|
محمود أمين العالم: اليساري العربي -1
إسكندر منصور
الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 20:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
الكتابة عن محمود أمين العالم تحتاج إلى الوقت والتأني والعمل الدؤوب في رصد مواقفه الفكريّة والسياسيّة في عالم الفلسفة والأدب والنقد المنتشرة في الكتب والمجلات والصحف المصريّة والعربيّة على امتداد أكثر من ستة عقود؛ هذا بالإضافة إلى سجل حافل وغني في الانخراط السياسي والتنظيمي في الحركة الشيوعيّة المصريّة و«الاتحاد الاشتراكي» بما فيه «التنظيم الطليعي.» لذلك فإن جمع تراث محمود أمين العالم ـ بما كتبه وكُتِب وما سيكتب عنه ـ ليكون بمتناول الباحثين والنقاد مهمة تستحق كل جهد ليس فقط من أجل كتابة تاريخ الفكر العربي المعاصر والجانب اليساري منه خاصة، بل لأنّ العالِم وتجربته ومواقفه وكتاباته تشكل جزءاً أساسيا من النقاش الجاري حول آفاق ومستقبل الفكر اليساري العربي. السنين الأولى نشأ العالم في أسرة دينيّة انتسب معظم أفرادها للأزهر الشريف. فكان أخوه محمد من طلاب الأزهر وكذلك أخوه أحمد أيضا الذي كان كفيفا من طلاب كليّة الشريعة في الأزهر، حيث كان محمود يقوم بمهام قراءة الكتب المقررة في كليّة الشريعة لمساعدة أخيه، مما أتاح له الفرصة للاطلاع على كنوز التراث العربي ـ الإسلامي باكراً. كانت التربيّة الدينيّة التي بدأت باكراً في سنوات دراسته الأولى على يد الشيخ السعدني حيث «كانت آيات القرآن الكريم هي أول ما وقعت عليه عيناي من كلمات مخطوطة في كتاب»، بالإضافة إلى نشأته في «حي الدرب الأحمر» ـ «حي البروليتارية في القاهرة القديمة» كما سمّاه العالم حيث أمضى «الثلاثين سنة الأولى» من عمره «المناخ الذي تنفستْ فيه ثقافتي وتشكل فيه وجداني.»i لم تردع العالم تربيته الدينيّة من الولوج في عالم الفلسفة: عالم الشك والأسئلة الصعبة. فكان لـ«نيتشه» وكتابه «هكذا تكلّم زردشت» الذي كان قد نقله إلى العربيّة فليكس فارس الأثر الواضح في بداية حياته الفكريّة حيث كان العالم يرى فيه «نبضا إنسانيا شديد الروعة». هكذا تأثر العالم بكتاب نيتشه فأصبح نتشويا مثاليا وتعرّف على أقطاب الوجوديّة المصريين كأمثال الدكتور عبد الرحمن بدوي الذي كان له الدور الواضح في دخول العالِم قسم الفلسفة بالرغم من انقطاع العلاقة بينهما لاحقاً. وهكذا كان «للنقيضين»: التربيّة الدينيّة وحب الفلسفة وخاصة الفلسفة الوجوديّة الأثر البالغ في نشأة العالِم الفكريّة، حيث انطبع فكره بمسحة مثاليّة ما لبث أن غادرها بعد أن لاحت في الأفق مسحة جدليّة أصبحت لاحقا منهجه للتحليل بعد أن وقع على كتاب لينين: «الماديّة والنقد التجريبي». كان لهذا الكتاب الأثر البالغ في التحوُّل الفكري للعالِم. ظهرت ملامح هذا التحوّل في رسالة الماجستير التي كان يعدّها ـ على أساس مثالي ـ عن نظريّة الفيزياء المعاصرة؛ فكان بعد التحوُّل أن أخذ يعدُّها على «أساس موضوعي... وأخذتُ أدافع عن الأسس الموضوعيّة للمصادفة». يذكر العالم في كتاب «الفكر العربي بين الخصوصيّة والكونيّة» بأنّ نتائج البحث جاءت لتقول إنّ «المصادفة لا تتعارض مع الضرورة، بل هي في الواقع ليست إلا مظهراً لتعقّد العلاقات وتداخلها وتشابكها وتراكبها وتفاعلها بين ضرورات مختلفة مستقلة نسبياً بعضها عن بعض»i. فالتاريخ بالنسبة إلى العالم يختلف عن المنطق الصوري الأرسطي حيث المقدمات تحدد النتائج. فالتاريخ «إمكانيات مفتوحة» تَحَقُقْ بعضها أو تحوُّلها إلى ضرورة يتوقف على عوامل موضوعيّة وبشريّة. فالإنسان بالنسبة للعالِم فاعل رئيسي في التحولات التاريخيّة، يتأثر بواقعه ويؤثِّر به. وكأن بالعالِم أراد أن يحرر الماركسيّة من «الحتميين» ليعيدها من خلال قراءته الجديدة إلى مسارها المادي الجدلي الأصيل الذي بنظره لا تناقض بين الماديّة الجدليّة والحريّة الإنسانيّة ودور الإنسان في صناعة تاريخه. لقد عبّر العالم عن هذا الموقف مراراً وقبل انهيار الاتحاد السوفياتي بعقود، خاصة في منتصف الستينيات من القرن الماضي، في نقده لمفهوم زكي نجيب محمود فيلسوف الوضعيّة المنطقيّة عن العلاقة بين الحتميّة والحريّة الإنسانيّة التي كان زكي نجيب محمود وبعكس العالِم يرى استحالة الجمع بينهما. جدد العالم في تسعينيات القرن الماضي نقده، الذي بدأه باكراً، لقراءة الماركسيّة من «خارج التاريخ» على حد قوله، وخاصة المدرسة السوفياتيّة بلونها الستاليني التي من خلال رؤيتها «أصبحت الماديّة التاريخيّة في التطبيق رؤية مفروضة على التاريخ وليست رؤية مستمدة من دراسة موضوعيّة عينية للتاريخ. ولهذا أفضت إلى إلغاء حركة التاريخ بدلا من التعجيل بها، بل أصبحت النظرية عقبة في وجه التاريخ بل استبدادا بالتاريخ وقمعا له».ii إذاً دخل العالم إلى الماركسيّة التي قادته إلى الانخراط في العمل السياسي المباشر في الحركة الشيوعيّة المصريّة من باب الفلسفة دون التقليل من الدور الذي لعبه مناخ الواقع المعيش لأبناء «حي البروليتاريا في القاهرة القديمة» والمدارس التي عرفته إلى الحركات الوطنيّة المناهضة للاستعمار في تكوين وعيه السياسي والإنساني. لم يكن لكتاب لينين: الماديّة والنقد التجريبي» الأثر فقط في اكتشاف العالمِ لـ«الأسس الموضوعيّة للضرورة» للتاريخ ودور الإنسان في الإبداع وصناعة تاريخه، بل أيضا قادت العالِم لرؤية جديدة لعالم الفن والأدب، فصاغ مع عبد العظيم أنيس مقاربات جديدة للنقد، وخاصة في سجالهما على صفحات الجرائد مع الدكتور طه حسين حول ماهيّة الأدب، وعلاقة الصياغة والمضمون، ومفهوم الأدب الواقعي؛ فصدرت المقالات في كتاب نشر سنة 1955 بعنوان: «في الثقافة المصريّة» مع مقدمة بقلم حسين مروة. في تلك الفترة التي نشر فيها الكتاب طُرد العالم من وظيفة التعليم الجامعي مع كثيرين من زملائه الجامعيين، بينهم عبد العظيم أنيس ولويس عوض وغيرهما من منابع فكريّة مختلفة، كونهم من معارضي جمال عبد الناصر. طبعا لا يشكل هذا الكتاب، «في الثقافة المصرية»، صورة كاملة عن نظرة العالِم إلى طه حسين التي تغيرت وتطورت فشكلت لاحقا شكلا من النقد الذاتي دون أن تذهب بعيداً في تحمل مسؤوليّة اتساع الهوّة بين الماركسيين العرب المشبعين بالنظرة