أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - نَضْحَك لأننا أضحوكة














المزيد.....


نَضْحَك لأننا أضحوكة


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 16:08
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كان الآخرون يضْحكون علينا لأسباب باعثة على الضحك ، فلنضحك نحن على أنفسنا قبل غيرنا ، والأقربون أوْلى بالضحك . صحيح أننا نتباهى بخصائص اشتهرنا بها كمشرقيين وميزتنا عن غيرنا ، لكن لا يجدر أنْ تأخذنا عزة هذه الخصائص بإثم التمادي في إظهار أنفسنا كما لو كنا نحن فقط ومن بَعدنا الطوفان ، حيث ما انفك الكثير يعتنق هذه الممارسة .
من عِلاتنا أننا لم نتحرر بعد من كوننا أسرى ماضينا ، فصرنا نجابِه تطور الآخرين الباسم بماضينا حيث حاضرنا عابس . كأننا لم نصْحُ من غفلتنا لندرك أن ما حولنا تطور تكنولوجي ، وتقدم حضاري تقاس الأمم العصرية بناءً عليهما ، لا على أسماء، وإنْ مجّدها التاريخ، لا تسْمن ولا تغني من جوع العصر. ليس في ذلك تقزيم لتلك الأسماء ولا تقليل من مآثرها وآثارها في العلوم والحضارات التي سبقت ، لكن الحاضر في حاجة إلى ولادات جديدة حتى يصبح التباهي مبرَراً ويعتِقنا من الأسْر ومن جلاديه .

ماذا نحن فاعلون ،إذنْ، إزاء هذا التسارع المهول في ركب التطور.!! حسنٌ....ثمة من يفعل ، وثمة من يريد أن يفعل ، لكن الأدوات المتاحة لهؤلاء المجتهدين لا تعدو أكثر من كونها مثل السلحفاة في خطاها، بينما تطورُ الآخرين كجري الغزال . ليس لأننا غير ماكنين من امتلاك تلك الأدوات ، إنما للعقبات التي يقذف بها بنو جلدتنا فيلهث وراءها من يعتنق شرائع تلك العقبات وإذ بها في ميزان الكبائر.

أمثلة السنوات الأخيرة أكثر من أيامها ، فكم من ضرورات العصر زُجّ بها إلى أقبية المحظورات وزنازين المحرمات ، في ظل فوضى الفتاوى الشرعية التي استنكرها ،أصلاً، رجال دين وليس السامعون لهم وغير السامعين فحسب . حتما سيكون ذلك من بواعث الضحك علينا حين التعسير يطيح التيسير فتتسع دائرة المحرمات على حساب الحلال ، وحين يُقال عنا إننا نضيّق على التطور بدلاً من إطلاق العنان له ، وحين تكون أسباب من اجتهدوا وأفتوا بالتحريم غير منطقية البتة وما منبعها سوى سوء تصرف فردي ، كحادثة تحريم الفيس بوك ،مثلاً، ومواقع تواصل اجتماعي أخرى متهمة أنها سبب في حالات طلاق ،عِلْماً أنها أيضاً أسباب في حالات ارتباط شرعي ، وكذلك منابر لنشر الوعي والتبادل الثقافي ، وعلماً أن رجال دين كُثراً موجودون عليها.

كان من الأجدى التشجيع على إنشاء مواقع عربية تنافس تلك المواقع لا تحريمها ،فلا يُعقل أن يصبح التحريم عنواناً لنا لمجرد عواقب سوء استخدام فردي كعاقبة الطلاق الذي قد يحدث بسبب حافلة ركاب أو قارب صيد أو شاشة تلفزيون أو كوب شاي أو وظيفة .... ، فهل يصبح كل ما ذُكِر في خانة الكبائر إذا كان الأصل في الأشياء والمنافع الإباحة .!!!



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفة العقول غيابها
- ديك ٌ حَسَن الصوْت
- ليسوا قدّيسين
- نحن بألْف خيْر
- عندما بكى ...
- عَنْعناتُنا
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم
- رفقا ً بِهنْد
- العاطلون عن العقل
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار
- -أنا-... أذكى شخص في العالَم
- ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - نَضْحَك لأننا أضحوكة