أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - الحائط : قصة قصيرة














المزيد.....

الحائط : قصة قصيرة


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:46
المحور: الادب والفن
    


زوجتي روت لي هذه القصة الطريفة، عن أمها، عن أصحاب العلاقة مباشرة، وهم من معارفها وجيرانها في آن واحد.‏ هشام... العريس في حي الصالحية الدمشقي المعروف. وهو شاب في الثلاثين من عمره، يميل إلى السمنة والاعتدال في الطول، تربّى في جوّ تقليدي عادي... محافظ إلى حدّ ما. وهو من أسرة متوسطة الحال مادياً واجتماعياً. وتمكن هشام من متابعة دراسته، والتخرج كمهندس ميكانيكي، ونجح في الحصول على عمل أيضاً، استطاع شراء شقة من غرفتين وصالة.. وأثثها خلال سنوات قليلة.. أما اهتمامه بالجنس الآخر فقد كان شبه معدوم، بعضهم يعزو السبب إلى طبيعته الخاصة الخجولة والمحافظة.. والمهم أنه لا يعرف إلا القليل عن النساء ومعاشرتهن.‏ ناهد في الخامسة والعشرين من عمرها، لديها محل للحلاقة النسائية، وتملك شقة محترمة في حي كفر سوسة، حيث ولدت وترعرعت في كنف أسرة ميسورة، وناهد تتمتع باستقلال نسبي، وحرية كافية لاتخاذ قراراتها بنفسها، كانت مدلّلة من في أسرتها، ولا ينقصها شيء سوى عريس الهنا.‏ لمياء هي أخت المهندس هشام، وصديقة ناهد، وكانت لمياء تتردد إلى صالون ناهد، كلما رغبت في قصّ شعرها وتسريحه، وكانت ناهد بدورها تزور لمياء في بيتها... وبالتالي تعرف أفراد الأسرة، الأب.. الأم.. الأخوة.. والأخوات وهم بدورهم يعرفونها. ويعرفون وضعها.. وكل شيء عنها... وعن أسرتها....‏ وفي حين أن ناهد لم تلفت انتباه هشام، كانت أم هذا الأخير وأخته تفكران في تزويجه بناهد. وأطلعتا الأب على الفكرة، فوافق دون تردد، لأنه كما قال عن ناهد:‏ بنت مكملة... لا ينقصها شيء.... جمال ومال وأصل....‏ طرح الأهل الفكرة على المهندس هشام، فوافق، وفي اليوم التالي زاروا بيت ناهد، وتولت لمياء جسّ نبض ناهد واستطلاع رأيها بالموضوع، تجاوبت ناهد، ووافقت، وتم الاتفاق على فتح الموضوع مع أهل ناهد بعد يومين.‏ اجتمعت الأسرتان.. وقرأ الجميع الفاتحة.... بمناسبة الخطبة.‏ واتفقا على "كتب الكتاب" خلال أسبوع، وبعد مفاوضات شاقة اتفق على أن يكون معجل الصداق مائة وخمسين ألف ليرة، ومؤجله مائة ألف فقط، وقد تم كل هذا في حينه.‏ وعرف من بعض المتطوعين لتسقُّط أخبار الناس، أن العروس كانت تبغي استكمال كسوة شقتها من معجل المهر، بعد أن تحصل عليه نقداً من عريس الهنا، وكانت تنظر إلى الزوج من وجهة نظر العرض والطلب وتقلبات سوق العرسان، الذي يبعث على التشاؤم.‏ أما عن رؤية أهل العريس، فلم تبتعد كثيراً عن الفلسفة السابقة، وكانوا يرون في ناهد صفقة رابحة.. لا تكلفهم كثيراً.. لأنها بنت منتجة، وصاحبة ملك... إضافة إلى كونها جميلة...‏ العريس والعروس تحابّا، بعد عشرة وألفة. أمضيا معاً أوقاتاً حلوة، وسهرات لطيفة، نسيا خلالها توجيهات الأهل وتوصياتهم ونصائحهم المعروفة.