أكرم الصوراني
الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 13:38
المحور:
القضية الفلسطينية
رغم كثافة البخار وغيمة الحصار إلا أنّ الفلسطيني لا ينقصه شيءٌ سوى الحياة ..! كم هو بحاجة لجرعة حيواتٍ تعوضه فقر الأمل الذي يعانيه .. أحد الفلاسفة قال : "إنّ الحياة لا تساوي شيئاً ، ولكن شيئاً لا يساوي الحياة .." .
في كتابه (مشكلة الحياة) يرى د.زكريا إبراهيم أنّ "المنتحر يعرف قيمة الحياة ، فهو لا يتخلى عنها إلا لأنه يحبها أكثر من اللازم ..! فليس في الانتحار دليلٌ على تفاهة الحياة بل إن فيه اعترافا ضمنياً بقيمتها" .. ماذا لو كان ديكارت صاحب (أنا أفكر إذاً أنا موجود) فلسطينياً ..؟ هل كانت شفرة الحياة الحادة هنا كفيلةً بقوله .. أنا انتحر إذاً أنا في غـزّة ..!
الفلسطيني بوصفه عابر سرير تراه يترجم كل لغات الأرض بما فيها لغة سارتر القائلة ".. أنَّ الإنسان هو الموجود الذي يشعر بأنه وجد جزافاً ، ويعرف دائماً أنه زائد عن الحاجة .." عزيزي القارئ هل تعتقد أنك زائد عن الحاجة ، أو أنك فائض قيمة مهمله ، أم أنَّ حياتك ناقصة بما فيه الكفاية ..؟
فيلسوف ألماني ألف كتاباً عام 1906 يحمل عنوان (التعرّي) يخرج بخلاصة مفادها "أن التعرّي مفيد لتقوية البدن والعقل .." ، ومضعفاً لسلطة الكائنات الحيّة السفلى ، والتعرّي كفعل آدمي يقوم على فلسفة خلع ونزع الملابس الخارجية والداخلية طوعاً بغير تعذيب أو إكراه ، خلافاً للتجربة الأمريكية في عراق الطوائف ، حيث التعرّي يأخذ بُعداً قسرياً كما في سجن أبو غريب .. في أحلى الأوقات يكون التعرّي خلاقاً كما في تأدية وظيفة الاستحمام ضماناً لنظافة خاصة وتَخَلُصَاً من قاذورات عامة تعلق حيناً وتتسلق أحياناً على جدران البيوت الوطنية المعروضة للإيجار ... لا أدري كم من امرأة عارية الصدر تتسكع الآن في شوارع الأرض ومغاربها ، لكن ما أنا متأكد منه أن الفلسطينيين في معركتهم المتواصلة على الأرض يواجهون عدوهم بعناد وصدور عارية ..
في لغة الإعلام يتحدثون دوما عن أخبار (عارية) عن الصحة ، يتساءل صديقٌ لي ، لماذا لا نسمع عن أخبار (محتشمة) في منتهى الصحة ..!؟
أما في آخر أخبار السّاسة العارية عن الملابس ، ابتكر سياسي سميك المستوى فضَّل عدم تعرية اسمه نظرية سياسية جديدة في علم التعرية القيادية الحديثة ، النظرية تحمل عنوان (أنا عاري إذاً أنا مسئول) ..
دمتم لابسين .. ولا أراكم الله مكروهاً بـ"شالـح" ..!
#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