حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 08:33
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
لم يعد ذلك السؤال الذي يطرح نفسه عليّ باستمرار سؤالا محيرا لمن مثلي ولغيري ممن يهمهم الشأن الانتخابي . ألا وهو. هل أتوجه نحو صندوق الاقتراع ؟ نعم سوف أتوجه نحو صندوق الاقتراع وأطلب من كل الغيورين على وطنهم أن يتوجهوا نحو صناديق الاقتراع لنزيح عن برلماننا المقبل كل من أساء إلى شعبه وبلده . لنقول لا للامتيازات الخاصة . فانتم لستم أفضل من أبناء هذا الشعب الصابر المعاني من الحصار . والقمع والسجون والتهجير والذبح والاغتيالات والتسمم بالثاليوم وقلة الدواء والاختطاف والذبح على الهوية والاغتصاب .
أنتم لستم أفضل ممن رفع السلاح على مدى عقود من الزمن بوجه الأنظمة البائدة في كردستان العراق وفي الأهوار وفي كل مدن وقصبات العراق . إن دمائكم ليست أغلى من دماء بقية العراقيين . ومن أبناء الشهداء وأراملهم . ! لنقف كلنا يد واحدة لوضع حد لكل من يعيش على دماء الشعب العراقي ويقطع لقمة العيش من فمه وفم أبنائه . لنعيد كل قطعة ارض منحتموها لأنفسكم دون وجه حق . سوف اذهب لصندوق الاقتراع لانتخب من يمثلني ممن مشهود لهم بنزاهتهم وصدقهم وحبهم للآخرين وخبرتهم ومن أصحاب الشهادات العلمية المعتبرة ومن جامعات حقيقية معترف بها .
فإذا كان برلمانيونا في الدورة السابقة يمثلون خيبة أمل لناخبيهم ووصمة عار في جبين الديمقراطية الوليدة من بعثيين صداميين وإرهابيين أو متعاطفين معهم أو مزوري شهادات أو لصوص أو تجار سياسة فعلينا أن لا نعيد الكرة ثانية . فالعراق بلد العلماء والمثقفين والمناضلين الثوريين والبسطاء من العمال والفلاحين يختاروا من يعيش علل الطائفية المقيتة والتعصب الديني والقبلي ومن يسوّق لهم الجهل والأوهام والخرافات .
لننسى الماضي البغيض ونتطلع إلى مستقبل زاهر يعيش كل أبنائه وبناته شيوخه وأطفاله متساويين متحابين . لنبني عراق عصري تمتزج فيه كل الحضارات يفتخر بنفسه ولا يخجل منها . يوطد الأمن والاستقرار ويكون سيد نفسه ويبني جيشا قويا . الشعب والدستور هو مرجعه الأعلى ولا مرجعية أخرى يحترم الدين ويفصله عن السياسة . لا يعتمد على غيره في بناء مستقبله لقد وهبنا الحياة فلماذا لا نسعد بها ؟
لن أنتخب من يستثير غرائز الناس ويستغل جهلهم وعواطفهم . نعم سوف انتخب وفق شروطي وليس وفق شروط الآخرين .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