أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبدالعزيز محمد واحد - الدور الاساسي للاب والام في توجيهة المراهقة في الدول العربية















المزيد.....

الدور الاساسي للاب والام في توجيهة المراهقة في الدول العربية


عبدالعزيز محمد واحد

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 14:51
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


نقاش | خلود رمزي | 2008/10/07
في سن الخامسة والسبعين لا تملك مارسيل عزرا إحدى النساء المعدودات من الطائفة اليهودية في العراق سوى ذكريات جميلة عن حبيبها صهيون الذي رفضت أن تغادر العراق من أجله وبقيت للزواج به، لكنه قتل لاحقا في مشاجرة عارضة وتركها وحيدة.

مارسيل التي تعيش بمفردها في منزلها في منطقة البتاوين في وسط بغداد وتعتمد على احدى العائلات المسيحية لتلبية احتياجات تعجز امرأة في سنها عن القيام بها، كانت تعمل مدرّسة في مدرسة (فرنكي عين) في منطقة 52 وسط بغداد، وهي واحدة من اشهر المدارس اليهودية في العاصمة العراقية والتي تحول اسمها لاحقا إلى المدرسة النظامية، وعندما وصلت عزرا إلى سن التقاعد تركت التدريس وعاشت منزوية في بيتها الذي لم تخرج من بابه منذ سنين، حيث تكتفي بالنظر إلى ازهار حديقته الواسعة من نافذة غرفتها.

تقول المرأة المسنة التي غزت التجاعيد ملامح وجهها واختفت نصف اسنان فمها المحاط بخطوط عميقة، ان رامي وشقيقته ريتا يقومان بخدمتها منذ سنوات، ويساعدانها في قضاء حاجياتها من أغراض منزلية وينظفان لها المنزل ويهتمان بالحديقة، ويطهوان وجبات الطعام العراقية التي تحبها.

وتضيف وهي تستذكر لحظات جميلة عاشتها بين افراد عائلتها المهاجرة وتقلب بين يديها صورا باللونين الابيض والاسود تعود الى خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي "لم يبق لي احد من عائلتي، ولا من أقاربي اليهود فالجميع غادروا البلاد.. شقيقي وأبناء شقيقتي ومعارفي وبقيت وحيدة، كنت أظن انني سأتزوج من صهيون ففضلت البقاء لكن القدر لم يمنحني هذه الفرصة وخطفه مني في مشاجرة عابرة مع فلسطيني كان يسكن قريبا من منزلنا" تقول مارسيل ان تلك المشاجرة وقعت في بداية ثمانينات القرن الماضي بسبب خلاف بسيط بين صهيون واحد جيرانه من الفلسطينيين حول خبر ظهر على شاشة التلفاز في نشرة الاخبار وادى الى شجار بين الطرفين انتهى بطعن صهيون بسكين وانهاء حياته.

وبرغم كل شيء لم تفكر مارسيل بالذهاب إلى إسرائيل، بل هي تصر على البقاء في العراق، وتقول لـ (نقاش): "لا شيئ يدعوني للهجرة.. جميع جيراني يعلمون بديانتي اليهودية لكن لم يؤذني احد" مضيفة: "لا أريد الموت بعيدا عن مكان ولادتي الذي عشت فيه اجمل سنوات عمري".

وتحتفظ المرأة الشقراء التي لم تستطع سنوات الحزن ان تطفئ بريق عينيها الزرقاوين باشياء خاصة في صندوق خشبي صغير تمتنع عن فتحه امام الغرباء لكنها اوصت رامي وشقيقته بدفنه معها بعد وفاتها .

ويقول الفتى الذي اعتاد العناية بالعمة مارسيل حتى بات من اقرب المقربين لها ان العجوز منحته قبل ايام بعض مصوغاتها الذهبية التي تعود الى عقود مضت وطلبت منه ان يبيعها ويتزوج وخطيبته بالنقود وان يعيشا معا في بيتها. ويضيف رامي " هي فكرة رائعة، إذ لا احد يعتني بالعمة مارسيل سوا أنا وشقيقتي ريتا، لكن المشكلة أن خطيبتي ترفض فكرة العيش مع السيدة العجوز".

وتشير الاحصائيات الاخيرة التي اعلنتها الوكالة اليهودية المشرفة على هجرة اليهود من انحاء العالم الى اسرائيل، الى وجود 34 يهوديا فقط في العراق غالبيتهم من كبار السن، اشرفت الوكالة على تسفير ستة منهم الى اسرائيل فيما رفض 28 منهم مغادرة البلاد وتمسكوا بالبقاء في العراق ومنهم مارسيل. فعقب نهاية الحرب في 2003 في العراق تتبعت الوكالة مسار اليهود العراقيين الباقين على قيد الحياة لمعرفة ما إذا كانوا يرغبون في العيش في إسرائيل حسبما يقضي قانون العودة الإسرائيلي الذي يمنح يهود العالم الحق في الاستقرار في إسرائيل. ولم تعثر الوكالة سوى على 34 شخصا فقط من الطائفة التي يعود تاريخها في العراق إلى اكثر من 2500 عام والتي وصل تعدادها في أوج مجدها إلى 130 ألف يهودي.

