أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - مختصرات في الماركسية 3















المزيد.....


مختصرات في الماركسية 3


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 20:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ميزة الجدلية الاولى
الترابط .. قانون التفاعل والترابط الشامل
فلسفة (العلم من أجل العلم) التي يؤمن بها الميتافيزيقيون هي خاطئة لأنها السّم الذي يقضي على العلم الحديث ..
ولقد كان من نتيجة هذا الخطأ الذي يقوم بفصل العلم عن الحياة الإجتماعية والكائنات البشرية صنع القنبلة الذرية .. ولا معنى للعلم إلا بقدر خدمته للإنسانية جمعاء .
الرياضي الميتافيزيقي يردد في كل مناسبة أن الرياضة هي الرياضة والسياسة هي السياسة وأنا لا أتدخل في السيّاسة ، ومن الخطأ القول أن لا علاقة للرياضة بالسياسة
مثال
كيف يمكن للرياضي أن يشتري أدواتهِ الرياضية إذا إنخفضت قدرتهِ الشرائية ؟ أو توقف عن العمل ؟؟
كيف يمكن بناء الملاعب وأحواض السباحة إذا إلتهمت ميزانية الحرب الإعتمادات الضرورية للرياضة ؟ لأنه لا رياضة بدون إعتمادات ، ولا إعتمادات بدون سياسة سليمة إذن لا تنفصل الرياضة عن السياسة ، ولا يخدم الرياضي الذي يجهل هذا الارتباط قضية الرياضة لأنه يحرم نفسه من الدفاع عنها ، فهو إذ لم يفهم هذا الإرتباط لا يمكنه النضال ضد سياسة الحرب ، لأن الحرب تقضي على الرياضة فهي تسبب الخراب للبلد وتقضي على مقدّرات الرياضة ..
وبالعودة الى ميزة الجدلية الأولى ..
لا تنظر الجدلية الى الطبيعة على انها عبارة عن مجموعة من الظواهر المنفصلة بعضها عن بعض ، بل على أساس أنها كُل موحد منسجم ، حيث تتصل الأشياء والظواهر إتصالاً عضوياً يرتبط كل منهما بالآخر ..
يرى المنهج الجدلي أنه لا يمكن تفسير أيةِ ظاهرة من ظواهر الطبيعة إذا ما نظرنا إليها على حدى خارج الظواهر المحيطة بها ، حيث يمكن فهم أيةِ ظاهرة وتفسيرها إذا ما نظرنا إليها من خلال علاقتها بالظواهر المحيطة التي تربط بها ...
تدل الميزة الاولى للجدلية على طابعها العام ، وتحقق هذه الميّزة بصورة شاملة في الطبيعة والمجتمع ..
ــ في الطبيعة ..
تفصل الميتافيزيقا المادة الخام عن المادة الحية وعن الفكر ، لأنها تعتبر هذه المبادئ الثلاث منعزل كل منها عن الآخر ...
ولكن ..!!
هل يوجد الفكر في الذهن ؟ هل يوجد بدون الجسد ؟
فعلم النفس يدرس النشاط الفكري ويستحيل هذا العلم إذا ما جهلنا وظائف الأعضاء وهو علم وظائف الكائن الحي المرتبط بعلم الأحياء (البيولوجيا) وكذلك تستعصي الحياة إذا ما جهلنا العمليات الكيميائية حيث أن الكيمياء تكشف لنا تركيب الجسيمات الذري ..
ودراسة الذرة خاصة بالفيزياء ويؤدي بنا هذا الى علوم الأرض التي تظهر لنا طريقة تكوينها ، ومن ثم ينقنا هذا الى دراسة النظام الشمسي الذي تكون الأرض جزءاً منه .
هكذا نرى بينما تقف الميتافيزيقا بوجه التقدم إذ بالجدلية تعتمد على العلم في وجودها ، لا شك أن هناك فروقاً بين العلوم ، لكنها جميعاً وحدة أساسية تعكس وحدة الكون ، وهذا ما تعبر عنه ميزة الجدلية الأولى .. أي التفاعل والترابط بين الأشياء .
