أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيمون خوري - دعوة الى صديقي الكلب المحترم / لحضور حفلة عيد ميلاد..؟















المزيد.....

دعوة الى صديقي الكلب المحترم / لحضور حفلة عيد ميلاد..؟


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 17:31
المحور: كتابات ساخرة
    



صباح يوم الأحد الماضي 7/ 2/ 2010 / ، وكان يوماً ماطراً وبارداً ، فؤجئت برسالة وردية اللون دفعها أحدهم خلسة من تحت أزيز الباب .
كانت عبارة عن دعوة موجهة الى حضرة كلبي المحترم ، لحضور حفلة عيد ميلاد الكلبة الأنسة ( زيزي ) ..؟ للحظات إعتقدت أن الأمر مجرد دعابة ثقيلة من أحدهم .. وإنتابني شئ من الحيرة والتعجب . ولحسن الحظ تداركت زوجتي التي لا تعاني من عقدة شرقية ، وعالجت الموضوع بطريقة حضارية أفضل مني . قبل ظهور بقايا رواسب عقليتي الشرقية . البطاقة كانت عبارة عن دعوة حقيقية موجهة الى كلبي المحترم لحضور حفلة عيد ميلاد إحدى ( الكلبات ) في دائرة سكننا ومرفق في ذيل الدعوة رقم هاتف أرضي وآخر محمول لتثبيت الحضور أو الإعتذارعن المشاركة.
ورغم أن كافة الكلاب ، بما فيهم كلبي المحترم ، إرتدن ملابس الشتاء ، لكن لم أستطع منع الصورة المتخيلة لكلبي وهو يرتدي ( ببيونة ) ربطة عنق كلاسيكية ، كتلك التي يرتديها عازف بيانو ، أو ( المايسترو ) قائد الفرقة الموسيقية . أو أنه أشبه بطائر البطريق ( البنغوين ) .
إتفقنا أخيراً بعد طول نقاش جاد زوجتي وأنا ، على نوع الهدية التي سيقدمها كلبي المحترم بمناسبة عيد ميلاد الأنسة الكلبة ( زيزي ) . وهي عبارة عن بدلة شتوية خاصة للمناطق المثلجة . نظراً لأن صاحبة الأنسة ( زيزي ) ً تقضي أيام السبت والأحد في قريتها الجبلية .
ولهذه المناسبة العزيزة على قلوب سكان وكلاب منطقتي ، كان لها الفضل في كتابة هذه المادة ، لأنها سمحت لي بالعودة ثانية الى تاريخ علاقتنا وكيفية تعاملنا مع الحيوانات ، وليس الإنسان في عالمنا العربي . وهنا حدث ولا حرج . من الذبح والقتل الى المبيدات الكيماوية .
في كافة بلدان العالم بإستثناء المنطقة العربية ، هناك جمعيات للرفق بالحيوان ، وأطباء متخصصون ، ومستشفيات بيطرية ، ومحلات خاصة لقص الشعر والزينة . ومحلات ملابس خاصة . وتلعب الحيونات دوراً هاما في المجتمعات الأوربية ، خاصة الكلاب والقطط أو الهرر ، وتؤدي دوراً إنسانياً سواء في الكوارث الطبيعية ، أو في مساعدة مكفوفي البصر ، أو في تخفيف وحدة العجائز . حتى أن بعض الكلاب تمنح رتبة عسكرية أو أمنية ليست على غرار أجهزة أمننا الموقرة نظراً لخدماتها . فهي لا تقدم تقريراً أمنياً كاذباً بحق مواطن برئ . بينما في منطقتنا العربية شاء حظها النكد أن تكون عرضة للملاحقة من الصبيان ، أو قذفها بالحجارة خلال تجمعاتها عند صناديق القمامة ، ومعاركها مع القطط للحصول على لقمة العيش اليومية . بل يطلق عليها الرصاص أو يجري تسميمها . لكن حسب رأي صديق لي يقوم بزيارة المنطقة العربية بشكل منتظم لسوء حظه ، أقسم بأغلظ الإيمان ، أنه لم تعد توجد كلاب في بلداننا ..؟ ليس بسبب توفر عامل النظافة المستحيل ، أو شح المواد الغذائية ، أو أن كيلوا اللحمة أصبح موضوعاً قابل للرسم في حصة الرسم المدرسية..؟ تماما ً مثل حصة الرسم أيام زمان إرسم منظر تفاحة .. أما الأن فلم يعد يلقي أحداً بقايا طعام ، وليس خردة ..؟
إختفت الكلاب بصورة مفاجئة ، ربما بسبب الإحتلال الصيني ..؟ فهم شعوب من آكلة الكلاب . مثل بعض الشعوب الهندية . البعض يأكل الفئران ، والآخر يقدسها . كما نأكل نحن لحم البقر ، ويعبدها غيرنا في الهند . أو كما تأكل بعض الشعوب الأفريقية لحم القرود ، وكافة فصائلها الأخرى . أو كما يأكل فقراء أفريقيا ( النمل ) بسبب الجوع ، وموائد أغنيائنا عامرة ، أوتلك الأعراس التي تكلف الملايين . حتى وإن كان صاحب العرس رئيس تنظيم ( جهادي ) ، يعلن الوعيد والثبور صباح مساء بحق الأعداء .
