ومضات من تاريخ المصطلحات اليهودية ألحديثه والمعاصرة

صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 16:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

د. صـالح الشقباوي - جامعة الجزائر - قسم الفلسفة

دولة عبرانية لا دولة يهودية هكذا طالب يهود أوروبا الغربية أن يقيموا دولتهم في فلسطين ، خاصة وأن الصهيونية تمثل هروباً معاصراً من اليهودية وتتخلى عن لقب اليهود وتبنت لقب العبرانيين ، أي أنهم حاولوا إعادة تعريف أنفسهم على أساس قومي يحل محل الأساس الديني .
فعندما وقع الاختيار على فلسطين فإن هرتزل لم يأل جهداً في تأكيد الطبيعة اللادينية لهذا الاختيار على فلسطين ، إذ أخبر البابا " بيوس Bioss" العاشر أن الصهاينة لا يطالبون بالقدس أو الأماكن المقدسة وما يهمهم الأرض العلمانية فقط ، وكانت كلماته قاطعة بشكل أكبر عندما أكد لأحد الكاردينالات أنه لايتطلع إلى أرض إسرائيل التاريخية بل يطالب فقط بالأرض الدنيوية ( صهيونية دون صهيون ) علماً أن قيادة الحركة الصهيونية المعاصرة قد انحرفت عن الخط العلماني وأدخلت القضية الصهيونية في غياهب الخط الديني وهذا مايؤكده موشي ديان عندما كان وزيرا للدفاع وبالمناسبة فهو عالم آثار يهودي أيضاً ، لذلك يقول (( إذا اجتمعت التوراة وأمة التوراة فلا بد أن تكون معهما أيضاً أرض التوراة )) فقد جاء في سفر اللاويين أن الرب يأمر شعبه أن يزرع الأرض المقدسة ست سنوات وأن يريحوها في السنة السابعة ، وهذا الأمر غير ساري المفعول على اليهود وهم في المنفى وطالما أن الأرض المقدسة ليست ملكهم ولكن بعد احتلالهم لفلسطين واستيطانهم لأرضها أثيرت المشكلة فأصدر الحاخام إسحاق كوك فتوى في أوائل القرن الماضي مفادها أنه على القاطنين في الأرض المقدسة أن يقوموا بزراعتها وحصدها والاتجار بها وفيها ، وحتى الآن وليومنا هذا يقوم وزير الشؤون الدينية في كل سنة ( شميطاه ) ببيع إسرائيل كلها لجندي درزي ثم يشترونها منه مرة أخرى بعد انقضاء العام ، فالصهاينة ينظرون إلى هذه السنة نظرة المقدس يواكبه الاستيطان الذي يعتبروه العودة الثالثة إلى صهيون .

#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات