أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عبد الحى - الفكر السياسى الاغريقى 2














المزيد.....


الفكر السياسى الاغريقى 2


محمود عبد الحى

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 23:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


***أرسطو***
يرى كثير من المحللين للعلوم السياسية,ان أرسطو يعتبر اول من ارسى قواعد هذة العلوم,و جعلها علوم مستقلة و لها قضاياها و مجالاتها المتخصصة.فلقد حرص أرسطو على ان يجمع بين تحليلاتة الفلسفة الواقعية و رؤيتة العقلية لواقع المجتمع الاغريقى الذى عاش فية بالفعل.فجاءت تحليلاتة خاصة عن نظام الدولة و الحكم من افضل انواع التحليلات السياسية و الواقعية المتميزة.و هذا ما تمثل فى تحليلاتة عن طبيعة الدولة و الشروط التى ينبغى ان تقوم عليها الدولة و هى ثلاث عناصر اساسية و هى:
1-السكان:حيث يعتبر السكان العنصر البشرى الذى يقوم بتاسيس المجتمع ولابد ان يكون هناك حجم سكانى امثل كقيام نظام سياسى فاضل و متميز.
2-المساحة او الاقليم:يعتبر الموقع الجغرافى او الاقليمى (الفيزيقى)العنصر الاساسى فى قيام الدولة,ولابد ان يتميز هذا الموقع بخصائص جغرافية وامنية متميزة,و تتوفر فية كافة الضمانات الاساسية لمعيشة المواطنين.
3-الطبقات الاجتماعية:لم يضع أرسطو نظام للدولة الاغريقية عن طريق وجود نوع من تقسيم العمل الاجتماعى و السياسى بين الفئات الاجتماعية التى توجد فى الدولة و هذا ما حددة لكل الفئات الاجتماعية و مجموع السكان الامثل الذى تشارك بة الدولة.

على اية حال,ان تصورات أرسطو السياسية لنظام الدولة,و تصوراتة عن الحجم الامثل للسكان من حيث العدد و الفئات الاجتماعية تعد نوعا من التحليلات السياسية و الاقتصادية و الديمجرافية المبكرة,التى وضعت نظريات متكاملة خلال العصور الوسطى و الحديثة انطلاقا من افكار أرسطو فى هذا المجال.

من ناحية اخرى,تجىء اهمية تحليلات أرسطو السياسية من خلال طرحة لعدد من الافكار السياسية الهامة,مثل انواع الحكومات,و خاصة انة يحاول ان يعكس الوضع السياسى الموجود فى عصرة,و ايضا تطلعاتة كمفكر سياسى لافضل انواع الحكم السياسى,الذى يتطلع الية من اجل تحقيق سعادة الانسان و المواطن بصورة عامة.فلقد اشار اولا الى الحكومات الصالحة,التى تلتزم بالقانون و الدستور,و هى ثلاث انواع فرعية ,الحكومة الملكية,و الارستقراطية,و الثيموقراطية(الدستورية).و ثانيا الحكومات غير الصالحة (الفاسدة),و تشمل ثلاث انواع,و هى الحكومة الديمقراطية,و الاوليجاركية,و حكومة الطغيان.و ان كنا نلاحظ تبريراتة حول الحكومة الديمقراطية و تصنيفها على انها من الحكومات الفاسدة,و خاصة عندما يسعى مجموعة من الاحرار لامتلاك السلطة السياسية دون مشاركة الجماهير.

و تكمن اهمية تحليلات أرسطو السياسية,نظر لاهتمامة بالكثير من القضايا و المشكلات التى يهتم علماء السياسة فى الوقت الحاضر,و منها مشكلة او مبدا فصل السلطات,تلك المشكلة التى اهتم بها من خلال اولا,تركيزة على ضرورة التميز بين تخصصات الفئات الاجتماعية و السياسية و العسكرية,التى توجد فى دولة المدينة.و ثانيا, من خلال تحليلة لانماط السلطات او الهيئات الثلاثة,و هى السلطة التشريعية التى تتجسد فيها مصادر التشريع و السيادة السياسية,السلطة التنفذية,التى تمثلها الادرات التى تقوم بتنفيذ القوانين و ادارة شئون الدولة.ثم اخيرا السلطة (القضائية)التى تشرف على القضاء و انواع المحاكم و الفصل فى الخلافات القضائية و العدائية بين المواطنين, و العمل على احترام القانون و الدستور و التمسك بة.و بالطبع ان تحليلات أرسطو عن مبدا الفصل بين السلطات,وجدت اهتماما ملحوظا خاصة عن الكثير من المفكريين السياسين ولا سيما "مونتسيكو","ودوتوكفيل"و غيرهم من رواد او اصحاب نظرية العقد الاجتماعى من امثال "لوك","روسو","هوبز"و هذا ما سوف نتكلم عنة لاحقا.

بالاضافة الى ذلك,تجىء اهمية تحليلات أرسطو السياسية الواقعية و اثراؤة لعلم الاجتماع السياسى من خلال تحليلة لكل من الحركات الاجتماعية و الثورات فلقد اهتم أرسطو ,بدراسة العلاقة بين التغير الاجتماعى و حدوث الثورات السياسية و الاجتماعية ,و هذا ما جعلة يحلل مجموعة من العوامل التى تؤدى الى التغير الاجتماعى,و هى تغير النظم السياسية و الاجتماعية و تغير الولاء و الانتماء من قبل المواطنين لها,و ظهور الثورات نتيجة لعدم وجود المساوة و تحقيق العدل,و التغير السريع فى نمط الحكم و خاصة ظهور الحكومات الفاسدة التى تؤدى الى اهدار حقوق المواطن و المواطنين و الاسراف فى استخدام القوة و القهر و الاجبار للامتثال للسلطة السياسية.كما اشار ايضا,الى مجموعة من العوامل التى تؤدى الى حدوث الثورة,و منها على سبيل المثال,حدوث المؤامرات السياسية,و الترف الزائد للفئات او الطبقات الغنية,و الخوف المتزايد من قبل السلطة على المكانات السياسية و المراكز القيادية,و الاهمال الشديد لحقوق المواطنين و الدولة,و عدم التجانس بين الفئات و الطبقات الاجتماعية و السياسية.بايجاز,لقد حرص أرسطو على ان يطرح افكارة السياسية فى اطار من الواقعية و الموضوعية,و هذا ما تمثل فى مناقشاتة السياسية لعدد من القضايا السياسية الاخرى مثل حقوق المواطن و السياسة الاجتماعية و غير ذلك من قضايا متعددة اخرى.



#محمود_عبد_الحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر السياسى الاغريقى
- الدين و الايديولوجية


المزيد.....




- وكالة تجسس تكشف تفاصيل عن جندي كوري شمالي قبضت علية أوكرانيا ...
- الصين تطلق أول كاسحة جليد للبحوث العلمية
- -اليونيفيل- تؤكد أن حماية المدنيين أولوية
- لجنة التحقيق الروسية توجه اتهامات إلى رؤساء الإدارة الرئاسية ...
- -جرائم السكاكين-.. شرطة ألمانيا تطالب بعدة إجراءات لمكافحة ه ...
- إيلون ماسك: المريخ سيكون -العالم الجديد- كما كان يطلق على أم ...
- الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون وموقع حيوي في يافا
- مصر.. الكشف عن تفاصيل الاعتداء على سائح في شرم الشيخ
- السوداني: أي خلل في سجون سوريا سيدفعنا لمواجهة الإرهاب
- أبرز 8 قرارات سيوقعها ترامب فور دخوله البيت الأبيض


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عبد الحى - الفكر السياسى الاغريقى 2