ولن نستطيع القيام بإكتشافات علمية إذا ما إعتدينا على القانون الأول في الجدلية وفصلنا الظاهرة التي ندرسها عن الظروف المحيطة بها ..
ــ في المجتمع ..
كما درسنا أن الميتافيزيقا تقوم بعزل الظواهر الإجتماعية بعضها عن بعض ، كما تعزل الواقع الإقتصادي عن الحياة الإجتماعية وتعزل الحياة السياسية عنهما . الميتافيزيقي يفهم تاريخ المجتمعات على أنها عوارض ، أي ظواهر لا سبب لها ..
وتستطيع الجدلية أن تفهم الظواهر الإجتماعية وتفسّرها لأنها تصلها بالظروف التاريخية التي توّلدت عنها والتي تتفاعل معها ، والميتافيزيقي يعيش التجريد ولا يعبأ بظروف الزمان والمكان ..
ليست الطبيعة ومعها المجتمع خليطاً يستعصي على الفهم بل أن جميع جوانب الواقع مترابطة .. ولهذا القانون أهمية علمية ، يجب أن ننظر الى أي وضع أو حادثة مهمة نظرة تحيط بالظروف التي توّلد هذه الأشياء ، وتفسّرها ، كما يجب الأهتمام دائماً بما هو ممكن وما هو غير ممكن ..
يجب على الثوري أن يدرك الوقائع في حقيقتها ...
وما تجاهل ظروف العمل إلا نزعة عقيدة متطرّفة ، فمصلحة العمال في إحترام هذا القانون الأول للجدلية لأن البرجوازية تود أن تنسيهم هذا القانون لأن مصلحتها تتعارض معه ..
لهذا يدرك المناضل الثوري وقد تسلح بالجدلية مسؤولياته ، فهو لايترك شيئاً للصدفة بل يقدر كل جهد قدره ، ويتيح لنا هذا الفهم للواقع أن ننظر بعيداً كما أنه يمدّنا بالشجاعة التي لا تقهر ..
ميزة الجدلية الثانية
كل شئ يتحول ...
قانون التحوّل الشامل أو النمو المستمر .
إن الجدلية لا تفكر بالظاهر بل الأشياء في حركتها ، التغيير صفة لازمة للأشياء تلك هي الميّزة الثانية للجدلية ..
تنظر الجدلية الى الطبيعة على أنها حالة من الحركة والتغيير الدائمين ، والتجدد والنمو المستمرّين ، حيث يولد كل شئ بينما ينحل شئ آخر ويزول ..
لهذا تريد الجدلية ..
أن لا ينظر الى الظواهر فقط بالنسبة لعلاقاتها وترابطها ، بل ينظر أيضاً لحركتها وتغييرها ونموها وظهورها وإختفائها .. رأينا في ميزة الجدلية الأولى أن كل شئ مترابط لكن هذا الواقع المتوحد هو حركة أيضاً ..
فليست الحركة مظهر ثانوي من الواقع وليست هناك طبيعة يضاف اليها الحركة أو المجتمع يضاف اليه الحركة بل أن الواقع هو حركة ..
ــ في الطبيعة ..
تشمل الحركة بالمعنى العام كل أشكال وجود المادة ، وصفة من صفاتها ، جميع التغييرات في الكون من مجرّد تغيير المكان حتى التغيير نفسه ..
فالمادة حركة والحركة مادة ، وتعلمنا الفيزياء الحديثة أن الطاقة تتحول لأن الطاقة هي كمية من الحركة تبقى بالرغم من تحوّلها وإتخاذها أشكال متنوعة ..
يمكن للطاقة الآلية أن تتحول الى طاقة كهربائية فيدير السيل المحرّك الكهربائي الذي ينتج عنه الطاقة الكهربائية ، كما تتحول الطاقة الكهربائية الى طاقة ميكانيكية تدير المحركات أو أن الطاقة الكهربائية تتحول الى طاقة حرارية فتمدنا بالتدفئة الكهربائية ..