واعترفت الوكالة ذاتها ان شمس الطائفة اليهودية غابت في العراق بعدما هاجر شبابها الى اسرائيل ولم يتبق الا كبار السن الذين عاشوا بالقرب من المسيحيين واخفوا ديانتهم خوفا من الاستهداف، في حين يطالب مهاجرون في اسرائيل عراقيو الأصل باستعادة ممتلكاتهم القديمة التي خلفوها ورائهم في شارع السعدون والبتاوين وغيرها من المناطق.

ويعد يهود العراق من أقدم الطوائف اليهودية في العالم، ويرجع تاريخ وجودهم إلى عهد الإمبراطورية الآشورية الأخيرة 911-612 ق.م، وتروي الأدبيات اليهودية أن الأشوريون قاموا بعدة حملات على فلسطين ونقلوا اليهود منها إلى أماكن جبلية نائية شمال العراق. ولما قضى الكلدانيون البابليون على الآشوريين وأسسوا دولتهم في بابل 612-359 ق.م كان من أهم أعمالهم -حسب المرويات اليهودية- القضاء على مملكة يهوذا في فلسطين، وسبي يهودها إلى بابل على يدي نبوخذ نصر الثاني الذي حكم فيما بين 605-562 ق.م.

واشتهرت الجالية اليهودية في العراق بممارسة الحرف، وعمل غالبيتهم في صياغة الحلي الذهبية والتجارة والخياطة، لكن عدد من يهود العراق دخلوا مجالات أخرى مختلفة مثل الفن والسياسة وكان اول وزير للمالية في الحكومة العراقية الحديثة التي تشكلت عام 1921 يهوديا هو ساسون حسقيل.

وبعد إعلان "دولة إسرائيل" عام 1948م تصاعدت الحساسيات الاجتماعية بين اليهود في العراق وجيرانهم. لم تسمح الحكومة العراقية لليهود في البداية بالسفر إلى اسرائيل، لكنها أصدرت فيما بعد قراراً يسمح لليهود بالسفر بشرط إسقاط الجنسية العراقية عن المهاجرين منهم. وهاجرت غالبية الطائفة من العراق خلال عامي 1949 و 1950م في عملية سميت "عملية عزرة ونحمية". وفي بداية الخمسينيات بقي 10 آلاف يهودي في العراق من أصل 115 ألف نسمة عام 1948م. وعند وصول عبدالكريم قاسم الى السلطة رفع قيود السفر والقيود الأخرى عن اليهود المتبقين في العراق وبدأت اوضاعهم تتحسن. لكن عند استلام حزب البعث للسلطة شهد اليهود تمييزا ضدهم وحظرا على تحركاتهم وسفرهم من قبل النظام البعثي، وفي عام 1969م أعدمت الحكومة العراقية عددا من التجار معظمهم من اليهود بتهمة التجسس لإسرائيل مما أدى إلى تسارع حملة الهجرة بشتى الطرق في البقية الباقية من يهود العراق والتي شهدت ذروتها في بداية السبعينات.

وبعد دخول القوات الاميركية الى العراق في نيسان ابريل عام 2003 م كان مجموع اليهود المتبقين في العراق أقل من 100 شخص معظمهم يسكنون بغداد وكردستان والغالبية العظمى منهم من كبار السن والعجزة.

وسكن غالبية يهود العراق المدن الرئيسية مثل بغداد والبصرة والموصل والسليمانية والحلة والناصرية والعمارة والديوانية والعزير والكفل وأربيل وتكريت. وحتى النجف، المدينة التي يقدسها الشيعة، احتوت على حي لليهود سمي بـ (عكد اليهود) فيما سكنت فئة قليلة منهم في المناطق الريفية شمال العراق.

واعتنق بعض الباقين من الديانة اليهودية في العراق الدين الاسلامي لاسيما اولئك الذين يسكنون مناطق متشددة. ولايزال الأهالي في بعض مدن بغداد يلقبون هؤلاء بأصولهم حيث يقولون فلان ابن اليهودي او ابن اليهودية. ولازالت منازل اليهود في مناطق البتاوين وابو سيفين وشارع الرشيد والباب الشرقي تحمل اثارهم فضلا عن معبد اليهود (الصورة) وهو المعبد الوحيد المتبقي في منطقة البتاوين وسط بغداد وتشرف عليه هيئة الاوقاف.



#عبدالعزيز_محمد_واحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الانثى الرئيسية في المجتمع الشرقي
- الجاموس والثور هو رمز العراق وليس السيف العربي
- المعدان
- العلمانية الكمالية الطريق الامثل لتركمان العراق


المزيد.....




- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبدالعزيز محمد واحد - الدور الاساسي للاب والام في توجيهة المراهقة في الدول العربية