الجدانوفيّة ـ على حد تعبير كاتب متنور كسعد الله ونوس ـ ومشروع طه حسين العقلاني الليبرالي. ففي مقالات ومحاضرات لاحقة ورداً على الذين اعتبروا أنّ طه حسين يشكل حالة اغتراب في الفكر العربي المعاصر، رأى العالِم في طه حسين «التعبير الإبداعي عن هذه الملاءمة الخصبة بين الأثر الحضاري الغربي والضرورات الموضوعيّة للواقع الوطني والاجتماعي، والاستلهام العميق للتراث»i لهذا بدأ العالِم إعادة اكتشاف طه حسين، أي إعادة قراءته، وخاصة كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» الذي كتبه طه حسين سنة 1937 الذي بدأ يشكّل بالنسبة للعالِم ضمن رؤيته الجديدة امتداداً لأسئلة عصر النهضة في الزمن والواقع المصريين، ويعكس الواقع العربي الإسلامي بكل تجلّياته، كما يشكل «أرقى ما وصلت إليه عقلانيّة الفكر الإسلامي». شكلت مواقف العالمِ الأخيرة الخطوة الأولى لإعادة الجسور بين الفكر اليساري والتراث العقلاني الليبرالي العربي. وفي هذا الطريق أفردت «قضايا وشهادات» كتاباً خاصاً لهذه المهمة، مهمة «استرداد طه حسين وإدراجه في سياق الحاضر» على حد تعبير سعد الله ونوس، شارك فيه نقاد وكتاب عديدون بينهم العالِم ومحمد دكروب وسعد الله ونوس وأمينة النقاش وفيصل دراج وعبد الرزاق عيد الذي أفرد كتابا خاصا حول طه حسين وغيرهم.v إنّ متابعة إعادة الجسور بين الماركسيّة العربيّة والتراث العقلاني الليبرالي العربي مهمة ليست فقط فكريّة بل هي، بنظر محمد دكروب «مسألة أشمل: اجتماعيّة سياسيّة وكفاحيّة يجب أن توضع على جدول أعمال النشاط الثوري التغييري للأحزاب والقوى التقدميّة العربيّة»v. محمود أمين العالم وجمال عبد الناصر ليس من سبيل المصادفة أن يهدي محمود أمين العالم كتابه «من نقد الحاضر إلى إبداع المستقبل: مساهمة في بناء المشروع النهضوي العربي» (دار المستقبل العربي، 2000) إلى «جمال عبد الناصر الإنسان والمناضل والمشروع القومي والإنساني الذي لم يكتمل». ما الذي قاد محمود أمين العالم الذي سجنه جمال عبد الناصر لكي يهديه كتاباً موضوعه الإبداع والمستقبل وكيفيّة الانتقال من ثقافتنا الراهنة التي هي «ثقافة استقبال وتلقّ ورضوخ» إلى ثقافة أخرى بديلة: ثقافة «تجاوز وإنتاج وإبداع»؟ لماذا كان جمال عبد الناصر يمثل المستقبل بالنسبة إلى محمود أمين العالم، بالرغم من السجن والتنكيل اللذين مارسهما نظام عبد الناصر في حق الشيوعيين، مصريين وسوريين ولبنانيين، بالإضافة إلى التفرد بالسلطة ومسؤوليته عن هزيمة حزيران 1967؟ الانتقال من ثقافتنا الراهنة التي هي «ثقافة استقبال وتلقّ ورضوخ» إلى ثقافة أخرى بديلة: ثقافة «تجاوز وإنتاج وإبداع» بالنسبة إلى العالم ليس بعمليّة ذهنيّة تأخذ مجراها في عالم الفكر فقط بل هي عمليّة تفاعل بين الفكر والواقع، حيث لا تغيير للواقع بدون تغييّر الفكر والعكس صحيح أيضاً. إنّ الانتقال الذي يدعو العالم إليه هو انتقال من الماضي زمن التخلف والاستغلال والتلقّي وقبول الواقع كما هو والرضوخ إليه دون طرح الأسئلة عن كيفيّة الخروج منه ومغادرته، إلى المستقبل الذي هو زمن الانتقال وتجاوز الأسئلة إلى العمل والإنتاج والإبداع. فالإنتاج خارج الإبداع هو إعادة إنتاج الماضي وليس خروجا منه. لم يكن جمال عبد الناصر بالنسبة إلى العالِم هويّة ثابتة ساكنة محافظة على سياستها وملامحها في كل المراحل. كما لا يستطيع واحدنا أن يضعه في قالب معيّن ويتخذ منه موقفا نهائيا. بل كان حركة مستمرة متغيّرة متنقّلة، تتعلّم من أخطائها وهي كثيرة، وفي بعض الأحيان كانت مميتة، يشدها هدف واحد: مقارعة الاستعمار من أجل تحرير أرض العرب واستقلالهم وحفظ كرامتهم وإبقاء خيراتهم لشعوبهم. لذلك فعبد الناصر الإنسان كان مشروعا لم يكتمل بالنسبة إلى العالم، ومن الخطأ النظر إليه وسياسته وكأنه هذا هو عبد الناصر. فعبد الناصر بنظر العالِم ليس بما كان فقط بل بما سيكون لو قدر له أن يعيش أو بما سيكون حتى بعد موته كرمز وملهم لحركات التغيير في مصر والعالم العربي. بعد التخلّص من الإخوان المسلمين في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي بقي الشيوعيون خارج سلطة عبد الناصر مما دعا النظام لاستخدام أسلوب الترغيب والترهيب لإخضاعهم وتدجينهم وإدخالهم تحت جناح السلطة. يحدثنا العالم في «اعترافات شيخ الشيوعيين العرب» أنّ أنور السادات وجه له دعوة للقائه في بيته على أمل أن يوافق العالم على حل الحزب الشيوعي والدخول كأفراد في «الاتحاد القومي»؛ وهذا ما رفضه العالم طارحا الدخول كتنظيم في «الاتحاد القومي» بدل الدخول كأفراد، مما أغاظ أنور السادات فختم اللقاء الساعة الرابعة صباحاً تاركا العالِم يعود إلى بيته سيراً على الأقدام قائلاً له: «أنت بروليتاري وتستطيع أن تروح إلى بيتكم سيراً على الأقدام». كانت نهاية اللقاء وفشل أنور السادات في استمالة العالم للانضمام وحده إلى «الاتحاد القومي». وتحت ستار معارضة الوحدة مع سوريا، بدأت حملة اعتقالات قاسية بحق الشيوعيين وزجهم في السجون. يقول العالم: «دخلت إلى أسوأ مكان رأيته في حياتي. رائحة كريهة وحشرات تتساقط على رأسي من السقف وتزحف على جسدي من الأرض أنواع غريبة من الحشرات استعطت أن أميز نوعين منها فقط: البق و القمل».؟vi وحين نقل مع بعض رفاقه إلى سجن أبو زعبل يصف العالم ما رآه بأم عينيه يحدث لرفيقه فؤاد مرسي: «ما هي إلا لحظات حتى فوجئت بفؤاد مرسي يجري ويقع. ثم يقوم ليجري ويقع هكذا. وفوجئت بأنّ أحد الجنود كان يركب حصانا ويمسك في يده سوطا يضرب به فؤاد مرسي بينما كان يجري كلب ضخم يحاول أنّ ينهش ساقه». لعب الشيوعيون المصريون دوراً قيادياً في المقاومة المسلحة إبان العدوان على بور سعيد على أثر تأميم قناة السويس. يذكر العالم بأن أحمد الرفاعي كان «قائد المقاومة الشعبيّة في بور سعيد مع آخرين»، بينما «كنت أنا وشهدي عطيّة في القاهرة بمثابة مركز القيادة في «قهوة الحريّة»، وصلة الوصل بين القيادة المصريّة وقيادة المقاومة في بور سعيد. إنها المقاومة، مقاومة الغزاة الطامعين بمصر وثورتها وموقعها وموقفها وعروبتها وقيادتها، التي كان لها الأثر في إعادة ترميم العلاقة ولو إلى حين، والتي كان يشوبها الحذر من الجانبين، بين الشيوعيين وجمال عبد الناصر. كان تأميم قناة السويس ولاحقاً قرارات التأميم التاريخيّة في أوائل الستينيات من القرن الماضي مؤشراً لتيار من الشيوعيين، ومحمود أمين العالم بين هؤلاء، كانوا يقولون إنّ التناقض الرئيسي هو بين جمال عبد الناصر وما يمثله من جهة والاستعمار والإمبرياليّة من جهة أخرى؛ بينما حافظ بعضهم على فكرة «أنّ التناقض الرئيسي هو بين عبد الناصر والشعب». لهذا لم يكن هناك موقف موحد من عبد الناصر وثورة يوليو من قبل التيارات الشيوعيّة الناشطة في مصر. كان الشيوعيون عاجزين عن فهم عبد الناصر والناصريّة ودوافع مواقفه السياسيّة والاقتصاديّة في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي حتى بداية الستينيات. جاء العالم ومنذ سنين قليلة ليفسر، وإن شئت قل ليبرر، بعض مواقف عبد الناصر في تلك المرحلة فكتب: «كان في داخل كل منا شيء يشدنا إليه. ولكن نفاجأ منه بموقف يجعلنا نقف مكاننا أو حتى نقف ضده. ربما ذلك لأنه كان يبحث عن طريق. وربما كان يقوم بتوازنات تفرضها عليه الظروف المحليّة والدوليّة... كان عبد الناصر يخوض غمار الواقع بكل ما فيه من صراعات وتناقضات. تفرض عليه الاقتراب منا تارة والابتعاد عنا تارة أخرى، بينما كنا نحن نريده، وفقا لمنهجنا، نريده لنا ومعنا على طول الخط»i إذا المشكلة كما رآها العالم قبل الستينيات وقرارات التأميم «الجذريّة» لا تكمن في طبيعة قيادة الثورة وسياسة النظام الناصري وتنقله بين اليمين واليسار بل في عدم فهم الشيوعيين لعبد الناصر الذي كان يبحث عن طريق في ظل ظروف دوليّة صعبة. لا شك بأن العالم كان يشده شيء خفي إلى عبد الناصر؛ وهذا الشيء الخفي ليس من طبيعة ميتافيزيقيّة بعيدا عن الإدراك والتحليل وإن كان عبد الناصر يتمتع بسحر قلّ نظيره بين القادة العرب. فالشيء الخفي الذي كان يشد العالِم وكثيرا من رفاقه إلى عبد الناصر يكمن في انحياز كل منهما إلى قضيّة الإنسان المصري والعربي إن كان في نضاله ضد الإقطاع الداخلي وهيمنته؛ أو ضد قوى الاستعمار المتمثل في مراحله الأولى ببريطانيا وفرنسا، وبالطبع دولة إسرائيل الإستيطانيّة، ثم ما لبثت لاحقا أن حلّت الولايات المتحدة محل فرنسا وبريطانيا. كان العالِم ورفاقه ينظرون إلى التاريخ ومسيرته ليس من خلال نقطة انطلاقه أو من خلال محطاته وتعرجاته وهي كثيرة ومثيرة بل من خلال الهدف الأخير. لهذا كانت ثورة 23 يوليو تمثل بالنسبة إلى العالم أعلى ما وصلت له الثورة العربيّة في ذلك الوقت إن كان في مقارعتها لقوى الاستعمار وإسرائيل أو في نضالها ضد قوى الإقطاع، خاصة مع مرحلة ميثاق 1961. لقد اختصر العالم الناصريّة بأن المشروع الناصري في الستينيات كان يشكل «إمكانيات نضاليّة مفتوحة». وبكلام آخر لم يكن أمام القوى اليساريّة سوى الانخراط به لتعزيزه ودفعه بالاتجاه اليساري الحقيقي بدل أن يترك فريسة لقوى الثورة المضادة حيث لم يعد انخراط القوى اليساريّة لاحقا بمشروع عبد الناصر الاشتراكي بعد منتصف الستينيات كاف لهزيمة قوى الثورة المضادة بقيادة أنور السادات.
#إسكندر_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|