في البطارية تتحول الطاقة الكيميائية الى طاقة كهربائية والى طاقة حرارية أيضاً ..
هذه التحولات هي صورة للمادة المتحركة ..
هناك عدا إكتشاف فكرة تحوّل الطاقة إكتشاف فكرة التطوّر التي أغنت فكرة الحركة أيضاً وقد بدأ ذلك بتطور الكون الفيزيائي ..
إكتشف كل من كانط ولابلاس منذ نهاية القرن الثامن عشر أن للكون تاريخ .. وهو بدلاً من أن يُعيد نفسهُ كما كان نيوتن يعتقد (النجوم ومنها الشمس والكواكب منها الأرض ) سوى ثمرة تطور هائل لايزال مستمراً ..
ولا يمكن القول إذن مع نيوتن أن أجزاء الكون تنتقل بل يجب القول بأنها تتحول أيضاً ..
إكتشف العالم الفيزيائي آمبر تسموميان أن هناك نجوم تولد بإستمرار، ولما كان الكون يولد باستمرار فهو ليس بحاجة لمحرّك أول كما كان يعتقد نيوتن ، بل يحمل في أحشائهِ إمكانيتهِ الخاصة في الحركة والتحوّل فهو حركة في ذاتهِ ..
هكذا تكون الطبيعة سواء كانت فيزيائية أم حيّة عبارة عن حركة ، وذلك لأن الحركة هي الصورة التي توجد عليها المادة ..
لاتوجد قط مادة بدون حركة ولا يمكن أن توجد قبل هذه المادة ..
فالحركة موجودة في فضاء الكون وفي الحركة الميكانيكية ، وإهتزازات الجسيمات في صورة حرارة أو تيّار كهربائي أو مغناطيسي وكذلك نجد الحركة في التحليلات والتركيبات الكيميائية وفي الحياة العضوية ..
إذ تشارك كل ذرة من المادة في الكون في كل لحظة في صورة حركة أو بعدّة صور في نفس الوقت .. لهذا لايمكن تصور المادة بدون حركة كما لايمكن تصور الحركة بدون مادة وهكذا فموضوع العلم يظل واحداً وهو الحركة سواء كان علم الفلك أم الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا ...
ــ في المجتمع ..
إذا كان حقاً أن العالم يتحرّك وينمو باستمرار ، وإذا كان حقاً زوال القديم وظهور الجديد قانون عام للتطوّر والنمو .. فإنه من الواضح ليس هناك من نظام إجتماعي أبدي أو مبادئ خالدة للملكية والإستغلال ..
لهذا يمكن إستبدال النظام الرأسمالي بنظام إشتراكي كما أن النظام الرأسمالي حل محل النظام الإقطاعي في زمانه ..
وهذه نتيجة جوهرية للصفة الثانية في الجدلية ..
لقد لجأت الميتافيزيقا بعد طردها من ميدان علوم الطبيعة الى ميدان علوم الانسان والمجتمع ...
تقوم عظمة لينين على أنه أثبت في الواقع بتأسيسهِ لجمهوريات السوفييت الى الجماهير المضطهدة في العالم أجمع أن الأمل في الخلاص لم ينقض وأن سيطرة كبار الملاكين والرأسماليين ليست خالدة ، وأنه يمكن إقامة حكومة العمال بواسطة العمال أنفسهم ، وأنه يجب إقامة هذه الحكومة على الأرض وليس في السماء ..
جميع الذين يناضلون اليوم ضد الرأسمالية يعملون في نفس الوقت على تغيير أنفسهم ، وتزداد إنسانيّتهم بقدر محاربتهم لنظام غير إنساني ، لأن الحقيقة الإنسانية ككل حقيقة جدلية ..
