أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض حسن محرم - -رسائل بحر- غامضة














المزيد.....

-رسائل بحر- غامضة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 23:56
المحور: الادب والفن
    


ما زال المخرج المبدع "داوود عبد السيد" قادرا على إمتاعنا مجددا بأعمال جميلة ورائعة ومنها تحفته الأخيرة "رسائل البحر" بعد صمت إمتد لسبع سنوات منذ آخر أعماله" مواطن ومخبر وحرامى" معتمدا على قصة من تأليفه وإخراجه، فيما عرف بسينما المؤلف التى برع فيها الأستاذ "يوسف شاهين" إمتدادا لهذا النوع من السينما العالمية منذ "شارلى شابلن".
لا أعرف لماذا تذكرت رواية "البيضاء" للعظيم "يوسف ادريس" وكان البطل فيها طبيب أيضا وإسمه "يحيى" بنفس اسم ومهنة " آسر ياسين" بطل فيلم الرسائل الذى أدى دوره ببراعة وحرفية شديدين تنبأ بمستقبل واعد وتحسب لداوود عبد السيدعلى حسن إختياره للكاست، وللمثلة المتميزة " بسمة" التى أدت دور الغانية "نورا" فى دور رائع يضيف رصيدا كبيرا لأدوارها.
إهتم داوود كثيرا كعادته برسم الشخصيات بريشة مدققة لم تهمل ادق التفاصيل، وذلك فى تقديرى على حساب المضمون الذى جاء مفككا مما يوحى أننا بإزاء عمل خالى من المضمون وبلا رؤية محددة، ورسالة غامضة حاول المخرج من خلال الراوى الذى اقحمه فى العمل مثل معظم اعماله ان يقوم بدور الشرح والتوضيح ولكن ذلك لم يساعد ذلك فى فك غموض الموقف.
كما لعبت الكاميرا دور البطولة فى العمل، وخاصة فى التركيز على جماليات الأسكندرية، ونمنمات العمارات القديمة بالمنشية وبحرى، واهتمام خاص بالألوان والإضاءة، مع تسجيل حى وتفصيلى لغضب البحر ومشاهد "النوّة" والتى رغم جمالها أعطتنا إحساسا بإقحامها على العمل، متأثرا فى ذلك بملكاته التى اختزنها من طول عمله فى السينما التسجيلية.
ربما حاول المخرج ايصال رسالة للمشاهد من خلال الشخصيات الرئيسية بضرورة التسامح كرؤية انسانية، ومن خلال الوضع الكوزموبلوتانى للمدينة، وبالروح العامة التى سادت طوال الفيلم من معظم ابطاله وحواره، موقف "محمد لطفى" (قابيل) الخارق القوة والذى يرفض استخدامها فى الضرب رغم ان دوره فى الفيلم القيام بتأديب المشاغبين من خلال وظيفته كبودى جارد، وموقف يحيى من الآخرين والحياة عامة وخاصة من نورا، كذلك ما جسدته الممثلة ذات الحضور الإنسانى الجميل "نبيهة لطفى" والتى قامت بدور الأم "فرنشسكا"، والإستثناء الوحيد كان فى "صلاح عبد الهو" صاحب العمارة"الحاج هاشم" والممثل للوجه القبيح للرأسمالية المتطفلة الجديدة التى تطفو على كل جوانب المجتمع والذى تفوق في دور الشرير، وإن كان رسم الشخصية فيه درجة من المبالغة من قبل المؤلف.
نأتى الى الرسالة الحقيقية للبحر فى الفيلم، وهى الورقة المكتوبة بلغة غريبة فى الزجاجة التى القى بها البحر للبطل، والتى قد تكون تيمة الفيلم الرئيسية، حيث لم يستطع فك طلاسمها رغم استعانته بالقواميس، وبالناطقين بكل اللغات الأوربية دون جدوى، والبحر كبطل فى ذاته يمثل فى الفيلم سطوة الإله عندما يغضب وعندما يمنع ويرضى.
توجد كثير من مناطق الضعف فى الفيلم، فقد سقط المخرج (المؤلف) فى تقليد السينما السائدة بإقحام موضوع الشذوذ والمثلية بلا مبرر مقنع، فما معنى التحول السريع والمفاجئ للمثلة المبدعة"سامية أسعد" والتى مثلت دور الإبنة وصاحبة الأتيليه (كارلا) لمجرد إلتقائها بزبونة مثلية، بعد ان عاد اليها حبيبها القديم، كذلك التناقض فى رسم شخصية نورا، واعترف اننى لم استطع فهم مبررات احترافها لمهنة الدعارة، والتشويش الذى احاط بنهاية الفيلم الذى اختلط علينا حول حقيقة موقفها، والإفراط فى ذكر كلمة "مومس" حتى أننى كففت عن العد بعد الرقم سبعة، أيضا حالة الإستسلام غير المبرر ليحيى وأسرة فرنشسكا من محاولة هاشم طردهم من السكن، ولا أعلم معنى المشهد الأخير لخروج يحيى ونورا من العمارة وأحد رجال هاشم يصرخ خلفهم (ابقوا روحوا إنضفوا قبل ما تسكنوا) وإذا ما كان ذلك يعنى تركهم الشقة بشكل نهائى أم هى طريقة المخرج بترك النهايات المفتوحة.
لا شك ان الصورة البديعة التى رسمها داوود للأسكندرية تعد من أجمل اللوحات بالفيلم، وتعمده عدم تحديد الإطار الزمنى لهذه الفترة، وان كنت كمعايش للمدينة أشعر أنها من رائحة السبعينيات وبقايا الوجود الأجنبى بها.
خلاصة القول أن سينما المؤلف لم تثبت أقدامها بعد عندنا رغم طول مدة تجريبها، فأعظم أعمال يوسف شاهين فى تقديرى هو فيلم الأرض عن رواية "عبد الرحمن الشرقاوى" وليس تلك الأعمال التى قام بكتابتها، وبالمناسبة فقد كان داوود عبد السيد مساعد مخرج فى هذا الفيلم، كما أن أعظم أعمال داوود هو فيلم "الكيت كات" عن رواية مالك الحزين لإبراهيم أصلان.
فى النهاية اجد لزاما على تقديم تحية واجبة لكل من آسر ياسين وبسمة والفذ محمد لطفى الذى قبل بوضعه فى الأدوار الثانية، وكذلك للمثلة والمطربة "مى كساب" ذات الشخصية المرحة والمحببة فقد كان دورها فى الفيلم رغم هامشيته جميلا ولا اجد غضاضة فى قبولها له.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصول عبد الجواد
- الحكومة ترقص على إيقاع شباب الفيس بوك
- هل وصل الأمر الى -أيام- طه حسين؟
- زكى مراد...فارس ليس من هذا الزمان
- شخصيات من السجن(2)
- فلسطينيون فى مصر (3)
- دموع أم
- 2-فلسطينيون فى مصر
- لماذا تطالب الحكومة المصرية بعودة الآثار المسروقة ولا تطالب ...
- فلسطينيون فى مصر
- العلمانيون بالقميص الإسلامى
- الحب المستحيل
- ذكريات هزيمة
- القضية الفلسطينية.....رؤية تحليلية
- دكان شحاتة .. والواقعية المصرية
- جريشة..حكاية بطل شعبى
- سلطنة عمان..وتوليفة التسامح
- هل كانت العالية بنت ظبيان أما للمؤمنين؟
- الهجّالة
- النقاب والتحرش


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض حسن محرم - -رسائل بحر- غامضة