جورج فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 06:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الصليب وعندما يموت عليه إلهٌ ما... فلابد أن نسأل لماذا...؟
وليس السؤال لماذا الصليب... ولكن لماذا الإله؟
فالمشكلة ليست في الصليب... فهي قد تكون في ذاك الإله.....
فهُم يريدونه غالباً... لكنه هناك ظهر مغلوباً... أو هكذا يبدو...
الغلبة... وهل تعني البقاء حياً؟... فكم هناك من مات غالباً... وكم هناك من عاش مغلوباً....!
ربما أن ذاك الإله قد خرج عن حدود المنطق...! ولكن هل للمحبة حدودٌ ومنطقٌ؟...
ربما أنهم يرون في التضحية ضعفاً... وأنّ القوة نكمن فيمن يقتل ويأمر بقتل الآخرين....
ولكن هل يُظهر الصليب فقط عمق محبة ذاك الإله؟.. أم أنه يكشف أيضاً حقيقة شر الأشرار؟..
وربما من أجل هذا يرفضه الكثيرون.....
ليست المشكلة فيمن برى الصليب كأسطورةٍ لأنه على الأقل يلمس المحبة المتواجدة في هذه الأسطورة. ولكن يكمن التساؤل حول من ينكره رافضاً ما فيه من محبةٍ وهنا علينا أن نسأل لماذا؟
هل قصة محبة الإله المفترض والظاهرة على الصليب هي ضد منطقهم؟ أم ضد عقيدتهم؟ أم فوق مستوى ادراكهم؟
ما الذي سيتغيّر بالنسبة لهم إن كان الصليب حقيقةً؟ وما الذي يضرّهم إن كنّا نحن نرى فيه محبةً عظيمةً هذا مقدارها؟
فهُم يرون يسوع المصلوب مغلوباً ونحن نراه غالباً...
هم يرونه ضعيفاً ونحن نراه قوياً...
هم لا يرون المحبة وأما نحن فقد غيّرتنا تلك المحبة....
ومهما كان الآخرون يرون في قصة الصليب، أمّا نحن فقد تعلمّنا منها أنه ليس لأحدٍ حب أعظم من هذا أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه.
فإن كانت هذه القصة حقيقةً أم أسطورةً فنحن نرى فيها قصة محبة الإله.... وكم نتمنى أن ندرك مثل هذه المحبة ونعيشها فيما بيننا.
#جورج_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