أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - إشكالية نشوء الدولة العربية - الحديثة -














المزيد.....

إشكالية نشوء الدولة العربية - الحديثة -


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 12:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إشكالية نشوء الدولة العربية " الحديثة "
العديد من الدراسات والأبحاث التي تنحو منحى سوسيولوجيا في تحليل وتوصيف الواقع العربي ومحدداته وتناقضاته وآفاقه , تنزع إما إلى إسقاط المقولات الأساسية للسوسيولوجي الغربية التي تشكلت في إطار وظروف تاريخية وموضوعية مغايرة عن الواقع العربي , مما يعني ممارسة حالة تغريب واغتراب من الواقع الملموس ومتطلباته من جهة , أو محاولة إضفاء خصوصية ثابتة ( غير تاريخية ) مطلقة على الواقع العربي وبمنهجية سكونية من جهة أخرى , وفيما يبدو فان كلا المنهجين النابعين من رؤية استشراقية أو استشراقية معكوسة لا يقدمان رؤية علمية ونقدية وتاريخية شاملة في فهم وتحديد واستيعاب الواقع واستشراف المستقبل أو المتغيرات المتاحة إمامه .
لدى معاينة الواقع العربي وآفاقه تبرز مسألة أو إشكالية نشأة الدولة العربية الحديثة منذ أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين والذي واكب بدايات تغلغل النفوذ والتواجد الأوربي الاستعماري على الأرض العربية أو فيما كانت تعرف بالولايات العربية الخاضعة للسلطنة ( الخلافة ) العثمانية الاخدة بالضعف والانحلال والتفكك أنداك بفعل تغير موازين القوى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وعلميا لصالح الدول الأوربية التي أخذت تشدد من قبضتها وتدخلاتها في الشئون الداخلية والسياسات الخارجية للسلطة العثمانية ذات الطابع التسلطي الاستبدادي خصوصا إزاء المشاريع والمطالب القومية التي رفعتها النخب والتيارات القومية العربية والتي واجهتها السلطة العثمانية بإجراءات البطش والتعسف والى الحد الذي علق فيه رجالات الحركة القومية العربية على أعواد المشانق في بيروت ودمشق على يد السفاح جمال باشا . في الوقت الذي غضت فيه السلطة العثمانية عن احتلال فرنسا للجزائر في عام 1830 واحتلال بريطانيا لجنوب اليمن في السنوات التالية فأنها قامت بالتعاون مع الدول الأوربية بتشديد الحصار والطوق على محمد علي في مصر في محاولة لتحجيمه وقبر مشروعه النهضوي الباكر .
في حين ينظر البعض إلى دور السلطة العثمانية باعتبارها امتدادا للدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية وبان الرابطة الدينية هو ما يميز ذلك الكيان الإسلامي الكبير فأن البعض الأخر كانوا يروا في السلطنة العثمانية شكلا من أشكال السيطرة والضم والإلحاق لصالح العنصر التركي الذي تحدرت منه النخب الإدارية والعسكرية والسياسية المهيمنة على جميع الولايات والإطراف الخاضعة لها ومن بينها الولايات العربية , والتي استندت سيطرتها على الطورانية وسياسة التتريك ومحاربة اللغة العربية والاتجاهات القومية العربية وفرض الجبايات والضرائب والإتاوات على السواد الأعظم من السكان, وتم ذلك بالتعاون والتحالف مع النخب والزعامات العربية الحضرية والريفية والبدوية , ولم يكن الدين بالنسبة للسلطة سوى غطاء أيدلوجي لدعم سيطرتها وهيمنتها , كما إن الوحدة الظاهرية بين الأقاليم والولايات العربية تحت السيطرة العثمانية كانت تخفي مظاهر التمزق والتجزئة الفعلية حيث تكاد تنعدم الاتصالات والعلاقات الأفقية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإداريا ويتم تعين الولاة مباشرة من الاستانه وهم في غالبيتهم من الأتراك المتعصبين قوميا .
