أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي الأسدي - المساعي الأمريكية لأحتواء أزمة - قرار الاجتثاث -















المزيد.....

المساعي الأمريكية لأحتواء أزمة - قرار الاجتثاث -


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 20:15
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


قد لا يتفهم الرئيس أوباما وغيره من المسئولين السياسيين في العالم الأسباب الكامنة خلف ردود الفعل الغاضبة التي عبرعنها العراقيون العاديون وبعض السياسيين العراقيين تجاه المحاولات الذي قام بها كل من نائب الرئيس جو بايدن والسفيرالأمريكي في بغداد لاحتواء الأزمة الناشئة عن إصدار " هيئة المساءلة والعدالة " قائمة بالممنوعين من الترشح للانتخابات العامة القادمة. وكان بعض النواب والمسئولين الحكوميين قد نددوا بالمحاولة باعتبارها جزء من نية مبيتة من البيت الأبيض لفرض أنصار النظام السابق على العملية السياسية ، والبيت الأبيض يعرف جيدا أن البعثيين من ناصب العداء وما يزال يضع المصاعب في طريق استباب الأمن والاستقرار في البلاد.

أن الجهد الأمريكي هذا ليس بجديد ، والأمريكيون لم يخفوا ذلك وأكدوه في مناسبات عدة ، ولأجل الايفاء بالتزامهم بذلوا جهودا كثيرة لرأب الخلاف بين الاكراد والعرب حول المناطق المتنازع عليها ، وحاولوا إقناع القوى التي بيدها السلطة والنفوذ للدخول في مفاوضات لتقريب وجهات النظر بينهم وبين المعارضة وفي المقدمة منهم البعثيون أنصار الحكم السابق. التدخل الأمريكي في هذه القضية الشائكة يأتي في سياق جهودهم للانسحاب من العراق المقرر له في نهاية 2011 ورغبتهم في عدم ترك العراق يغرق في أزماته الكثيرة ، بل على العكس يرغبون رؤيته وقد تمتع بالاستقرار والأمن قبل مغادرتهم أراضيه ، شعورا منهم بأنهم ارتكبوا أخطاء كثيرة سواء بالمبررات التي ساقوها لشرعنة حربهم أو في عمليات إعادة بناء النظام السياسي والاداري في البلاد.
إن ما يبذلوه في هذا الاتجاه يندرج في آليات سياستهم الخارجية اعتمادا على بديهة أن " ليس هناك صداقات أو عداوات دائمة ، بل هناك مصالح دائمة " وبالتالي فإن ما بين القوى السياسية الحاكمة والبعثيين هو عداوات نشأت في الماضي ، وتقتضي المصالح الدائمة أن يتجاوزها الفريقان لصالح بلدهم. ولأن للأمريكيين نجاحاتهم في هذا المجال ، فإنهم لا يجدون سببا لعدم الأخذ بهذه البديهة في العراق والعمل وفقها لانهاء النزاعات القائمة بين اطراف القوى السياسية التي تكبد الاقتصاد والمجتمع تكاليف باهظة. لكن السؤال هو ، هل أدرك البعثيون من أنصار النظام السابق المصالح الحقيقية لبلادهم ، وإذا لم يدركوها بعد ، فهل الجانب الأمريكي قادر على إقناعهم بذلك ، في حين ترى القوى السياسية الحاكمة أن الوقت لم يحن بعد للجلوس مع أنصار النظام السابق لكونهم لم يعربوا بعد عن اعتذارهم عن ماضيهم الدموي ومعاداتهم للنظام الجديد ، ولأنهم غير معنيين بالمصالح الوطنية لبلادهم بقدر حلمهم بالسلطة ، وأن أية مساع حميدة من طرف ثالث سيستخدمونها كوسيلة للانقلاب على الديمقراطية وإعادة الديكتاتورية.