لقد إرتفع الانسان عن مستوى الحيوان بنضال إستمرَ آلآف السنين ضد الطبيعة ، وليس هذا النضال في نهاية مراحلهِ بل في بدايتهِ . وليس هذا التاريخ منفصل عن تاريخ المجتمعات ..
إذاً ... نعثر هنا من خلال القانون الثاني للجدلية القائل (كل شئ يتغيّر) على القانون الأول لها والقائل (كل شئ مترابط)
أي لا يمكن فهم الوعي الفردي خارج المجتمعات ..
ليست الماركسية عبارة عن مجموعة من الوصفات التي تصلح لكل زمان ومكان بل هي علم التغيير والتحوّل الذي يزداد مع التجربة ...
يقول ستالين ..
يجب أن لانعتمد في عملنا على الطبقات الاجتماعية التي لاتتطور ، وإن كانت تمثل في الوقت الحاضر القوة السائدة ، بل على الطبقات الاجتماعية التي تنمو وتتطور لأن المستقبل لها وإن كانت لاتمثل القوة السائدة في الوقت الحاضر ...
لأن الموقف العلمي لايقوم على إكتشاف ما نشاهده أمام أنظارنا بل في فهم ما يموت وما يولد ، وأن نهتم أكثر بما يولد ...
أما المساواة في الإهتمام بهما فإنهُ يُعَد مسّاً للواقع وتشويهاً له ، لأن الواقع حركة دائمة
لهذا كان الماركسيون ذوي نظرة الى المستقبل ، لأنهم ينظروا لكل واقع حسب صيرورتهِ ولهذا على سبيل المثال كشفوا منذ البداية ما كان يتضمنه مشروع مارشال الأوربي من مخاطر بينما كان البعض يرى في المشروع على أنه رخاء وإزدهار ...
إن النضال لتوحيد العمال الذين تختلف آرائهم وتتحد مصالحهم يتفق وقانون الجدلية الثانية ...
إن الانسان لا يولد ثورياً بل يصبح ثورياً ، كما ينبغي أن يتعلم الكثير ، والثوري الحقيقي هو الجدلي الذي يعمل على تهيئة الظروف الملائمة لتقدم الشئ الجديد ...

التحوّل النوعي ...
مثال ...
إذا غلينا الماء أخذت حرارته بالارتفاع درجة بعد درجة حتى إذا ما بلغت درجة معيّنة جعل الماء يتبخر ويتحوّل الى بخار ماء ، نحن أمام نوعين من التغيير ، تغيير الحرارة التدريجي هو تغيير كمي ، أي كمية الحرارة التي يحتوي عليها الماء تزداد ..
غير أن الماء في وقت ما يفقد صفتهِ كسائل ويتحول الى بخار دون أن يُغير من طبيعتهِ الكيميائية ..
ــ التحول الكمّي .. هو مجرّد إزدياد الكمية أو نقصانها ..
ــ التحول النوعي .. هو الإنتقال من صفة الى اخرى ..
تعتبر الجدلية أن هذهِ الصلة بين التحول الكمي والتحول النوعي قانون شامل في الطبيعة والمجتمع ..
ــ ميزة الجدلية الثالثة ..
لا تعتبر الجدلية عملية النمو على أنها مجرد عملية نماء لا تؤدي بها التحولات الكمية الى تحولات كيفية ، بل على أنها عملية نمو تنتقل من التحولات الكمية الضئيلة الكامنة الى تحولات ظاهرة أساسية هي التحولات الكيفية ..
وليست هذه التحولات تدريجية بل تحولات سريعة مباغتة ...
إن التحول الكيفي هو تحول حالة إذ يصبح الماء السائل بخار ماء ، أو أن الماء السائل يصبح جامداً (ثلج) أما النمو يعني هنا أن ما يبدو جديداً قد نمى بالتدريج ، إذ ليس هناك معجزة ، بل إعداد بطئ لاتكشف عنه سوى المادية الجدلية ..
كما أن الثورة التي تندلع في وضح النهار ما هي إلا تحول قد أُعد بواسطة التطور البطئ ، ولا يعني هذا أن جميع التحولات الكيفية تتخذ طابع الأزمات أو الإنفجارات ، إذ أن هناك حالات يتم الإنتقال فيها الى الصفة الجديدة بواسطة تحولات كيفية تدريجية ..
يقول ستالين في بحثهِ حول الماركسية واللغة ...
إن التغييرات التي تطرأ على اللغة تتم بواسطة تحولات كيفية تدريجية ..
وكذلك بينما يتم الانتقال الكيفي من المجتمع المنقسم الى طبقات متنازعة الى مجتمع إشتراكي عن طريق الإنفجار ، فإن نمو المجتمع الإشتراكي يتم بواسطة تحولات كيفية تدريجية بعيدة عن الأزمات ...
وكذلك فإن الانتقال من الإشتراكية الى الشيوعية هو تحول كيفي يتم دون أزمات ، لأن الناس في المجتمع الاشتراكي قد تسلحوا بالماركسية وهم أسياد مصيرهم ، ولأن المجتمع الاشتراكي لا يتكون من طبقات متنازعة ...
وهكذا يجب دراسة الطابع النوعي الذي يتخذه التحول في كل حالة . فلا يجب أن نجعل كل تحول كيفي نوعاً من الإنفجار ...
ــ في الطبيعة ..
لا يمكن أن تحدث التحولات الكيفية في الطبيعة بصورة واضحة في كل حالة معينة ، إلاّ بإضافة كمية من المادة أو الحركة أو إزالتها ..
مثال ..
الأوكسجين مثلاً إذا إتحدت ثلاث ذرات منه حصلنا على الأوزون ، وهو جسم يختلف عن الأوكسجين في رائحتهِ وتأثيرهِ .. وكذلك إمتزاج الأوكسجين بالأزوت والكبريت ، فتكون كل نسبة جسماً مختلفاً عن الأجسام الأخرى ، إذ أن الفرق كبير بين الجسمين فالأول هو غاز والثاني جسم صلب متبلور ...
لقد أتاحت هذه الصلة الضرورية لمندلييف أن يقوم بتصنيف العناصر ، فلقد صنّف العناصر حسب أوزانها الذرية المتصاعدة ، ويظهر هذا التصنيف الكمي للعناصر الذي يبدأ بأخفها وهو الهيدروجين وينتهي بأثقلها وهو اليورانيوم ...
لقد أتاحت لنا الكيمياء التي تدرس لب الذرة ، أن نزداد فهماً لأهمية الصلة الضرورية بين الكمية والكيفية ..
أي أن التحول الكيفي مشروط بالتحول الكمي ...
نفهم الآن كيف أن هذا النمو الكمي والكيفي للطبيعة الحية يستطيع أن يجعلنا نفهم ما نعنيه بالجدلية ، بالإنتقال من البسيط الى المعقد ...
إن إستمرار الاستعمال الاجتماعي يؤدي في إستعمال الناس الى تكرار الأشياء التي يدركونها بحواسهم والتي تؤثر فيهم ، فيحدث بالنتيجة في ذهن الانسان قفزة في عملية المعرفة ويخرج المفهوم الى الوجود .. فالإحساس هو إنعكاس جزئي للواقع ..
وكذلك الانتقال من مسح الأراضي ، الذي نشأ عن حاجة إجتماعية (قياس الأراضي)
الى الهندسة وهو (علم الأشكال التجريدية) هو تحول الإحساسات الى مفاهيم ...
يقول لينين ..
حمل نشاط الانسان العملي وعيه على تكرار مختلف الصور المنطقية حتى أصبح لهذه الصورة قيمة المبادئ .. ويضيف
يستقر النشاط العملي للإنسان بعد تكراره مليارات المرات في وعي الانسان في صورة منطقية ...
تلك هي الميّزة الثالثة للجدلية والتي تدلنا على التفسير العقلي للإختراعات ..
إذ أن الميتافيزيقي يعتبر ظهور الأفكار الجديدة كما يعتبر الإختراع وحياً إلهياً أو مجرّد صدفة ..
إن الاختراع في الوسائل الصناعية والعلوم والفنون وغيرها يعتبر تحولاً كيفياً يحدث في إنعكاس الواقع العقلي بعد إعداد طويل بواسطة تراكم التحولات الطفيفة في نشاط الانسان العملي ، ولهذا تتم الاكتشافات الكبرى بعد تحقق الشروط الموضوعية لإمكانية إتمامها .
إن الانتقال من الكيفية القديمة الى الكيفية الجديدة هو في الغالب تقدم ..
وهذا هو حال الانسان حين ينتقل من الاحساس (صورة سفلية للمعرفة) الى المفهوم وهو(صورة عليا للمعرفة)
ــ في المجتمع ..
إن المجتمع متحرك كالطبيعة ، وتقوم هذه الحركة على الإنتقال من التحولات الكمية الى التحولات الكيفية ..
فالثورة ... تحول كيفي وهي نتيجة تاريخية ضرورية لتطور بطئ (تحول كمي)
إن الانتقال من الحالة الكيفية القديمة الى الحالة الكيفية الجديدة كما ذكرنا هو تقدم ، فالحالة الرأسمالية أفضل من الحالة الإقطاعية ، والحالة الإشتراكية أفضل من الحالة الرأسمالية ...
إذاً الثورة تقوم بالانتقال من السفلي الى العلوي ... لماذا ؟؟
لأنها تقوم بالتوفيق بين النظام الاقتصادي للمجتمع وبين متطلبات نمو قوى الانتاج .
من المهم أن لا نفصل بين الجانب الكيفي والجانب الكمي في الحركة الاجتماعية ، بل يجب النظر اليهما في ترابطهما الضروري ..
ونزعة الاصلاح هي نظرية برجوازية لتجريد العمال من سلاحها ، فيخيل اليها ان الرأسمالية يمكن أن تزول بدون نضال ، وهكذا تكون النزعة الاصلاحية ضد الثورة لانها تدعو الى ترقيع النظام المنهار للتفريق بين طبقة العمال وإضعافها والابقاء على سلطة البرجوازية ، ضد إزالة هذه السلطة بواسطة الثورة ..
فلا يجب إذاً الثرثرة بصدد العمل الشعبي ، بل تعلم إثارة أدنى صور الإجتماع الشعبي وتنظيمها ومساعدتها ، كي نصل بمساعدة البروليتاريا الى أسمى صور النضال الطبقي .
قلنا أن التحولات الكمية الطفيفة تؤدي الى تحولات كيفية أساسية ، وهذا يعني أنه لايمكن فصل الكمية عن الكيفية وإن الفصل بينهما يصبح أمراً إعتباطياً ..
لأن الحقيقة هي كمية وكيفية في نفس الوقت ..
يجب أن ندرك جيداً أن التحول الكيفي هو إنتقال من صفة الى أخرى ، فتصبح صفة (السائل) صفة (غاز) حين يبلغ السائل درجة حرارة معينة ..
كذلك لا يمكن فصل الكمية عن الكيفية في الرياضيات ، لأن الكمية دائماً هي كمية شئ معين ، وهي كمية لنوع معين ...
مثال ...
تعيق علاقات الانتاج الرأسمالية في وقت من الأوقات نمو قوى الانتاج الكمي ، أو تؤدي الى تقهقرها ، ويتم تحول علاقات الانتاج كيفياً بجعل قوى الانتاج إشتراكية فتزدهر بذلك من جديد ، ونتيجة لذلك تنمو قوى الانتاج نمواً كيفياً كبيراً ...

الخلاصة
ــ ميزة الجدلية الاولى هي .. الترابط
ــ لا معنى للعلم إلا بقدر خدمتهِ للانسانية جمعاء .
ــ لا يمكن تفسير أية ظاهرة من ظواهر الطبيعة إذا ما نظرنا إليها خارج الظواهر المحيطة بها ، ويمكن فهمها فقط من خلال علاقتها بتلك الظواهر ..
ــ لن نستطيع القيام بإكتشافات علمية إذا ما إعتدينا على القانون الأول في الجدلية ، وفصلنا الظاهرة التي ندرسها على الظواهر المحيطة بها ..
ــ يجب على الثوري أن يدرك الوقائع في حقيقتها ..
ــ ميزة الجدلية الثانية هي .. كل شئ يتحول
ــ الجدلية لا تفكر بالظاهر .. بل الأشياء في حركتها
ــ التغيير صفة لازمة للأشياء وهي الصفة الثانية للجدلية
ــ الواقع الموضوعي هو حركة ، فالمادة حركة والحركة مادة ..
ــ تشمل الحركة كل أشكال المادة ووجودها ..
ــ المجتمع أيضاً يتحول ، ومثلما حلت الرأسمالية محل الاقطاعية فإن الاشتراكية تحل محل الرأسمالية وهذهِ صفة جوهرية في المادية الجدلية ..
ــ ليست الماركسية عبارة عن مجموعة من الوصفات التي تصلح لكل زمان ومكان بل هي علم التغيير والتحول الذي يزداد قوة مع التجربة ..
ــ الثوري الحقيقي .. هو الذي يتعلم الكثير وهو الجدلي الذي يعمل على تهيئة الظروف الملائمة لتقدم الشئ الجديد ..
ــ ميزة الجدلية الثالثة .. هي التحول النوعي
ــ التحول الكمي .. هو مجرد إزدياد الكمية أو نقصانها
ــ التحول النوعي .. هو عملية الانتقال من صفة الى أخرى
ــ تعتبر الجدلية هذهِ الصفة بين التحول الكمي والتحول النوعي قانون شامل في الطبيعة والمجتمع ..
ــ الإنتقال من الإشتراكية الى الشيوعية هو تحول نوعي يتم دون أزمات ..
ــ يجب دراسة التحول النوعي الذي يتخذه التحول في كل حالة ..
ــ التحول النوعي مشروط بالتحول الكمي ..
ــ الإحساس .. هو إنعكاس جزئي للواقع يتحول بفعل التكرار الى مفهوم وتحدث قفزة في عملية المعرفة ويخرج المفهوم الى الوجود ..
ــ الإنتقال من الكيفية القديمة الى الكيفية الجديدة هو في الغالب تقدم ..
ــ الإحساس صورة سفلية للمعرفة ، والمفهوم صورة عليا للمعرفة ..
ــ إن الثورة تقوم بالإنتقال من السفلي الى العلوي ، لأنها تقوم بالتوفيق بين متطلبات قوى الانتاج وبين النظام الإقتصادي للمجتمع ..
ــ من المهم أن لا نفصل بين بين الجانب الكمي والجانب الكيفي ، في الحركة الاجتماعية بل يجب النظر الى ترابطهما الضروري ..

مختصرات من كتاب
اصول الفلسفة الماركسية
جورج بوليتزر



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختصرات في الماركسية 2
- مختصرات في الماركسية 1
- أغصان الشر 1
- أشباح إنسانية تائهة ...
- اليسار العالمي ... وقمة كوبنهاجن
- جائزة نوبل ... وتجّار الحروب
- شعاع رقيق من النور ...
- جدار برلين .. بين ترميم وتهديم الحقائق التاريخية
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 3
- متى يكون الأديب ضميراً للأمة ..؟
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 2
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 1
- العراق والطريق للتخلص من دولة الفشل ...
- وجهة نظر في الأحداث الايرانية ...
- الصراع بين الدين والعلمانية في الولايات المتحدة ..
- شهود يهوه .. ظاهرة جديدة في المجتمع العراقي
- الأيادي الصفراء للرأسمالية ...
- التأثيرات السلبية لألعاب الكومبيوتر على الطفل ...
- النظام لا يزال حديديّاً ...
- أحباب في العالم الآخر ...3


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - مختصرات في الماركسية 3