وحين بدأت قبضة وهيمنة السلطة العثمانية بالتراخي والضعف لصالح تعزيز دور ونفوذ الاستعمار الأوربي ونمط العلاقات الرأسمالية ( الكولنيالية ) الوافدة , بدأت تلك الزعامات المحلية في تغير ولاءاتها القديمة باتجاه الارتباط المصلحي بالاستعمار الأوربي الذي استطاع فرض احتلاله وسيطرته المباشرة على معظم المنطقة العربية وفقا لاتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا , والتي بموجبها جرى تقاسم تركة الرجل المريض ( السلطة العثمانية ) , وذلك على الضد من الوعود التي قدمت للشريف حسين والزعامات العربية الأخرى لتلبية مطالبهم في إقامة الدولة العربية ( المستقلة ) الكبرى , مقابل انحياز العرب إلى جانب الحلفاء ضد دول المحور التي ضمت الخلافة العثمانية .
وقد واكب الاحتلال والانتداب والمعاهدات الاستعمارية للمنطقة العربية إدخال الأنظمة والمؤسسات الاقتصادية والإدارية والسياسية والقانونية الحديثة التي من شانها تعزيز وتدعيم مصالح المستعمرين , ومع إن ذلك لم يترجم ايجابيا لمصلحة الغالبية الساحقة من الناس إذ ظل برسم مصلحة الاحتلال والجاليات الأوربية وقسم ضئيل من السكان اصحاب الامتيازات والمكانة من الارستقراطية المدنية والحضرية في المدن والارستقراطية الريفية وزعماء البدو في البادية , غير إن هذه الاجرءات التحديثية لعبت دورا مهما في خلخلة العلاقات الاجتماعية والإنتاجية والبنى الثقافية والفكرية الساكنة والراكدة لعدة قرون .
لقد سعى الغرب الاستعماري الأوربي إلى إضعاف العلائق والروابط والصلات الاجتماعية القديمة وتدمير المقومات الاقتصادية الذاتية و التحكم بالتطور اللاحق للولايات العربية التي أصبحت دولا قطرية متعددة لها أسواق ( وطنية ) محلية ودوره إنتاج منفصلة عن بعضها ومرتبطة تبعيا بالرأس المال الأجنبي , مما عمق عملية التفاوت في مستويات التطور بين الدول العربية . وقد أدى إجهاض المشروع القومي والظروف والشروط المختلفة المحيطة بالكفاح الوطني ومعارك الاستقلال التي خاضتها شعوب تلك البلدان ضمن ظروف ومعطيات مختلفة إلى بروز وتشكل الدولة ( القطرية ) العربية الحديثة .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة وسياق العولمة
- هل يخرج العرب من التاريخ ؟
- هل يصلح أوباما ما أفسده بوش؟ ( 6 )
- باراك أوباما والتركة الداخلية الثقيلة ( 5 )
- هل ينجح أوباما في إستعادة - الحلم الأمريكي - ؟ 4
- تحت شعار «التغيير».. انتصار كاسح لباراك أوباما ( 3 )
- ظاهرة أوباما في المشهد الأمريكي ( 2 )
- ظاهرة أوباما تعبير عن أزمة أم مؤشر للتغيير ؟ ( 1)
- الميزانية والميزان 3
- الميزانية والميزان 2
- الميزانية والميزان «1»
- الذكرى الأولى لرحيل المفكر والمناضل المصري الكبير محمود أمين ...
- ظاهرة الصالونات الأدبية الثقافية وتصدّر القبيلة والطائفة
- لايزال يحدونا الأمل.. برجوعك ياأبا أمل
- معوقات قيام مؤسسات المجتمع المدني ( 9 )
- ثقافة الفساد
- التمايز ما بين المجتمعين الأهلي والمدني ( 8 )
- نشوء الدولة المركزية السعودية والمجتمع المدني ( 7)
- السجال حول طبيعة الدولة في الإسلام ( 6)
- التيارات الاصولية والموقف من الدولة المدنية (5 )


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - إشكالية نشوء الدولة العربية - الحديثة -