أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد الرحمن دارا سليمان - حول الإنتخابات العراقية المقبلة وهمومها الكثيرة














المزيد.....

حول الإنتخابات العراقية المقبلة وهمومها الكثيرة


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 16:18
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


لا يمكن للمراقب السياسي المحايد أن يمتلك تفاؤل الأحزاب والكتل السياسية المتصارعة أساسا على إعادة توزيع المناصب والإمتيازات فيما بينها ، بمآل الوضع العراقي المفتوح على كل الإحتمالات . إذ لا معنى عمليا لفكرة الإنتخابات وإعتماد مبدأ صدور السلطة عن الإرادة الشعبية ، في غياب الرؤى والتصورات السياسية الواضحة والناضجة لأشكال إدارة الدولة والمجتمع وأساليب الحكم، وفي غياب المؤسسات القانونية والحقوقية المستقلة عن الهيمنة الحزبية والتي يمكن التعويل عليها لإنتاج الثقافة والمعرفة اللازمة والضرورية لتجديد الوعي بأهمية التداول السلمي للسلطة ونبذ فكرة الإحتكار .

والأهم من ذلك كله ، هو أن الوضع العراقي السائب عموما، لم يعد مسيطرا عليه ومتحكما به داخليا بالدرجة الأولى منذ سنوات عديدة ، فمهما كانت وستكون نوعية وطبيعة الأحزاب والكتل السياسية الفائزة في الدورات الإنتخابية ، ستصل الى الحكم وهي على دراية تامة بأنها لن تصل الى نتائج حقيقية في حلّ الأزمات الداخلية العديدة، رغم النوايا والوعود والخطابات الكثيرة .

ليس من الممكن في ظل الأوضاع القائمة ، فصل العوامل الداخلية وسياسات الكثير من النخب المحلية العراقية عن توجهات القوى الإقليمية وسياسات الدول الكبرى التي كانت ولا تزال وراء ترتيب الأوضاع السياسية وتشكيل صورة العراق ومستقبله ، وليس هنالك في تقديري، أي أمل حقيقي في التغيير والإستقرار المنشودين على المدى المنظور ، من دون إلتقاء مصالح تلك القوى فيما بينها ومع المصلحة العراقية .

وإذا كان تحمّل المسؤولية الوطنية يعني اليوم، السعيّ الجدّي الى تغييرات جذرية في أساليب الحكم والإدارة العامة والسياسة بما يؤدي الى التنسيق والتعاون والتنازلات المتبادلة بشأن القضايا العالقة بين القوى والتيارات السياسية المختلفة وحلّ الخلافات والنزاعات القائمة بينها وتشكيل رؤية موّحدة عن دور وطبيعة ووظيفةالدولة، وبالتالي رفض القبول بغياب أجندة عراقية تعّبر عن المصلحة العمومية كما لو كان هذا الغياب قد أصبح أمرا لا مردّ له ، فإن إنعدام القدرة على بناء الأجندة الوطنية لا يعني سوى إنعدام وجود مصلحة عامة للعراقيين وسط تنازع المصالح والخطط والإستراتيجيات الإقليمية والدولية، بل هنالك بدلا عنها مصالح حزبوية ضيقة ونخب سياسية محلية أثرت ثراءا فاحشا وسريعا في ظروف إستثنائية أحاطت بالبلاد ولا يهمّها الآن سوى إعادة إنتاج نفسها وإستمرار تسميم الحياة السياسية .

وما لم تدركه الكثير من قوى الإسلام السياسي بعد تجربة السنوات الماضية، هو أنه لا يمكن بناء الأجندة الوطنية على أسس قوية وسليمة ومتوازنة إلا إذا قامت على مبادئ إنسانية عامة غير طائفية وعرقية ومذهبية ولا مناص من إستمرار الإنقسام في الرأي العام العراقي حول هذه الإستراتيجية التي ينبغي إتباعها أو تلك في تحقيق بناء تلك الأجندة وبالتالي إعادة تشكيل الإرادة والرؤية الوطنية للمصالح المشتركة . وبسبب تجاهل الحقائق السياسية الخاصة بالجماعات المتنافسة يتفاقم الشرخ داخل الجماعة الوطنية وتتحول فكرة الإنتخابات من وسيلة لتكريس التفاهم والتعبير عن الإرادة العراقية والصراع بين مكوناته الحقيقية وهو واقع الحال الذي يستحيل إلغاءه وإقصاءه أو"إجتثاثه" بالسبل المتبّعة ، إلى أداة للهرب من المشاكل الأساسية للبلد وتأجيل يكاد يكون متعمدا للإنفجارات السياسية والإجتماعية المحتملة .



#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الجديد والطريق الطويل الى الديمقراطية
- العراق الجديد : مرحلة جديدة على الأبواب
- الديمقراطية والمدنية في العراق الجديد
- الأزمات المستعصية القديمة في العراق الجديد
- ساسة وأحزاب في عراق العجائب
- ديمقراطية مقابل الدماء
- العراق الجديد يجرب كل الحلول الخاطئة قبل الحل الصحيح
- العلمانية والديمقراطية ومأزق العراق الجديد
- في الدين والدولة والعلمانية
- في اشكالية الدين والعلمانية
- التعصب الديني والعلماني وجهان لعملة واحدة
- العلمانيون القدامى والمتعلمنين الجدد
- علمانيون ضد العلمانية
- العراق الجديد الى أين ؟
- العراق الجديد : يعود البعث..لا يعود البعث
- محنة العراق الجديد وسط الذئاب الاقليمية الهرمة
- ماالمطلوب بالضبط من التحالف الكردستاني ؟
- مصير العراق الجديد يتوقف على الانتخابات المقبلة
- نحو جبهة مدنية واسعة لخوض الانتخابات التشريعية
- العراق الجديد : هل الدولة فضاء للسياسة أم فضاء للغنيمة ؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد الرحمن دارا سليمان - حول الإنتخابات العراقية المقبلة وهمومها الكثيرة