جمال الخرسان
الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 22:54
المحور:
حقوق الانسان
باسم الحب كان مسجلا يوم الرابع عشر من شباط او باسم الصداقة لافرق في ذلك ..فالمهم هو ان الاثنين يتضمنان دعوة للحب والسلام واستذكار الاخرين بالمودة والود والذكرى الجميلة.
هكذا كما هو حال في كل الاعوام يعود علينا عيد الحب عله يستعيد معه شيئا من ذلك البعد والضمير الانساني الذي اصبح قاب قوسين او ادنى من الرحيل.
انها دعوة وامنية بريئة بان يتحول ذلك اليوم الى مناسبة يكون فيها الجميع محبا للجميع في ظل تدافع وانحياز وكم هائل من الخصوصيات بين الجماعات البشرية او بين الافراد.
ان الجماعة الانسانية بشكل عام اصبحت بامس الحاجة الى لحظات الود والصفاء والحب، فالقتل والوان الدم من جهة والضغينة والتحامل والاحقاد من جهة اخرى يضاف اليها ألم المأساة والحرمان ومالها من مرارة اضفت جميعها حواجز بين الانسان واخيه الانسان حتى وصل الحال بنا ان تناسينا روح الانسان التي بداخلنا ذلك الوجه المشرق في هذا الكون والتي زرعت في اعماق جميع البشر لكن الاقدار تقصيها عند هذا او ذاك وقد قيل في ذلك الاتجاه احد الشعراء المعاصرين:
الحب اصدقه نار مطهرة انسانها من جنان الحقد قد طردا
ان هذا اليوم ليس من حق العشاق فحسب بل هو يوم لاحياء الانسان الصالح في اعماق الطبيعة الانسانية خصوصا تلك الشخصية المضطهدة ..المحرومة .. المعذبة .
لقد طغت لغة السلاح ومنطق العنف، حتى سئمنا المشاهد الحمراء المأساوية .. فكل يبحث عن ذاته على حساب الاخرين، اما البعض فلا يفضل الحياة الا على سياسة الحروب.
انه طموح يبحث عن الانسان وقيمته الانسانية في هذا الكون القائم على مبدأ التدافع، وهي صيحات ليست مثالية تهدف الى اقامة المدن الفاضلة بل مجرد اماني ورغبة شديدة في ان يجرب البشر ولو يوما واحدا العيش بعيدا عن الـ( أنا ) المنتفخة والذات التي تنرجست بامتياز.
انها دعوة لنا جميعا ان نكون ولو ليوم واحد امة انسانية بعيدا عن جميع الخصوصيات والهويات الاخرى، فهو انحياز للانسان قبل كل شئ.
جمال الخرسان
كاتب عراقي
#جمال_الخرسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