنثربولوجيون ، ومطاردو علم الســـــلالات أن تاريخ الشرق وبلاد شبه الجزيرة العربية ليس أكثر من تاريخ الأساطير الدوارة التي تســــتعاد الآن فوق شاشة الأزمنة الحديثة على شكل رقائق جلدية وآجرات وعفاريت ولصوص وتجار وأمراء وقتلى وســـــجون ومؤامرات وتجويع ومهانات ، منبعها ومصبها في نهاية المطاف ، أماسي شهرزاد التي سهر الناس على حكايتها في بغداد ودمشق ، وقد ادخل عليها في هذا العصر بعض الظلال الروائيـــــــة غير المبهجة للقلب ... ))
من رواية الكاتب حيدر حيدر ( وليمة لأعشاب البحر ) ، صفحة 233 – 234 – 235
مقطوعة موسيقية شرقية عزفت في ليلة عاصفة بأسراب الجراد التي قضمت كل كتبنا الشعرية وكل آلاتنا الموسيقية ولم يبقى سوى بشر بجماجم عارية تمشي دون شعور بزمنها !!!



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحي بأربعة أبعاد .. المشهد الخامس { الزمن الراجع }
- فتوى أقتصادية من ثلاجة الفقه الأسلامي !!!
- ديموقراطية السماء !!!
- من وحي إله أسمه إله العار .. نصوص سوريالية !!!
- شرف يصدأ .. حكاية من حكايات كل يوم
- المجتمع التناسلي .. مستنقع السوائل !!!!
- الوعي السالب لأبريق الشاي ..
- Kappa !!! رؤية بارا سيكولوجية
- علماء غير متدينين .. فهرس اسماء أبيض في كتاب أسود
- وحي بأربعة أبعاد .. المشهد الرابع ( الثور الرائع )
- إلى من علموا الملائكة الفساد الأداري ..
- تناقضات شرقية .. عالم القوقعة !!
- الشبه الرائع بيننا وبين القطط !!!
- إلى زوجتي المتدينة جدا .. مع محبتي
- الماركسية وتهمة الأباحية الجنسية ..
- من ظواهر السوبر ساي .. ( ما بعد الموت )
- الجنس على طريقة النسور .. قصائد
- دولة الدعارة في عراق الحضارة
- وحي بأربعة أبعاد .. المشهد الثالث ( عقدة جسد أناث الأرانب )
- النبي يونس .. درس في البارا سيكولوجي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - قطعة من وليمة لأعشاب البحر