أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - العملية السياسية بعكازة واحدة لا عكازتين















المزيد.....

العملية السياسية بعكازة واحدة لا عكازتين


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أختراع حكاية تهمة البعثية على اسماء وشخصيات، هو معركة اخرى تحاول قوى الاسلام السياسي الشيعي كسبها، كي تتمكن من الحفاظ على عملية سياسية طائفية خالصة 100% لاربع سنوات اخرى وجزء من رفع استعداداتها لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي من العراق. ولكن هذه المعركة التي هي جزء من حرب اقليمية كبيرة هي حربا بالوكالة، فأصحابها الاصليين هم نظام الملالي في ايران والمشروع الامريكي في العراق لانقاذ ما يمكن انقاذه وبدعم عدد من الدول العربية التي ذاقت ذرعا من تمدد النفوذ الايراني في المنطقة. واصبح هذا الصراع اكثر وضوحا واكثر سخونة في مرحلة جديدة اخرى بين الاسلام السياسي الشيعي مع التيار القومي العروبي، والذي دشن منذ تفجيرات نيسان ومرورا بتفجيرات الاربعاء والاحد والثلاثاء الدامية في العام الفائت وانتهاءا بتفجيرات الفنادق....الخ بتوجيه اصابع الاتهام الى البعثيين، بأنهم يقفون ورائها ثم الحملة الاخيرة من قبل هيئة المسائلة والعدالة بأجتثاث المئات من الاسماء المرشحة الى انتخابات الجمعية الوطنية، وانتهاءا بتهديد ضباط الجيش والموظفين في دوائر الدولة الذين كانوا بعثيين بترك الخدمة والا قتلوا هم وعوائلهم، من خلال القاء المنشورات في شوارع بغداد وسبقها تنظيم حملة بتهجير العوائل من المدن الجنوبية مثل الديوانية والنجف وكربلاء، بذريعه انتمائهم الى حزب البعث او بعثين سابقيين، والتصريحات النارية الفارغة التي اطلقها محافظ البصرة الذي ينتمي الى حزب الدعوة – جناح المالكي، بايقاف صادرات النفط واعلان (اقليم البصرة) في حالة دخول البعثيين في الانتخابات واخيرا وليس اخرا، التهديد الذي اطلقه المالكي يوم امس بأن كل من لا يترك حزب البعث فسيكون مصيره اسود حسب تعبيره.
لقد تحدثنا من قبل وفي عدة مناسبات بأن العملية السياسية في العراق استندت على دعامتين وهما الماكنة العسكرية للاحتلال الامريكي ونظام الملالي في ايران من خلال قوى الاسلام السياسي الشيعي. واليوم يحاول نظام الملالي في ايران أن يحل محل الدعامة الاولى ايضا بعد ظهور تباشير الانسحاب الامريكي من العراق. وما يحدث من حملات القصف المدفعي على حدود كردستان العراق، مما دفع حكومة الاقليم برفع شكوى الى بغداد ولاول مرة، للضغط على ايران لوقف قصفها المتكرر، الا جزء من مساعي للضغط على الاحزاب القومية الكردية بقبول شروط ونفوذ وسياسات الجمهورية الاسلامية التي تحاول فرضها من خلال احزاب الاسلام السياسي الشيعي على العملية السياسية في العراق.

