أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد علم الدين - انفلونزا عيد الحب يستنفر الهيئة














المزيد.....

انفلونزا عيد الحب يستنفر الهيئة


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 13:38
المحور: كتابات ساخرة
    


وإذا كان عيد الحب او الزهور يؤرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية ويشغلها الى هذا الحد الذي يجعلها تستعمل كل طاقاتها البشرية وتوظف كل قدراتها التقنية لمنع الشباب من الاحتفال بهذا العيد البريء، فلماذا لا يخترعون بالمقابل عيدا للكره او القبور ويحتفلون به كل عام في الرابع عشر من فبراير، في عناد صبياني لمحو عيد الحب من عقول وافئدة الشباب المنغمس في زخرف الحياة الفاني وورد الرذيلة الاحمر القاني؟
واذا كانوا يعتبرون عيد الحب بدعة ومنكرا، فعنى ذلك ان عيد الكره هو من المكونات الاساسية لتفكيرهم الاسلامي في نشر الحسنات المثلى والفضيلة الممتازة!
فالهيئة مصابة هذه الايام بصداع في الرأس، وأرق في الدماغ بسبب عيد الحب الذي سيتسبب اذا لم تتصد له بخلخلة في المفاهيم الفكرية العقائدية للشباب، واهتزاز للثوابت الاجتماعية والدينية الاصيلة التي ترتكز عليها العقيدة الغراء، ولهذا فقد هبت الهيئة هبة رجل واحد بفرسانها الاشداء في الدفاع عن المقدسات امام هذه المدنسات التي تغزو المجتمع السعودي كانفلونزا عيد الحب والتي لا بد من وقفها وبكل الوسائل الممكنة والطاقات.
فتحرير بيت المقدس من رجس الصهاينة الأعداء، لا يمكن ان يتحقق الا بتحرير المجتمع المسلم من بدعة عيد الحب الشنعاء.
وتأكيدا على هذا الصداع قال المتحدث الرسمي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ علي القرني: "إن الهيئة تكثف أعمالها حالياً وتقوم بجولات وقائية بناءً على دورها المنوط بها حيال بدعة "عيد الحب" الذي يصادف 14 شباط (فبراير)، وتقدم النصيحة والإرشاد للشباب بعدم الاحتفال به".
نستشف ثلاث نقط مهمة من كلامه هذا:
اولا، تكثيف الاعمال أي الاستنفار التام في طول المملكة وعرضها لكل طاقات الهيئة في مواجهة الفيضانات ومعالجة الفقر والبطالة والتهريب والسرقة ومحاربة التطرف والارهاب.
ثانيا، القيام بجولات ميدانية وقائية طبية ضد انفلونزا عيد العشاق. أي الوقاية خير من قنطار علاج.
ثالثا، تقديم النصيحة والرشد أي ما معناه بلغة الهيئة: الاكراه في الدين. أي الزجر والمنع ، والقمع والردع، وايضا يستحب في هذه الحالات الضرب حتى تكسير الاضلاع والمطاردة الشيقة بالسيارات .... الخ، من اساليب الهيئة التي يعرفها المجتمع السعودي ويشكو منها وقد تسببت في كثير من المآسي والحوادث القاتلة والويلات.
وكل الحق على انفلونزا عيد الحب التي اصابت بعدواها الشباب السعودي.
جعل عمرهم ما يحبوا ولا يعشقوا ولا يتبادلوا الهدايا والورود تقليدا اعمى لأبناء وبنات الغرب القرود!
عمل الهيئة هذا يدل على سخافة دورها في المجتمع الذي لن تحقق له أي هدف سوى ان الشباب المتوثب الذي يريد ان يحيا مع روح عصره سيتمسك اكثر واكثر واكثر بما يحبه ويرغبه سرا او علنا او معاندة او مشاغبة ورغما عن انف كل هذه الانواع من الهيئات المضرة للعقيدة والمفسدة للاخلاق بممارساتها الارهابية القمعية.
ودليلنا الملموس المحسوس على ما نقول هو قول أحد بائعي الورد في مدينة الدمام "إن الهيئة تركز حالياً على اللون الأحمر، ما جعلنا نخفي هذا اللون من الورود وهدايا الحب في أماكن ومواقع لا يمكن لأي شخص أن يكتشفها وتكون خارج المحل.
وأضاف "نقوم ببيعها إلى الزبائن بأسعار مضاعفة, حيث إن الوردة التي تصل قيمتها إلى 5 ريالات تباع في يوم عيد الحب بسعر لا يقل عن 30 ريالاً".
فالف مبروك للهيئة على ما سببته للشباب من غلاء في سعر الورود الحمراء.
وكل عام وعيد الحب والعشاق والزهور والأمة العربية السمراء والأمم والشعوب الاسلامية بألف خير وهناء!
أليس الحل الأمثل للهيئة يكون بفتوى من مفتي البلاد تمنع زراعة وبيع واستيراد الورود وخاصة اللون الاحمر ومعاملتها كالخمرة مثلا أي ملعون بائعها وشاربها وشاممها والمتاجر بها وعاصرها وزارعها ومعتقها ومخزنها. ولماذا لا تحرم زراعة العنب اصلا!
والمضحك في كلام شيخ الهيئة القرني قوله :
" أن الحب لدى المسلمين له سموّ في معناه النبيل ولم يخصص له مناسبة بعينها، فجعل ضمن سلوكيات وشخصية المسلم طيلة العام".
يا عين يا ليل على الحب الطاهر العفيف. اجمل كلام واحلى شعار وطيلة العام ايضا. يعني ما في استراحة من الحب. لا ينقص شيخ الفضيلة الا اغنية سيرة الحب للسيدة ام كلثوم لكي يكتمل كلامه ويزدهر موسم الحب والوئام طيلة العام والى قيام الساعة على الاقدام.
ولكن اليس الغناء محرم في الاسلام؟
فكيف يسمح الشيخ القرني بممارسة سلوكيات الحب طيلة العام؟
مقولة الشيخ تذكر بمقولة اجمل الا وهي: "خير امة اخرجت للناس". والاصح هي اننا اصبحنا بسبب الهيئة وامثالها من المشاريع الفاشلة آخر امة من امم الارض تخلفا وتطرفا وتحجرا وارهابا وتفجيرا وانتحارا وسفكا للدماء البريئة. حتى ضجت بنا كل امم الارض ومن ممارساتنا الغرامية في الحقد على الآخرين. ولا عجب اننا اليوم ملاحقون ومطاردون ومطرودون اينما حللنا واينما توجهنا واينما درسنا.
واصبحنا نظهر عراة بملابسنا امام كامرات التفتيش في المطارات. وحتى الشادور المقدس والنقاب الطاهر لم يستطيعا تستير شيء امام الكاميرات الذكية.
ومقولة الشيخ القرني تذكر ايضا بمقولة ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان . وكان الله يحب المحسنين والشحادين، واهل الصومال المضروبين على نافوخهم بحركة الشباب الاسلامي. ما شاء الله . اكرم وانعم!
واذا كان الاسلام صالح لكل زمان ومكان، فلماذا لا يستطيع استيعاب عيد الحب الذي هو من اعياد هذا الزمان ولم يهبط علينا من كوكب الشيطان.
ومقولة الشيخ تذكر ايضا بمقولة الإسلام هو الحل. تفضلوا ماذا تنتظرون يا سكان كوكب طالبان!
مقولات وراء مقولات اذا انزلتها على ارض الواقع صرخت من هول الصدمة المروعة وتحولت الى اشلاء من الحروف الكلمات المتناقضة مع الواقع الملموس.
ولا عجب ان يتمرجل علينا اية الله خامنئي شيخ المجوس.
2010.02.13



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا شعلة ثورة الأرز لن تنطفئ!
- احسد الحيوانات
- نعزي اهلنا أقباط مصر
- الكويت تعلق وساما على صدر نصر حامد ابو زيد
- عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(2)
- عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(1)
- لا أقول عقبال مئة عام
- الإسلامُ السِّياسِيُّ والسُّقوطُ المدَّوي(6) الاخير
- الإسلامُ السِّياسِيُّ والسُّقوطُ المدَّوي(5)
- الإسلام السياسي والسقوط المدوي(4)
- الإسلام السياسي والسقوط المدوي(3)
- الإسلام السياسي والسقوط المدوي(2)
- الإسلام السياسي والسقوط المدوي(1)
- أين الدكتور زغلول النجار؟
- شكرا يا بطل الممانعة اللبنانية
- متى سنحترم حزب الله؟
- محاولات يائسة لإلباس لبنان قميص عثمان
- دولة الخلافة وأحلام اليقظة
- أبي نصر البرتقالي والحنين لكرباج الباب العالي
- مؤتمر الناشرين أم المنشورين العرب؟


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد علم الدين - انفلونزا عيد الحب يستنفر الهيئة