المهم ، في زمن مضى كانت لدينا عادات إحترام الحيوانات ، الكاتب الراحل توفيق الحكيم ألف كتابه ( حمار الحكيم ) وفي مصر نشأت جمعيات أدبية شعارها المحافظة على الحمير . علماً أن إحصائية قديمة من سنوت تقول أن عدد ( الحمير ) في مصر يبلغ خمسة مليون حمار ، يقومون بإعالة عشرين مليون مواطن من خلال عملهم سواء السياحي في مناطق الأثار ، أو في التحميل ، أو في الغيطان . وحظ الحمار الذي يشتغل بنقل نساء الغرب في الأهرامات من السماء ، بإعتبار أنه على الأقل يشتم أفضل أنواع العطور النسائية المخصصة للصباح .
كذلك لعب الحمار دوراً كما يقال في نقل السيد المسيح ، رغم أنه كان آخر من صعد على سفينة نوح ورحلتة الخرافية الجميلة . أكثر من ذلك فإن احد الحزبين الرئيسيين في امريكا أحدهم شعاره الحمار والأخر الفيل . وفي الأسماء العربية تجد العديد من الأسماء العربية من أسماء الحيوانات مثل الفهد والأسد ، والنمر ، والنعجة والفار وحتى ( قصي بن كلاب ) أما ( أبو هريرة ) المحترم فله شأن آخر .
الملاحظة الجديرة بالذكر هنا أنه حتى العبارات المتداولة كشتائم والمنسوبة الى الحيوانات ، آخذة في الإنقراض من لغة التداول اليومي في المجتمعات الغربية . لكونها لغة غير متحضرة . وشتيمة أحدهم ب ( كلب ) ربما تبعث على السرور لأن من صفات الكلب كما هو معروف الإخلاص والحب والوفاء . بينما من صفات الهرة أنها لصة ظريفة وناعمة ..؟
ترى لماذا يعامل ( الكلب ) في المذهب الإسلامي على كونه ( نجس ) وهل هذا تعبير عن موقف ديني معارض للكلب ..؟ في الوقت الذي ورد ذكره في ( القرآن ) الكريم في سورة( الكهف ) كما ورد ذكر العديد من الحيوانات حتى الحمار والخنزير ..؟
البعض يقول أن ( لعاب ) الكلب يحمل ميكروبات .. ترى هل الى هذه الدرجة العظيمة وصل علم الطب عند العرب القدماء بحيث تمنكوا من تحليل لعاب الكلب ..؟ أم هو موقف من الأخ ( أبو هريره ) ومعاداته للكلاب ..؟ أم أن منع تداول لحم الخنزير بإعتبار أن الخنزير يقتات على فضلاته .. ترى على ماذا يقتات الدجاج وهو من الحيوانات التي تأكل بقايا فضلات الإنسان والحيوان معاً .. أو يقال أن في الخنزير ( دودة ) في دماغة .. أو أنه يمارس الجنس مع أمه ..؟ ترى هل راقب أحدهم الحياة الجنسية عند الحيوانات ..؟ وهل للحيوانات قيود على الفعل الجنسي فهي غريزة طبيعية ومثلها عند الإنسان ، بيد أن الإنسان بما يملك من قدرة متميزة في التفكير أرقى من الحيوان ، وضع لنفسه حدوداً وأنسنها وأضفى عليها صفات وأسماء ( أخلاقية ) حسب وجهة نظره ،وبما يتلائم مع تقاليده الموروثة . فما هو ( محرم ) هنا قد يكون ( محلل ) هناك . حتى الخراف والثيران والقرود والأحصنة والغزلان تمارس الجنس مع بعضها . دون إعتبارات عائلية . والدجاج ، فالديك العجوز يخلي الساحة للديك الشاب ، حتى عالم الأسود الشبل الصغير يرث نساء أبيه ، كما يرث عندنا إبن الرئيس حاشية والدة من الأرض وما عليها من شعب وغنم وماعز ووعاظ السلاطين وبترول ، وماء الأرض وملحها.
ترى هل المشكلة في ما تقتات به معدة الإنسان أم في ما يدخل عقله من بلاوي وخرافات ..؟ هناك مزارع خاصة في العالم للخنازير يشرف عليها أطباء متخصصون ، لم أسمع أنه جرى إكتشاف هذه ( الدودة ) التي يتحدثون عنها .. حتى إنفلونزا الخنازير التي هللوا وكبروا لها ، وإعتبرت نصراً مبيناً على أمة الكفار رغم أنها لا علاقة بالخنازير كأسم ، عندما وصلت الى عقر دارهم صمتوا كصمت قبور موحشة .