‏ قالت ناهد مازحة:‏ - سأحضر معي ليلة الدخلة قطاً.. لأقطع رأسه...‏ أجاب هشام مازحاً:‏ - وأنا سأحضر نَمِراً، لأقطع رأسه ليلة الدخلة... وسأدوس قدمك، عندما ندخل الغرفة...‏ وبمشقة ابتسمت ناهد.. وقالت في نفسها:‏ - سنرى من سيربح المعركة..‏ ثم قالت بصوت واضح:‏ - لم ترني شقتك!!‏ - شقتي؟! قولي شقتنا...‏ ذهبا إلى شقة العريس، دخلا... عاينت ناهد الشقة بشيء من اللامبالاة.. سألها هشام:‏ - ألم تعجبك؟‏ قالت:‏ - الفرش معقول.. والشقة لاباس بها مؤقتاً... سنغيرها لاحقاً، نستبدل بها شقة أكبر وأفضل ...ولكن...‏ - ولكن ماذا حبيبتي... نهودتي؟!!‏ - من الأفضل أن نلغي الحائط بين الغرفتين، لدمجهما...‏ - لا أفهم...‏ - تصبحان غرفة نوم واسعة... مريحة.. وعصرية... هكذا أفضل..‏ - غير معقول!‏ - حالياً تكفينا غرفة نوم.. وصالون...‏ - تمزحين؟!‏ - أبداً.. تلك رغبتي وإرادتي...‏ - أنا تعجبني شقتي هكذا...‏ - ماذا؟ أليست شقتي كما هي شقتك؟! ألست من سيعيش فيها؟! أنا سيدة المنزل.. ومايريحني عليك أن تفعله..‏ - أرجوك ناهد...‏ - هذا آخر كلام عندك...‏ - نعم.. الشقة ستبقى على حالها.. أنا رجل البيت، وصاحب القرار الأول والحاسم بشأنه، ما أريده وأقوله، هو ما يجب أن يتمّ...‏ -لا.. أنت غلطان جداً.. إنك لم تشترني.. أنا لست عبدة عندك... ولن أكون...‏ - أنت زوجتي الآن..‏ - لا... لم أصبح زوجتك بعد... ولن أدعك تتحكم بي... مازلنا على البَّرْ...‏ - ناهد...‏ - هشام... لنعد من حيث أتينا...‏ ...تفاقمت المشكلة... وتفرعت، واتسعت دائرة الصراع لتشمل أهل العروسين، فقد تمسك كل فريق بموقفه... ورفض أي تنازل وتفاهم... وضاعت هباءً كل محاولات التوفيق، وإصلاح ذات البين بين الفريقين المتصارعين، وبقي الجدار الفاصل بين الغرفتين، جداراً فاصلاً بين طرفي النزاع...‏ وبعد التهديدات، والتحديات المتبادلة، حسم الأمر بإرسال ورقة الطلاق للعروس، التي حاولت كسر كلمة العريس، وقطع رأس القط في ليلة الدخلة بوقت مبكر.‏ أهل العروس جنّ جنونهم... ولم يطل الوقت حتى رفعوا الراية البيضاء، وأعلنوا التوبة والطاعة، وسعوا جاهدين لإعادة زجاج الحب المكسور دون جدوى.‏ ‏



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيف : قصة قصيرة
- قصائد قصيرة -3
- أفكار حول القصة القصيرة
- (2 ) قصائد قصيرة
- دعدوش : قصة قصيرة
- أنا والآخر : مقال
- الانتصار : شعر
- لم أكن أتألم
- الأمير: شعر :
- - 1 - قصائد قصيرة
- سرقة: شعر
- قصيدةشعرية
- خلل فني طارئ : قصة قصيرة
- روبوت : قصة قصيرة
- -الناسك- قصة قصيرة
- شعر: إشاعة
- مفهوم الشرعية حول قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت
- الماركسيون اللا ماركسيون
- من الماركسية المحافظة إلى العلمانية
- الدمّية


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - الحائط : قصة قصيرة