جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 13:45
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
رغم ان اللغة تعطي الانسان انسانيته بكل معنى الكلمة الا ان الانسان وخاصة العصري منه يستخدمها للغش و ينتهكها لاغراضه المختلفة في مختلف المجالات و الميادين خاصة التجارية و السياسية و القانوية و الطبية... لاجل لبس فكرة سلبية بلباس ايجابي و الوصول من خلالها الى تحقيق اغراضه.
فمثلا تكلم الرئيس الامريكي السابق Ronald Reagen باستمرار عن الحرية و اهميتها في الحياة ولكنه لم يقصد الحرية بمعناها الايجابي و انما حرية رب العمل او المؤجر صاحب البيت لطرد العمال او المستأجرين بسهولة اكثر من السابق اي بعبارة اخرى رفع قوانين حماية هؤلاء و وضع قيود و حدود لحقوقهم. بهذا تحول معنى الحرية الى العكس تماما .
اما اليوم فان الاقتصاد و التجارة تتكلم عن المرونة flexiblity ولكنها تعني بالمرونة القبول باعمال وقتية و الاستغناء عن عقود عمل طويلة الامد لكي يستطيع رب العمل ان يتخلص منك بسهولة او يرسلك الى اخر (تلفات) الدنيا اذا اقتضت الحاجة. بعض الشركات تتكلم عن re-eingeering, re-structuring و لكنها لاتعني بان الشركة سوف تغيير تركيبها و هيكلها بقدر فصل بعض العمال layoffs لعدم الحاجة اليهم. تتفق هذه الافكار الاقتصادية العصرية مع مفهوم lean management اي الادارة الرشيقة و لكن الرشاقة هنا لا تعني الا التخلص من زيادة الشحم في جسم الشركات بتقليص عدد المستخدمين.
ظهرت في الاونة الاخيرة كلمة انجليزية في عالم الشركات و هي empowerment اي التخويل و اعطاء صلاحيات اضافية و لكنها تعني في الواقع اعطاء مسؤولية اكبر وصلاحية اتخاذ القرارات للمستخدم بغية تحقيق هدفين:
الهدف الاول: ارهاق الموظفين باعمال و ساعات اضافية و تحمل المسؤولية عند اتخاذ قرار خاطئ.
الهدف الثاني: الاستغناء عن خدمات بعض المدراء لان الموظف لايحتاج الان الرجوع الى المدير و استشارته عند اتخاذ قرار.
تبين هذه الكلمات الباردة والجديدة نسبيا التي تختفي داخل ملابس دافئة بان هناك جهود كبيرة تبذل لتقليص عدد العمال و الموظفين الى ابعد حد. انتهاك المعنى يعكس احتياجات و اخلاق الانسان في الزمان و المكان لا يمكن القضاء عليه لان اللغة ملك للجميع لايمكن احتكارها من قبل فئة معينة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