|
وصايا طارق بن زياد -العروبي-
علي جديد
الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 21:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إخواني أخواتي
إسمعوا وعوا وأطيعوا .. فالأمازيغية أمامكم و الديموقراطية ورائكم و ليس لكم إلا اللغة العربية و السعي إلى إبادة اللهجات و إفراغ الديانات من محتواها .. فالدول لا تبنى على أسس دينية بل على أسس عرقية .. فلتكن سياستكم تقديم القومية العربية على العقيدة باستعمالكم جميع الوسائل لأن "الغاية تبرر الوسيلة" كما يقول ماكيافيللي و إلا سنغرق و نكرر تجربة فقدان الأندلس التي تتراءى دائما أمام أعيننا ..
ولن تنجحوا في مسعاكم هذا حتى تفلحوا في محو الأمازيغ .. فا منعوهم من تسمية مواليدهم بأسماء أجدادهم .. وادفعوهم بشتى الوسائل إلى السعي إلى تقمص الشخصية العربية و ذكر أجدادنا بالخير و كره الذات الأمازيغية و الخجل من الانتساب إلى البربر و الإحساس بالإهانة في الإدارة و المدرسة و المستشفيات .. واحرصوا على خلو مناهجكم التعليمية من تاريخ أجدادهم لأنهم عندما يعرفون أن الدماء التي تجري في عروقهم هي نفس دماء أبطا ل صناديد أمثال : حنبعل و يوبا و يوكرتن و تهيا و عبد الكريم الخطابي و القديس أوغسطين فلن تنطلي عليهم حيلنا أبدا و قد بدأت بواد ر ذلك تلوح في الأفق .. لذلك أوصيكم أن تضيقوا الخناق على لغتهم لأن اللغة أساس الوجود و رمز الهوية و الخلود .. و إن استطعتم أن تبيدوها فذلك خير لكم إن كنتم تعلمون .. إياكم و التفكير في الأخلاق فهي مفسدة المرء و تعرقل علينا إتمام هذه المهمة النبيلة .. وسيروا على خطى أجدادكم الأمويين الذين لا يحضر الوازع الديني و الأخلاقي في سلوكهم .. و قاتلوا في سبيل إعلاء كلمة العرب .. و جاهدوا في الغنيمة حق جهادكم دون اعتبار لما يحس به البربر من ظلم لأن "مصائب قوم عند قوم فوائد" .. و كونوا خير خلف لخير سلف بإضفائكم للقداسة على كل ما تأتي به رياح الشرق من لباس البرقع و العباية و التشادور و الكوفية و أغطية الرأس .. وسموا أنفسكم ب " أبو حمزة" و " أم أيمن" .. ونادوا على أولادكم ب "عم" و "بابا" و "ماما" تمشيا مع الموضة المشرقية .. واستعملوا في كلامكم عبارات مثل "مش" و "أكيد" و "أنو" و "هكذا" مصطلحات .. واختاروا ما شئتم من مدنهم ك "عاصمة للثقافة العربية " .. وما شئتم من ثراتهم كإرث عربي أصيل .. واسرفوا في استعمال تسميات من قبيل "الوطن العربي " و "العالم العربي" و "المغرب العربي" و "مصر العربية" و "سوريا العربية" و "العراق العربي" لأن التكرار و الأعوام كفيلة بترسيخها .. واتلوها على مسامع الناس في الإعلام و التعليم حتى يتبين لهم أنها حقيقة لا غبار عليها رغم أنها وهم و خرافة ..
و إياكم أن تتسم مواقفكم بالحياد في أي قضية من شأنها أن تنقص من شأن اللغة العربية .. ولا تخجلوا عندما تكتشف التناقضات في مبادئكم .. و تشبتوا بالقول أنه ليس هناك وجود للغة أمازيغية قائمة بذاتها و صفاتها بل هناك لهجات لايمكن أن ترقى إلى مستوى اللغات .. وشددوا على أن الجنة بين دفات الكتب العربية الوهابية منها و البعثية لا يدخلها إلا الذين يقضون آناء الليل و أطراف النهار في تلاوتها بخشوع .. و إذا كان أجدادكم في العصر الذهبي للإسلام قد وضعوا آلاف الأحاديث في وجوب حب العرب و اللغة العربية فما الذي يمنعكم من لي عنق التاريخ ليخدم إيديولوجيتنا الإقصائية .. ولا تتوانوا في مزج الدين بالديناميت كلما استطعتم إلى ذلك سبيلا .. فلا تحزنوا فالإسلاميون معكم في ذلك ..
إخواني أخواتي .. أود أن أختم رسالتي هذه بشيء من التفاؤل .. و لا تيأسوا فأنتم تعرفون مكانة الشعر في حياتنا .. فابشروا خيرا لأن أعرافكم أضحت أقوى مما كانت عليه في الجاهلية .. وسنعيد يوما تلك المعلقات السبع إلى مكانها الأصلي و أن الغد لناظره لقريب .. وقد قطعنا من أجل ذلك شوطا مهما بتنظيم مسابقات مليونية للشعر العربي في كثير من قنواتنا .. كما أنشانا بعض القنوات التلفزية الخاصة بهذا الشعر يسهر عليها ثلة من عتاة القومية الذين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم .. كما أنشانا وكالة أنباء الشعر العربي و أملنا أن لا تذهب جهودنا سدى لنجعل أرضنا من الماء إلى الماء تنجب شعراء كثير بإمكانهم نظم المزيد من المعلقات لتوزع بين الناس بالعدل ( عوض توزيع إيرادات البترول) .. فالعربية لدينا مسألة حياة أو موت مصداقا لقول الشاعر : إذا العرب يوما أراد الحياة ****** فلا بد للعربية أن تنتشر ولا بد للأمازيغية أن تندثر ********* ولابد للزاي أن ينكسر ولابد على المال و الإعلام أن نسيطر *** ولابد لهم من شعاب الجبال كالبقر. و السلام على العرب.
#علي_جديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمازيغ: -حواريو النبي محمد (ص)-
-
العرب و اليهود و احترام العالم
-
العرب والهلوكوست اللغوي
-
الأمازيغ و الصواريخ العربية العابرة للقارات
-
سبحان الحاكم العربي العظيم ! !
-
ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...
-
عدالة الشيطان
-
عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ
-
رسالة إلى الرئيس أوباما
-
- العروبة - إله العرب الجديد
-
امة اقرا لا تقرا
-
اعتبروا يا أولي الألباب !
المزيد.....
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
-
المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|