أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - شعار الدولة السعودية: العفو عن الإرهابيين والتنكيل بالآخرين















المزيد.....

شعار الدولة السعودية: العفو عن الإرهابيين والتنكيل بالآخرين


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 888 - 2004 / 7 / 8 - 07:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


(7 يوليو 2004 م) لقد أعلن الأمير عبدالله عن عفو ولمدة شهر عن الإرهابيين الذين يسلّمون أنفسهم للسلطات، وقد مضى على ذلك حوالي أسبوعين لحد الآن استسلم عدة أشخاص. القرار كما ذكره الأمير عبدالله وتناقلته الصحافة بأن العفو عنهم ليس ضعفاً، بل العكس لأن الدولة لازالت تضرب الإرهابيين في كل مكان.
إذا كان العفو من منطلق القوة، كما تُشير الحكومة، وهذا العفو عن إرهابيين قاموا بتكفير الدولة نفسها، وقتل أنفس بريئة من المواطنين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، بل ذبحوا آدميين وسحلوا جثثهم في الشوارع، كما حدث في ينبع والخبر، فهل العفو عن هؤلاء سياسة قوة؟ إذا كانت سياسة الدولة هي التعامل مع الإرهابيين هو العفو، أليس لنا الحق في الاعتراض بعد الترويع والخوف الذي لحق بنا في البلاد؟ أليس لنا الحق في المطالبة بإنزال العقوبة على من ألحق أضراراً نفسية واقتصادية ضخمة بفئة من المواطنين؟ أليس للمواطنين الذين فقدوا عزيزاً عليهم قُتل على يد الإرهابيين، أليس لهم الحق في القصاص من هؤلاء المجرمين ومن قام بتمويلهم ووفّر لهم الغطاء الديني ودعمهم على مدى السنوات الماضية؟ أليس لنا الحق كمواطنين أن يكون لنا رأياً فيما حدث؟ أم أنّ الموضوع لا يعنينا من قريب أو من بعيد؟
لقد قام آل سعود بتهميش دور المواطن في السابق واتخذوا قرارات ضد مصلحة الوطن مثل دعمهم لصدّام في حربه ضد إيران، ومثل دعمهم لطالبان ودعمهم للتيار الوهابي المتطرف بالبلايين من الدولارات لنشر فكره المنحرف في كل مكان عن طريق المعاهد الدينية والمراكز "الإسلامية" والجامعات الوهابية المنهج والتوجه، والنتيجة هي كما نرى الآن. ولتصحيح الخطأ المطلوب من المواطن مرة ثانية وثالثة وعاشرة أن يدفع الثمن من حياته وأمنه، من قوت عياله، حيث يقوم آل سعود بتهميش المواطن واتخاذ قرارات أخرى يستفيد منها الإرهابيين أنفسهم، مثل قرار العفو عن المجرمين وعن مشايخهم الذين أباحوا دماء المواطنين والمقيمين، و لا تزال سياسة آل سعود هي التغافل عن هموم الوطن والمواطن.
افتراضاً، لو من قام بهذه العمليات الإرهابية هم من الشيعة، ماذا ستكون ردة فعل الحكومة؟ هل ستعفو عنهم؟ أم ستقوم بإحراق المناطق الشيعية فوق رؤوس أهلها؟ أم ستتركهم بدل إعدامهم على الملأ بحجة الإفساد في الأرض؟ أم ستقوم الدولة بالتفريق بين الإرهابيين وبين بقية المواطنين الشيعة وستمنع أي جهة كانت من المساس بالمذهب الشيعي لأن الإرهابيين لا يمثلون إلاّ أنفسهم ولا يمثلون إلاّ فئة قليلة من المجتمع و يجب التعرض للمذهب الشيعي أو الشيعة بسوء؟ بدون شك ستقوم آلة آل سعود الإعلامية بالنيل من الشيعة وستقوم آلتها العسكرية بحصار المناطق الشيعية وستدكّها بالمدفعية ليل نهار بحجة الخروج على "ولي الأمر" وبحجة "الإفساد في الأرض" وبحجة "العمالة لدولة أجنبية" وبحجة "تهديد وحدة الوطن".
إن ما حدث للشيعة في عام 1400 هجرية بعد انتفاضة المحرم السلمية أكبر دليل على أن آل سعود يتعاملون مع الآخرين من غير الوهابيين، وخاصة الشيعة بطائفية وعنف لا مثيل له، فقتلى وجرحى الشيعة بالعشرات، استشهد الكثير منهم بالرصاص وتحت التعذيب، والمسجونين منهم بالمئات والممنوعين من السفر بالآلاف. هل تغيّرت سياسة الحكومة الآن؟ لا أعتقد ذلك، ففي الوقت الذي تعرض الحكومة العفو عن الإرهابيين، لازال العديد من الشيعة الاسماعيليين في السجون السعودية تحت التعذيب فقط لأنهم أرادوا ممارسة شعائرهم الدينية، بل وصل الحد إلى جلدهم أمام الناس في السوق كنوع من الإرهاب. وحتى مع اعتراف التيار الإرهابي الوهابي ممثلةً بتنظيم القاعدة بتفجير أبراج الخبر عام 1996 م، لازال العديد من الشيعة في السجون بتهمة تفجيرات الخبر منذ ذلك الحين، لا يعرف الكثير مكان سجنهم ولا يستطيع أحد زيارتهم. ولا زال العديد من الشيعة ممنوعين من السفر وآخرين تم طردهم من أعمالهم لأسباب طائفية بحتة. معلم يتم طرده من عمله لأنه أهدى كتاباً دينياً لزميل له، آخر يتم طرده من عمله لاتهامه بأنه استخدم بيته لعمل عزاء في يوم العاشر من المحرم، في الوقت الذي يسرح ويمرح الإرهابيين في المدارس والمؤسسات الحكومية والمساجد يفتون بقتل الشيعة وينشرون كتب الكراهية علناً دون أن يتم التعرض لهم أو حتى مسائلتهم على ما يفعلون.
هل نسينا الدكتور منصور الفالح، الدكتور عبدالله الحامد، الأستاذ الشاعر علي الدميني الذين تم اعتقالهم منذ 17 مارس 2004 إلى الآن؟ هؤلاء الإصلاحيون الذين قابلوا الأمير عبدالله أكثر من مرة ومعروف عنهم الإخلاص لوطنهم ولم يفجّروا مبنى أو يرفعوا سلاحاً ولا حتى سكيناً، ولم يذبحوا مواطناً أو معاهداً. أقصى ما يعرفونه هو النصيحة وأكبر ما يحملون هو هموم الوطن، ولا يملكون سوى القلم للتعبير عن أفكارهم وآرائهم. ألا يستحقون العفو والاعتذار لهم، إذا ما قورنت أعمالهم الإنسانية الإصلاحية الوطنية بما يفعله الإرهابيون؟ لماذا يقبعون في السجون دون محاكمة؟ لماذا يتم اتهامهم بأنهم أعداء الوطن والدين؟ لما لا يتم السماح للهيئات الحقوقية بزيارتهم أو الدفاع عنهم؟ لما لم يتم ذكرهم في هذا الوضع المأساوي الذي تمر به البلاد، خاصةً وأن الوطن يحتاج لهذه الفئة بالذات للتأكيد على وحدة الوطن ضد التطرف والإرهاب؟ هل قام هؤلاء الإصلاحيون بما يهدد اقتصاد الوطن؟ أو وحدته؟ أو قاموا بنشر الخوف والرعب بين المواطنين والأجانب؟

