|
الطابور الخامس
شريف السقا
الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 22:03
المحور:
كتابات ساخرة
الطابور الخامس هو تعبير نشأ أثناء الحرب الأهلية الأسبانية التي نشبت عام 1936 م. و استمرت ثلاث سنوات و أول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال كويبو كيللانو أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار و قال: إن هناك طابورًا خامسًاً يعمل مع الوطنيين ضد الحكومة الجمهورية من داخل مدريد و يقصد به مؤيدي الحركة الوطنية من الشعب. لكن الطابور الخامس لدينا مختلف عن التعريف السابق فهو يخدم مصالح أعداء ليس الحركة الوطنية فحسب بل أعداء الوطن ككل ....فالأعداء هم الأصدقاء و الأصدقاء هم الأعداء.... إن أكبر جريمة ترتكب هي جريمة التبرير ...تبرير القمع ...تبرير الإستبداد ...تبرير الفقر ....كيف لأمة عظيمة كأمتنا المصرية إن تنهض من الركام في ظل كل هذا التبرير و التدليس المتواصل بواسطة هذا الطابور الغير وطني الذي تقود ألويته الفاشية الجديدة لتدمير كل محاولة للنهوض ...من المخل بمكان إن نظن انهم انما يفعلون ذلك من أجل مصالح خاصة ضيقة ربما بعضهم لكن قادة الألوية يعرفون انهم يخدمون أعدائنا بكل وضوح و للدلالة على ذلك نقول لم يذكر لنا التاريخ عن أمة انتصرت أبد الدهر و طبيعي ان يتم هزيمتنا من وقت لأخر ....دخل الألمان باريس و لم تمت فرنسا و دخل الحلفاء ألمانيا و لم تمت ألمانيا ....لذلك فأن تسويق المباديء الإنهزامية و ترويجها بإستمرار لا يتسق مع معطيات الوطن و لا مع امنياته...و التحجج و التشدق بكلمة الأمر الواقع هي قمة التزوير فلا يوجد أمر واقع جامد لا يمكن تغييره هذا ضد سنن الكون المعروفة.... يظهر دور هذا الطابور و قادة ألويته بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان و المتابع للأحداث سيجد معارك طواحين الهواء مشتعلة بين اشقاء الوطن الواحد و هي معارك بها طحن و لا تنتج طحين ....لا مكان فيها للموضوعية و يتدني فيها الحوار إلى أقصى درجة و المقصود بإشعالها إلهائنا عن محاولة التكاتف و التوحد لإنقاذ هذا الوطن من براثن الفقر و الجهل و المرض و هذا هو الأهم ....الشعب يحتاج من يستمع إليه لا إلى من يسمع له ...يحتاج إلى كوب ماء نظيف ...يحتاج إلى من يمسح دموعه لا إلى من يتسبب في انهمارها كالمطر.....و افة الأشياء التعالي على الناس و إحتكار الحقيقة و المعرفة ....إن إحتقار الشعب و موروثه الثقافي و الديني لن يؤدي إلى نتيجة بل إلى هوة سحيقة ....لا يحتاج الناس إلى فهم الحداثة و ما بعد الحداثة و العولمة بل يحتاجون فهم لماذا هم فقراء و جهلاء و مرضي في وطن يفيض بالخيرات و الثروة ....يتبني هذا الطابور خطاب صدامي ضد المجتمع و بالتالي يقابله المجتمع إما بصدام مقابل أو بالإنصراف عنه ....لا يحتاج الناس إن يكونوا حاصلين على أعلي الدرجات العلمية حتي يتبينوا الفساد و الإفساد المحيط بهم ...... في زمن اغلقت أبواب الوطن منذ زمن بعيد و نما التطرف في الإتجاهين ما نحتاجه إليوم هو فتح نوافذ و أبواب هذا الوطن لدخول الهواء النقي حتي تخرج الحشرات و البكتيريا الضارة من جسده .... أما الطابور الخامس و قادة ألويتهم سأقول لكم انها معركة لن تكسبوها أبداً ....اهتفوا كما شئتم ....زوروا و دلسوا كما شئتم ...اشعلوا معارك طواحين الهواء في كل مكان .....ستخسرون في النهاية ....فللوطن رب يحميه و في الوطن رجال تفديه ...
#شريف_السقا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تغييب الوعي
-
الفاشيون الجدد
-
مصر بين الدين و القومية
المزيد.....
-
بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
-
افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|