أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد ثامر جهاد - حصار هوليود ووعي الاخر














المزيد.....

حصار هوليود ووعي الاخر


أحمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:29
المحور: الادب والفن
    


دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على توظيف المعطى السياسي في السينما بشكل لم يسبق له مثيل ، لا في معدلات البذخ على هذا النمط من الأفلام و لا في درجة الإساءة والتشويه الذي لحق بالحقائق التاريخية للشعوب غير الغربية ، والتي تعد غائبة ككيان فعلي مؤثر ( غير صوري ) بمقدار استمرارية ذلك المشروع من غير قنوات مؤثرة تفضحه .
وفي إطار سياستها الرامية لتهميش أي دور ريادي للآخرين في تشكيل العالم ، حضارة ومعرفة ، تحاول أمريكا اختيار الموضوع الذي ينبغي الانشغال به ، بوصفها المنتج الأوحد لشتى أشكال الحياة ( السياسية والاقتصادية والثقافية ) . وما ذاك الانشغال المشروط ، إلاّ نوع محترف من تقنين العلاقة بين صانع " الصورة " ومتلقيها . فما أن يكتمل تفسير إحداها وإدراك ماهيتها ، حتى نجدنا قد انتقلنا إلى البحث عن التفسير الملائم لصورة أخرى ، تسيء للواقع بطريقة مغايرة .
إن ذلك السعي العالمي يتضاعف يوماً تلو آخر ، واضعاً قدراتنا خارج دائرة التأثير والمواصلة ، اعتماداً على هوس الجهات الممولة له ، وتعويلها الجنوني على حالات الربح والنجاح واسع النطاق ، كذلك لسطوع الهيمنة شبه التامة على مراكز ( صناعة القرار ) ، ناهيك عن السينما ووسائل الاتصال والإعلام الجماهيري ، كنوع جديد من ( فلسفة الاحتكار ) .
لكن من يطلق الفايروس ، قد لا يأمن شرهُ دائماً !!
على الرغم من إمعان هوليود ( كعبة السينما ومختبر السياسة الأمريكية ) في تشويه حقيقة المواطنين غير الأمريكيين -العرب والمسلمين خاصة - فان الأصوات المعارضة لاتجاهها تتكاثر من حين إلى آخر ، لكن غالباً دون عناية واضحة أو تنسيق دقيق يُقدمها كوجهة نظر فاعلة تملك حيوية مجالها الحضاري ، ناهيك عن شرعية وجودها إنْ في الحياة أو في الطموح لتحسينها . يضاف إلى ذلك إن الإطار السياسي الفعلي الذي تصدره وتروج له أمريكا هـو بالضبط ما يدعم تلك الصورة النمطية المغالية في إظهار العرب أو آخرين غيرهم كإرهابيين أو مرتزقة .. كيف يا ترى ستكون صورة الغد ، مع هوس التطرف الديني للمسلمين الموجه ضد الآخر في مختلف بقاع العالم ؟
أليس من الجدير بنا والحال هذه ، أن نتقدم خطوة إلى الأمام في طريق انتشال واقعنا الفعلي من افخاخ التطرف والأصولية ومظاهر التخلف والعنف التي تمسك بمفاصل حياتنا الراهنة ، إذا ما كنا جادين في تحسين صورتنا أمام العالم ؟
إن العالم العربي يمنح العالم الغربي دلائل أخرى لتمكين الأخير من إحكام الحصار عليه ، ولإيغال الصورة – أيا كان نوعها – بتمتين صياغتها النمطية . ولن يكون هذا الشروع النمطي بمعزل عما يتصل بالأمر من سيل البطولات الأمريكية الخارقة والموجهة للقضاء على واقع السلوكيات اللاحضارية لغير الأمريكيين ، والتي تحدد خطورتها – برأيهم – جسامة الدور الذي على الغرب أن يلعبه حفاظاً على الأهداف الشاملة لأبنائه في السلام والحرية والديمقراطية ، وصولاً إلى جوهر النظام الديمقراطي الجديد أو فضاء العولمة الآمن في اقلّه .
ضمن هذا الاتجاه تندرج معظم الأنشطة الإعلامية والسياسية والثقافية الغربية سواء في التلفزيون أو السينما أو وسائل الاتصال كافة . وبما أننا محاطون بهيمنة شاملة لصورة نمطية يتناسل حضورها بغياب الوعي المضاد لها ، الوعي النقدي الذي راهن ( إدوارد سعيد ) على فاعليته الثقافية ، فنحن أوجب ما نكون لتفعيل وعي المواجهة الذي عليه أن يسارع لإنقاذ سرقة التاريخ على يدي صناع هوليود . ونشاط من ذاك النوع لن يكون مكرساً لمعاداة ( الرأي الآخر ) كما يتصور البعض ، قدر محاولته كشف مظاهر العنف والتمويه المتضمنة في نموذج الخطاب السينمائي الأمريكي .
والخطاب السينمائي كما هو معلوم للجميع ، الأداة الأكثر تأثيراً في حقل التلقي الجماهيري قياساً إلى باقي الفنون .
إذا كان الأمر على هذا النحو ، فهل علينا تحمل مئات الأفلام السينمائية التي تتقصد خلط الحقائق وتزويرها بشكل يخدم توجهاتها المرحلية ويغذي تفوقها ؟
غالبية تلك الأفلام قريبة من ذاكرة المُشاهد وتفضي عناوينها بمكنوناتها ، منها فيلم (تحت الحصار-1986 ) ( أكاذيب حقيقية-1994 ) ( الرعد الاسود-1996 ) ( الخطأ هو الصواب ) ، وأخطرها فيلم ( الحصار- 1998) للمخرج "إدوارد زويك" الذي احب الجمهور فيلمه الشهير ( أساطير السقوط) . في سياق الحديث عن هكذا نمط من الأفلام ومحاولة تأملها بشكل يتجاوز الوقوف عند فتنـتها الظاهرة ، من حقنا أن نتساءل : عن سبب عدم إعطائها القدر المناسب من الاهتمام والدراسة ، حتى بات من المستغرب أن تذهب كثير من المؤسسات الرسمية في بلداننا العربية لحذر وصول هذه الأفلام إلى الناس ، مع أن مشاهدتها والاطلاع عليها أوجب بكثير من الجهل بها .
أليس التأكيد على توعية المتلقي بنوايا صناعة تلك الأشرطة ، يقتضي منا كشف الصورة أمامه ، وإعطائه الفرصة كاملة في ممارسة وعيه الخاص بها دون تلقينه وصفات جاهزة أو أحكام موجهة ؟



#أحمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاديب العراقي أحمد الباقري ذاكرة مدينة
- هل الاغلبية على صواب دائماً؟ من وحي الانتخايات


المزيد.....




- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...
- -جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس ...
- RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو ...
- عاجل | معاريف عن وزير الثقافة الإسرائيلي: نأمل التوصل إلى صف ...
- نزلها سريعًا!!.. واتساب يُطلق ميزة الترجمة الحية في الدردشة ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد ثامر جهاد - حصار هوليود ووعي الاخر