على كل حال ، الذين يعرفون معنى الحب هم وحدهم الذين يعرفون معنى الحياة ، رغم أن علاقتي بالأديان هي مثل ( الشحمة والنار ) لكني إحترمت قول ( السيد المسيح ) أحبوا أعدائكم ، وأحسنوا الى مبغضيكم . كما إحترمت موقف ( سليمان ) عندما أمر جنوده لتغير طريقهم كيلا يطئوا بأقدامهم بيوت النمل .. شئ جميل . كما إحترمت موقف أبو هريرة وعلاقتة الحميمة بالقطة أو الهرة ، وهي في هذا الحد موقف إنساني . أما موقفه من الكلاب فهو يتعارض ويتناقض معه ، ولا أستطيع فهم السبب ..؟ أما القردة والخنازير فهي من ( مخلوقاته ) ترى لماذا خلقها ومنحها حق الحياة والتزاوج والفرح واللعب . في العقائد القديمة ، العديد من ( الألهة ) المتخيلة الإفتراضية جرى تصويرها على هيئة حيوانات .. أساطير جميلة .. هل رأى أحد من شيوخ الإفتاء كيف تلهو صغار القردة مع بعضها ، اليست كما تلهو صغار البشر.. أو كيف تلهو الهررة والكلاب الصغار ..؟ أو كيف يستلقي الحمار على ظهره ضاحكاً من صاحبه .. حامل ما يسمى برأس .
بعض علماء الإتصالات في العالم تنبؤا أنه خلال سنوات قليلة ، قد يتمكن المرء من التحدث هاتفياً مع صديق صيني والترجمة ستكون فورية ، أي كل منهم يسمع حديث صديقه بلغته ..؟ سيقول الصيني ( نيهاو ) وهي ليست لغة القطط بل تعني ( مرحباً ) بالصينية ، ترى ماذا سيجيبه أحدهم من تجار ( الحلال ) الذين تربطهم مع الصين الشقيقة عقود صناعة ( النقاب والمسابح والدشاديش ..الخ ) شخصياً لا أدري .. هنا الموضوع مفتوح على كافة إحتمالات اللغة المنطوقة .
ترى ماذا سيقول الحيوان عن الإنسان إذا تمكن العلم يوماً من خلق وسيلة تخاطب حديثة بين الإنسان والحيوان . على الأغلب سنكون على أبواب ثورة ( حميرية ) ضد الإنسان في العالم العربي ، الذي سيكون حتى تلك اللحظة خاضعاً لحكم السلطان وعبودية النص . في الوقت الذي أصبح فيه العلم ، وإنتاج المعرفة ، قوة أساسية من قوى الإنتاج في المجتمعات الحديثة . والحروب القادمة هي حروب المعرفة والمياة . وليس الخيل والسيف والبيداء والنص .
على كل حال كيلا نطيل على القارئ العزيز ، ونثقل عليه همه في مآسي مجتمعاتنا ، وبإختصار ، كلبي المحترم وزوجتي وأنا قررنا تلبية الدعوة في الرابع عشر من الشهر الجاري . بدافع الفضول لمعرفة كيف تحتفل الكلاب في بلاد الكفار بهذه المناسبة الكلبية العزيزة . وإدخال السعادة الى قلب كلبنا المحترم والتعرف على صديقات جدد .
وحتى ذاك الموعد المقررلنا عودة للموضوع .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمرُُ في الجنة .. وشاي في الدنيا للمؤمنين..؟
- قبطي يولم في رمضان / ومسلم يحتفل بعيد الميلاد ..؟
- ثقافة الغريزة الجنسية في الجنة ..؟
- مطلوب أنسنة الأديان..وليس ثقافة الكوارث
- هل الجلد والرجم والقتل هي قوانين ( إلهية )
- هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية ...
- هولوكست التاريخ ..أنبياء أم قادة سياسيون ..؟
- هولوكست التاريخ / إعادة قراءة لإسطورة الخلق والتكوين ومصادر ...
- هل أدم هو الأسم الحقيقي للإنسان الأول ..؟
- طرقت الباب ... ( حتى ) كل متني ..؟
- الحوار المتمدن و تجديد الخطاب العقلي
- الله .. المزوج .. وجبريل الشاهد ..؟
- إختراع صيني جديد ... خروف برأسين ..؟
- لا حضارة بدون نساء.. ولا ديمقراطية بلا تعددية/ ولا ثقافة بلا ...
- عندما يحمل( النبي ) سيفاً .. يحمل أتباعه سيوفاً
- ينتحر العقل عندما يتوقف النقد
- تحرير العقل من سطوة النص المقدس
- رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب ال ...
- وجهة نظر في الرأي المخالف / من قريط الى شامل ومن طلعت الى تا ...
- على المحامي هيثم المالح تغيير إسمه الى هيثم الحلو


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيمون خوري - دعوة الى صديقي الكلب المحترم / لحضور حفلة عيد ميلاد..؟