إن "وطناً" يحابي أقلية إرهابية ويدعم التوجهات المتطرفة والداعية للعنف ضد الآخرين لا يستحق الدفاع عنه. إن "وطناً" يقوم بسجن الإصلاحيين ويعفو عن الإرهابيين لا يستحق أن نحزن على وضعه المأزوم. إن "وطناً" يقوم بالتضحية بالأكثرية المخلصة والمتسامحة محاولاً الحصول على دعم الأقلية المتطرفة، وطناً بدون شك يسير في الطريق الخطأ. إن الوطن يحتاج إلى الإصلاح وبسرعة في كل المجالات، يحتاج الوطن إلى الهواء الطلق ليملأ رئتيه، يحتاج الوطن للحرية، حرية التعبير، حرية ممارسة الشعائر الدينية، المساواة، العدالة، تكوين الأحزاب والتجمعات والمؤسسات المدنية، يحتاج الوطن لوجود انتخابات بالاقتراع المباشر ليختار من يحكمه، يحتاج لوجود قوانين عادلة تكون فيها السلطات التشريعية منفصلة عن القضائية وعن التنفيذية. يحتاج الوطن لمحاسبة كل من تسبب في ضياع خيراته وسرقة أمواله وخّرب اقتصاده ومحاسبة كل من قتل وسجن وعذب مواطن. يحتاج الوطن كل ذلك وأكثر حتى يدخل إلى القرن الحادي والعشرين. الكثير يعلم بأننا نسير في طريق شائك ومحفوف بالمخاطر، لكن مع استمرار سياسة آل سعود الحالية، يعني الوطن سيصل بسرعة إلى وضع يحتّم التدخل الدولي لإعادة الأمن والرخاء إليه ولمنع الإرهابيين من السيطرة على ثرواته.

علي فردان



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب في زمن الإرهاب
- أعداء الإنسانية: قراءة في فكر الندوة العالمية للشباب الإسلام ...
- انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية بوابة الإرهاب
- الكاتبة السعودية وجيهة الحويدر: قضيتكِ قضيتنا


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - شعار الدولة السعودية: العفو عن الإرهابيين والتنكيل بالآخرين