أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - اذا ما كان الناخب مرتشياً فما شيمة النائب الراشي ؟














المزيد.....

اذا ما كان الناخب مرتشياً فما شيمة النائب الراشي ؟


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 12:31
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


الرشوة في اي مجال كانت هي وسيلة الراشي لتمرير امر محظور ، ويتعاطاها عادة المهربون والمحتالون للتجاوز على القوانين المرعية ، ولكن سائل يسأل ماذا يبغي المرشح الراشي ؟ ، اليس يرى في نفسه كونه غير جدير لوظيفة عضو البرلمان باعين الناخبين ، لذلك يلجأ الى تغيير النظرة المتأتية من واقع حاله ومستوى آهليته المتدني في هذا الميدان ، سالكاً طريق شراء الذمم اي الاصوات الفاسدة بغية الوصول بوسائل مزورة ، وهنا ينكشف المرشح الراشي على حقيقته كونه غير امين على تطبيق القانون في اقل تقدير ، وانه يريد الوصول الى غايته بخداع الناخب الجاهل طبعاً و اختلاس صوته ، وان هذا الانموذج السيء لايمكن ان يكون مخلصاً واميناً على وديعة شعبه خلال الاربع سنوات القادمة اي فترة الدورة البرلمانية الجديدة ،
اما الناخب الذي يبيع صوته فسيكون مطلوباً لعدالة شعبه اذ انه قد تصرف بحقه الانتخابي بصورة مخالفة لقواعد المواطنة ، التي تفرض عليه الا يستخدمه الا للصالح العام ، ومن زاوية اخرى يكون قد ساهم في تضليل شعبه بمشاركته المأجورة لدعم فوز مفسد ، وايصاله الى قمة السلطة التشريعية ، ويحسب تصرفه هذا سلوكاً مخادعاً يتقارن مع سلوك مهرب المحظورات ، وان المستوى الرخيص هذا سيفرغ صوت الناخب من شرعيته واعتباراته الاخلاقية ، وبناءً على هذه الاسس لايبقى لصوت الناخب ( السلعة ) اية قيمة دستورية ، وعليه يصبح عزل النائب الذي يضبط متلبساً في جريمة شراء اصوات المغفلين ضرورة لا مناص منها ، لكونه يحاول شراء ذمم رخيصة ويستخدمها للتسلق الى مواقع السلطة العليا ، ان التصرف يتشابه الى حد بعيد مع تصرف اؤلئك الذين يستحوذون على الاملاك العامة عن طريق النصب والاحتيال

ومن خلال التجربة الديمقراطية القصيرة في البلاد قد عرف المواطنون جيداً بان النائب الذي يصل الى قبة البرلمان بواسطة عربة الاصوات المأجورة سيقطع صلته بناخبيه ، لكونه لم يعدهم بشيء ما عدا ذلك الثمن الذي اشترى به اصواتهم قبيل الانتخابات ، ومن جانبهم اي الناخبين المرتشين ليسوا بآبهين بما يفعله هذا المرشح ، اذ ان ( المقاولة ) التي تمت بين الطرفين لايسري مفعولها الى ما بعد الانتخابات ، لكون الناخب المرتشي يخشى من فشل المرشح الراشي ، ان يفيق ويطالبه باسترجاع مقدار الرشوة ، كما ان المرشح هو الاخر يخشى في حالة فوزه من ابتزاز صاحب الصوت المشترى بالمال العام على الاغلب او انه قد حصل عليه المرشح كرشوة كبرى من جهة دولية اواقليمية
كل ذلك يحصل بفعل انعدام الوعي الانتخابي والجهل بالممارسة الديمقراطية ،وهنا تدفع القوى التي غير قادرة على التنافس من خلال برامجها السياسية الى تكريس هذا الواقع المرير الذي لا يكون الفرز فيه سهلاً ، لكون هذه القوى الطفيلية لا تتمكن من البقاء اوالفوز بالانتخابات النزيهة ، اما المرجع الاساس والدافع لهذا السلوك الانتخابي الخارج عن نص العملية الانتخابية ، هو وفرة المال السياسي الملوّث وغير المتعوب في الحصول عليه وبخاصة من لدن الكتل الكبيرة الحاكمة ، هذا وناهيك عن فاعلية الاجندات الاقليمية التي تتنوع اشكال اساليب اختراقاتها لمفاصل العملية السياسية التي ظلت تمشي بخطوة الى الامام وخطوتين الى الوراء ، وهذه نتيجة طبيعية للفساد الانتخابي المستشري في الوضع السياسي العراقي
ان المفارقة التي اشد غرابة لدى المواطنين هي حصول الفساد الانتخابي لدى الكتل الكبيرة المتنفذة وصاحبة السطوة والمال التي اكتسبتها بعد وثوبها الى سدة الحكم ، وهذا اذا ما دل على شيء انما يدل على شعور هذه الكتل السياسية التي لم تتمكن من التلامس مع حاجات المواطنين وتحقيقها بانها قد فشلت ولن تتمكن من اقناع الجماهير بمجرد اعادة ادعاءاتها السابقة وفي ذات الوقت تفتقر الى حد القاع لاية قدرة على ادارة الدولة وعملية اعادة بنائها ، ولم تجد امامها سوى سلوك الشوارع الخلفية التي عادة ما يكون فيها جواز المرور المعتمد هو المال الوسخ ، فهل تنجح هذه المرة بعد ان تبين الصالح من الطالح خلال الاربع سنوات الماضية



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين 2 - 2
- تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين 1 - 2
- موفق الربيعي لم يوفق في دعايته الانتخابية
- قائمة اتحاد الشعب تتألق
- الازمة العراقية ازمة سياسية ام ازمة قيادة ؟؟
- خلافات داخلية وتسارع التدخل الخارجي
- ضجة مضللة على ناصية العملية السياسية
- لا ينبغي تكرار برلمان مصاب بداء نقص النصاب
- الاحزاب الصغيرة وفلك الائتلافات الكبيرة
- ثورة الحشود المليونية الايرانية تعيد مجدها ولكن
- يتصارعون حول تقاسم البيدر قبل الحصاد
- الاموال الطائلة المهدورة وطائلة القانون
- ايران ولذة العدوان على الجيران
- احزاب عبرت على ظهر الديمقراطية ثم رفستها !!
- الازمة الاعراقية .. سبب و نتيجة وهدف !!
- مقاعد تعويضية ام وسيلة تقويضية !؟
- سقوط وسخط وصمت
- الكتل الكبيرة .. تدحرج بآلية الديمقراطية نحو الدكتاتورية
- صدر قانون الانتخابات التشريعية وبقى مرقعاً
- البرلمان العراقي طريح النقاش


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - اذا ما كان الناخب مرتشياً فما شيمة النائب الراشي ؟