وعلى الصعيد الاجتماعي هناك محاولات حثيثة بتزييف الوعي الاجتماعي للجماهير العراق. فاذا اردت ابتلاع الطعم، فصدق ما تقولها وسائل اعلام حكومة المالكي وقوى الاسلام السياسي الشيعي، بأن التفجيرات الدموية التي قطعت اجساد المئات من الابرياء خلال مناسبة العاشوراء هذا العام، يقف ورائها التكفييرين وهم القاعدة، ومع قليل من البهارات يضاف اليها البعثيين ايضا. وبهذا ينطلي عليك حياكة مؤامرة انقاذ العملية السياسية من تغيير مساراتها الى غير وجهتها الطائفية والموالية بشكل مطلق الى نظام طهران. ان مقارنة ميدانية بين عدد العمليات الاجرامية التي نفذت في هذا العام بمناسبة العاشوراء مع السنوات المنصرمة، فنجد الزيادة في عدد العمليات ودقة في التنفيذ وزيادة في عدد الضحايا، مع الاخذ بنظر الاعتبار (بأن القاعدة وجهت لها ضربات موجعة وان البعثيين انتهوا- حسب التصريحات الرسمية لاطراف الاسلام السياسي الشيعي والسفير الامريكي في العراق). ومن الحماقة ان نصدق بأن ما تتفوه بها وسائل الاعلام وتصريحات قادة احزاب الاسلام السياسي الشيعي حول الجهات التي تقف وراء تلك التفجيرات. وخلال السنوات المنصرمة، لم تذخر قوى الاسلام السياسي جهدا من اجل نقل الصراع الطائفي الى الوعي الاجتماعي في المجتمع. وفي شباط 2006 حاول العديد الوصول الى من يقف وراء تفجير المرقدين، هل هم احدى المليشيات التابعة لقوى الاسلام السياسي الشيعي واطلاعات الجمهورية الاسلامية في ايران التي كانت ترتدي زي الحرس الوطني وهم يقومون بواجبات الحراسة في المنطقة المذكورة ام القوات الامريكية او احدى مجموعات القاعدة؟ وليس من الذكاء ابدا ان يصل المرء الى اي من هذه الاطراف تقف وراء اشعال الحرب الطائفية بشكل علني ورسمي. فكل طرف حاول اغتناء فرصته وترسيخ سياسته سواء قبل او اثناء او بعد تلك العملية الجهنمية. اليوم وبعد ان نبذت جماهير العراق ممارسات وجرائم وسرقات والفساد الادراي للقوى الاسلام السياسي الشيعي وخاصة في المدن والمناطق المصنفة الشيعية خلال سنوات الاحتلال، وبعد شعورها بأنحسار قاعدتها الاجتماعية، وان العملية السياسية قد تتغيير قواعدها وتتخذ مسارات سياسية اخرى، هرعت قبل كل شيء ومن جديد العمل على اذكاء نار الطائفية من خلال تلك التفجيرات المجرمة ضد الابرياء بمناسبة العاشوراء للحيلولة دون محو مقولة (مظلومية الشيعة) في المجتمع بعد ان دقت الطبول والدفوف لها كل هذه السنوات، حيث اثبتت للطائفة التي فرضت نفسها عليها واصبحت لسان حالها ومثلتها خلال سنوات الاحتلال الحالكة، بأن النظام السابق كان ارحم منها على (الشيعة)! حسب احاديث المقاهي والشارع والبيوت في نفس المناطق والمدن التي تفرض نفسها من خلال مليشياتها. ولم تكن التظاهرات التي اجتاحت مدن كربلاء والنجف والبصرة، قلاع مليشيات الاسلام السياسي الشيعي ضد الاحتلال الايراني لابار نفط فكة الا استفتاءا شعبيا ضد نظام الملالي وعملائه من قوى الاسلام السياسي الشيعي في تلك المدن.
وهكذا تستغل تلك القوى الطائفية، الجماهير التي طحنتها البطالة والجوع والمرض والامية كي تكون وقودا رخيصا وسهل الاستعمال لتحقيق اهدافها الجهنمية، من خلال تحويل اجسادهم الى اشلاء وجثث متناثرة في تلك التفجيرات الدموية. واذا قال الكاتب الروسي المعروف مكسيم غوركي صاحب رواية الام الشهيرة: اعطني مسرحا جيدا، اعطيك شعبا مثقفا، فأني اقول اعطني مجتمعا حرا ومرفها، اعطيك شعبا علمانيا متحررا ويعود بالديناصورات المنقرضة الى عمق التاريخ.
ولم تنته مساعي قوى الاسلام السياسي الشيعي عند تلك الحدود، بل وعملت على الصعيد التشريعي بشكل حثيث، بصياغة (قانون الانتخابات) الذي يمكن اطلاق تسمية (قانون المهازل) عليه، حيث وضعت قواعدها بشكل يرسخ نظام المحاصصة واعادة انتاج سلطتها ونفوذها لدورة انتخابية جديدة.
الاستنتاجات السياسية:
ان عدد ليس بقليل من الحمقى السياسيين ضللوا وصدقوا ما روج له القادة الامريكان مع اعلام حكومة المالكي، بأن الاوضاع السياسية والامنية في العراق تسير نحو الاستقرار قبل اكثر من عام، دون قراءة ملفات الصراع الاقليمي وتدارك تداعيات فشل الاستراتيجية الامريكية بشكل عام وفشل مشروعها في العراق وعدم حسم ملفات الصراع السياسي في العراق. لقد تحدثنا في نفس تلك الفترة وقلنا ان الصراع السياسي في العراق ستشتد وتيرته وان ما يتراءى من استقرار امني وسياسي ليس الا سراب وهناك صراع سياسي خفي يشتد وطيسه يوما بعد يوم وتلعب دول اقليمية دورا مؤثرا فيه. اليوم تثبت الوقائع من جديد صحة ما ذهبنا اليه حيث اصبحت الفوضى السياسية اعمق من مرحلة بول بريمر وحكومتي علاوي والجعفري. ان التهديدات العلنية والصريحة التي اشرنا اليها، من قبل قوى الاسلام السياسي الشيعي، بأقصاء منافسيهم تحت ذريعة ( بعثيين) وعشية الانتخابات ليس الا تهديدا ايرانيا ضد الترتيبات الامريكية في العراق في احدى اوجهه. ان استغلال والتحجج بتهمة (البعثية) هو اعلان صريح بأن "الديمقراطية" المشبوهة التي وضعت قواعدها الماكنة العسكرية للاحتلال لها خطوطها الحمراء. وان السلطة والنفوذ يجب ان تكون محصورة بيد قوى سياسية طائفية معروفة ولائاتها. ومن يحاول زحامها او تقويض سلطتها فليس امامه الا التصفية الجسدية والتشريد والابعاد. واما الانتخابات ليس الا لعبة لتحميق الجماهير وتضليلها لاعادة انتاج سلطة تلك القوى الطائفية وليس اكثر.
فعلاوة على ان الممارسات والتصريحات المذكورة لقوى الاسلام السياسي الشيعي تكشف بأنها لم تأت الى بناء دولة ولن تكون اهلا لهذه المهمة وبنفس القدر تعبر عن تصرفات لمجموعات مليشياتية وجماعات مافيا وعقلية اطراف في المعارضة وليس في السلطة، فعليه أخذ كل تلك الممارسات والتصريحات بجدية من قبل حركتنا التي لم تغب عن بالها ما ستؤول اليها الاوضاع السياسية ولو لحظة، وحيث تحدثنا عنها بالتفصيل في وثائق المؤتمر الثاني الذي عقد في شهر كانون الاول من العام الفائت. أنه ايذانا بفتح صفحة اخرى من الاوضاع السياسية والتي هي امتداد لنفس المسار السياسي الذي انطلق منذ اليوم الاول للاحتلال. انه التلويح بحرب اهلية محتواها (طائفي) اذا جرب احد منافسة حصص قوى الاسلام السياسي الشيعي في السلطة. وبهذا تصل "الديمقراطية" التي جلبها بوش وبلير على جماجم وعظام العراقيين ويفتخر بها اوباما الى محطته الاخيرة.
وهنا يتم الاعلان عن موت العملية السياسية بشكل عملي ورسمي حتى وان نجح احد بنفخ الروح فيها، فأنها لن تتمكن من تحمل التحولات السياسية في المعادلة السياسية الجديدة التي ستتوج نتائجها بعد الانتخابات المزعومة لو قدر بأجرائها.

