أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا ممتاز - عيد الحب وعيد الكره














المزيد.....


عيد الحب وعيد الكره


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 03:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقال أن عيد الحب أو ما يطلق عليه القديس فالنتين هو احتفالية رومانية الأصل , كانت تتم في منتصف شهر فبراير أو شهر الحب والخصوبة كما كان يطلق عليه في العصر الروماني , ثم انتقل إلى المسيحية وتم فيه تخليد ذكرى القديسين فالنتين شهداء الاضطهاد الديني والحب الإلاهي..
و أيا كان أصل أو جذور عيد الحب فما يهمنا اليوم انه تحول إلى عيدا للحب الرومانسي وساهم اسمه النبيل في انتشاره وعبوره للقارات , ليصبح مناسبة عالمية , تتجدد فيها المشاعر الإنسانية ويتبادل فيه الأحبة الورود الحمراء القانية والهدايا المبهجة وتعلو فيها همسات الغزل ورسائل الغرام ..
مناسبة رائعة توحد بين أقطار الكرة الأرضية وتجعل من الحب رسولهم ومن السلام رسالتهم ولو ليوم واحد !

ومع ذلك فهناك في نصف الكأس الفارغ من يطلق نعيق الكره ومن يأبى أن يجتمع البشر بكل أطيافهم وألوانهم ومعتقداتهم على الحب !

هناك من يعتبر توحد المشاعر والمشترك الانسانى بين المخلوقات البشرية جريمة تزلزل عرش خالقهم !

ففي الهند يخرج المتشددين المتعصبين من الهندوس لتحطيم وتكسير المحال التجارية التي تظهر احتفالها بعيد الحب حيث يعتبرون الاحتفال بالحب تقليدا دخيلا يتنافى مع عقيدتهم السليمة السامية التي يجب أن تسود العالم وفيرسا يلوث معتقدهم الطاهر النقى !

وفى بلاد الظلام تشتد هيئة الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف وتقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه بعرض أو بيع كروت المعايدة والقلوب وغيرها من الهدايا الخاصة بهذه المناسبة , وتتأهب آلة الكره السلفية العنصرية الغاشمة لتغرق الشبكة العنكبوتيه برسائل التحذير عبر المنتديات و الاميلات من الاشتراك في الشرك والوقوع ضحية فيروس عيد الحب الوثنى النصرانى الفاسق! وبدلا من الكروت المبهجة المزينة بالقلوب والورود يرسلون لك جماجم تقطر دما أو شخصا يتعذب في قبره بسبب تعبيره عن مشاعر الحب لشريك العمر بهدية رمزية أو رقصة رومانسية !

فهل هؤلاء بما يعتنقونه وينشرونه من فكر مشوه بشر ؟؟
كيف يدعون التقرب إلى الله بإظهار وإشاعة الكره بين مخلوقاته !
كيف يدعون التقرب إلى الله بنشر الفتن الطائفية ودعاوى البغض العنصرية!
كيف يدعون التقرب إلى الله بحثك على غلقك الباب في وجه جارك القبطى ورفض مصافحته وانتم تعيشون سويا تحت سقف واحد ويشغلكم هم واحد ويجمعكم تاريخ واحد و وتتطلعون إلى مستقبل واحد !
كيف يمكن ان نتصور الخالق بهذه البشاعة والدمامة يسعد بشيوع الكره والفرقة بين مخلوقاته ويطرب عندما ينام طفل دامع العينين ومكسور الفؤاد والخاطر !! جريمته انه ولد مسيحي أو يهودي أو على أي دين آخر إذا ما عايره زملاؤه بمعتقده ورفضوا مصادقته ومصافحته !
كيف يمكن تصور الذات الإلهية تنتفض غضبا إذا ما تبادلت عبارات التهنئة الطيبة التي تشيع الرضي والسلام والتعايش الانسانى بين الناس !

تتخذ آلة الكره السلفية الغاشمة من فهمها المغلوط لبعض الآيات القرآنية والأحاديث المفتراه على رسول الله و من أفعال السالفين العنصرية الغريبة وقودا فيرفعون شعارهم الحديث الضعيف أوثق عري الإيمان الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله.
ويؤكد شيوخهم على ضرورة اظهار العداوة والبغض للمشركين والكفار حتى ولو نصروكم وساندوكم وساعدوكم !
محتجين بما كان يفعله امامهم احمد ابن حنبل حيث كان يغمض عينيه اذا ما نظر إلى نصرانى !!!!
وما نقل عن امامهم محمد بن عبد الوهاب (أن الإنسان لا يستقيم له إسلام - ولو وحد الله وترك الشرك - إلا بعداوة المشركين، والتصريح لهم بالعدواة والبغض ) والمعاملة بالظاهر من الفعل!

فا بالله عليكم عن أي إله يتكلمون وأي رب يعبدون ؟؟

كيف يمكن تصور الخالق بهذا الكم من الدنو الخلقي ليدعونا للكره
والبغضاء في سبيله حتى مع من أحسن إلينا وأعاننا وساعدنا !!!

كيف نتجرأ بعد ذلك على تسمية دين يحمل هذا الكم من بذور الحقد والكراهية والتعالي بالإسلام ؟

ومع ذلك ورغم التحذيرات الجهنمية لدعاة ما يسمى بالسلفية هناك من لا زالت فطرته الإنسانية سليمة ويفهم الإسلام على انه دين محبة وسلام , فيشارك الناس أفراحهم أيا كان معتقدهم ويحتفل معهم بكل ما يقرب بين القلوب ويرسم البسمة على الوجوه ويشيع التسامح بين البشر..

وبهذه المناسبة الجميلة المتسربلة برداء الحب الخالد أتقدم بأرق التهاني للجميع بمختلف عقائدهم وأطيافهم .......


و أدعو دعاة العنصرية المتقوقعين على عقائدهم وأفكارهم السقيمة ظننا منهم أنهم يمتلكون الحق المطلق وهم لا يمتلكون أى شئ حيث يستردون كل شئ من الإبرة للصاروخ من الغرب الكافر وهم مغمضي العينين على طريقة ابن حنبل !
لا يمتلكون سوى الوهم والحقد والكراهية, ادعوهم بالإعلان عن عيدا للكره يكون عيدهم الرسمي ينفثون فيه سمومهم وحقدهم على سكان الكرة الأرضية وعلى الإنسانية ..

ولكن رجاءا أن تكفوا عن الكره والبغض باسم الخالق , فالخالق أسمى من سمومكم العنصرية.



#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلندعم لوثرينا
- العلمانوفوبيا
- مأساة عبور
- حقوق الإنسان والعلمانية المستوردة
- الاسلام صديق العلمانية
- إيقاف المهازل على صفحات الحوار المتمدن
- صياغة الخطاب العلمانى فى مواجهة التحديات
- خواطر علمانية
- محنة العلمانية ومأزق المتعلمنين
- المتعلمنون وتشويه العلمانية
- العلمانية وحدها لا تكفى ..
- المراهقة الفكرية
- انتشر التدين فختفى الوازع !
- لماذا تغلقون الباب؟ حول - الهجوم - على الاسلام في الحوار الم ...
- مصريه (شريره)
- السادية والخنزير
- شجيع السيما
- سلامات يا تدين
- قبل فوات الأوان
- سياسات الترويض


المزيد.....




- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...
- إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى ...
- افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا ...
- زيلينسكي يحتفل بعيد حانوكا اليهودي بحضور مجموعة من الحاخامات ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا ممتاز - عيد الحب وعيد الكره