• رئيس مؤتمر حرية العراق
[email protected]
[email protected]
www.ifcongress.com



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية والانتخابات، هل الثانية ستنقذ الاولى من الم ...
- الأكثرية الصامتة في الانتخابات.. بدء مرحلة جديدة
- رسالة الى جميع الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء
- رسالة الى اعضاء وكوادر المؤتمر ومؤيديه في خارج العراق من اجل ...
- رسالة مفتوحة الى مكتب توحيد الحركة النقابية في العراق
- مواجهة الروح الانهزامية في الحركة الثورية ومهامنا في دحرها
- ابراهيم الجعفري وتياره الاصلاح الوطني
- رسالة الى القوى المناهضة للحرب والاحتلال في العالم بمناسبة ا ...
- رسالة حول الاستعداد الكامل لمؤتمر حرية العراق للعمل المشترك ...
- التهديدات التركية وتأثيرها على الخارطة السياسية والدور الذي ...
- لا لفدراليات الاحتلال التي تسلب البشر هويته الانسانية
- لترتفع الأصوات في 24 أيلول ضد احتلال العراق ومشاريعه الجهنمي ...
- يجب إيقاف الشهرستاني عند حدوده
- مرحلة جديدة..وفرصة تأريخية لليسار
- رسالة تقدير وشكر الى الذين بعثوا برسائل التعازي والبرقيات ال ...
- ما الذي على اليسار أن يفعله؟
- لن تثني ممارسات واعمال القوات الامريكية المجرمة من عزيمة ومو ...
- لنتصدى لقانون النفط والغاز ولنعمل من اجل إحباط تمريره على جم ...
- مقابلة مع سمير عادل رئيس مؤتمر حرية العراق حول وثيقة كركوك ا ...
- المؤتمر الفاشل في بغداد


المزيد.....




- التصعيد في الشرق الأوسط ينذر باتساع رقعة الصراع... هل تنزلق ...
- ضاحية بيروت الجنوبية تتعرض لقصف عنيف بقنابل تزن 73 طناً.. وا ...
- أبرز أحداث الأسبوع التي دفعت الشرق الأوسط إلى حافة حرب شاملة ...
- اختراق طبي.. دواء مبتكر لعلاج ألزهايمر ينجح في حجب -نقاط ساخ ...
- آبل تعالج مشكلات هواتفها بتحديث جديد لأنظمة iOS
- -زلازل سماوية- تحدث في جميع أنحاء العالم تحير العلماء
- رسائل أوكرانية: -سامحونا أيها الروس-
- إلى ماذا سيؤدي قصف سفارة الإمارات في الخرطوم؟
- -تسنيم-: هذه هي الرسالة المهمة من رحلة عراقجي إلى لبنان
- بوتين ورحمون يجتمعان في موسكو في -الأيام القريبة-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - العملية السياسية بعكازة واحدة لا عكازتين