تاريخ الأمم وبالأخص التاريخ الأمريكي للقرنين الماضيين يزخر بتجارب كثيرة عن تحويل العداوات إلى تعاون بناء ومصالح دائمة ، فالعلاقات الأمريكية اليابانية ، والأمريكية الألمانية ، والأمريكية الروسية ، والأمريكية الصينية تعتبر نموذجا حيا للمصالح الدائمة ومنافعها على طرفي المعادلة. كان هذا في السياسة الخارجية ، أما في السياسة الداخلية ، فللأمريكيين دروسهم أيضا تصلح لنا ولكثير من المجتمعات لاستنباط العبر حول كيفية تغيير العداوات إلى مصالح دائمة. فالحرب الأهلية الامريكية التي استمرت عقودا طويلة حصدت خلالها عشرات الآلاف من الأرواح قبل أن تتوقف ويعقد الفرقاء عهود السلام والتعاون ، ومثال آخر هو حركة الحقوق المدنية للسود في أمريكا التي انتزعت النصر من الساسة العنصريين وفرضت حقوقهم الانسانية كمواطنين متساوين ضمن الأمة الأمريكية المتعددة الأجناس واللغات والأديان والألوان والثقافات والأصول الإثنية.
لا اعتقد أن الأمريكيين مطلعين بما يكفي على الإرث الدموي والمشين لأنصار النظام السابق ، أو مدركين لعمق الشروخ التي أحدثها حزبه الفاشي في وجدان وكرامة وذاكرة أكثرية العراقيين ، وبالأخص منهم أعضاء وأصدقاء وجماهيرالحزب الشيوعي العراقي وكلا من الطائفة الشيعية والأكراد. هناك قول مأثور مفاده " يعرف النار جسم من عاناها " يلقي الضوء على الغضب الذي جوبه به تدخل الأمريكان في ملف الاجتثاث ، ومن خلاله ينبغي النظر لمدى وواقعية تجاوز العداوة التي زرعها ذلك النظام القاسي وحزبه. فالشعب العراقي وخاصة ذلك الجزء الذي وقع عليه القسط الأكبر من الظلم والتمييز لم يلمس من أنصار ذلك النظام أي بوادرعن شعور بالذنب لما اقترف من جرائم بحقهم ، وما زالوا يمجدون تلك الحقبة ورموزها ويرفضون الاعتذار عن ماضيهم. وهذه الحقيقة هي مصدر المخاوف التي عبر عنها ممثلو أكثر التيارات السياسية في العراق ، كرد فعل على قرار الهيئة التمييزية الذي حاول إلغاء قرارات " هيئة المساءلة والعدالة " تمهيدا للسماح لأنصار النظام السابق بالترشح للانتخابات والدخول في العملية السياسية التي يجاهرون بمقاومتها بكل وسائل العنف .

لقد عبر عن هذه المخاوف رئيس جمهورية العراق السيد جلال طالباني في كلمته أمام المؤتمر التنظيمي لجامعات كردستان في 7 / 2 / 2010 قائلا: «إن البعثيين ظهروا مجددا، وتشكل عودتهم إلى العملية السياسية في العراق خطرا كبيرا، وأن مساعيهم الحالية تهدف إلى كسب تعاطف الرأي العام العربي والقيام بانقلاب عسكري في العراق». كما أصدرت رئاسة اقليم كردستان بيانا جاء فيه : «إن قرار الهيئة التمييزية بإلغاء قرارات هيئة المساءلة والعدالة والسماح لجميع المستبعَدين بالمشاركة في الانتخابات، قرارغير صائب وغير مدروس من حيث مضمونه ، وتكمن فيه اعتبارات سياسية. لقد كان يتوجب على الهيئة التمييزية أن تنظر في الطعون المقدمة إليها إلى جانب دراستها لخلفية الأسماء المشمولة بقانون المساءلة والعدالة قبل اتخاذ هذا الموقف ومنحها حق المشاركة لهؤلاء في الانتخابات، لأن القائمة التي أعدتها هيئة المساءلة والعدالة تضم أشخاصا ضالعين في أعمال جرمية ضد أبناء الشعب العراقي، كما تضم آخرين أيضا لهم مواقف سياسية معينة».

وكنتيجة لتداعيات قرار الهيئة التمييزية خرجت مظاهرات جماهيرية في البصرة وبغداد وكربلاء والنجف تندد بالقرار وترفض السماح لأنصار النظام السابق من البعثيين في الترشح لانتخابات مجلس النواب. وقد ذهب مجلس محافظة كل من البصرة وكربلاء أبعد من ذلك ، حيث هددوا باعتقال البعثيين أو طردهم من مناطق سكناهم ومن وظائفهم. لكن الهيئة التمييزية بعد يومين من التجاذبات بين المؤيدين والمعارضين لقرارها تراجعت وقررت دراسة الطعون ومن ثم إبداء رأيها النهائي. لكن الضرر قد وقع رغبت " الهيئة التمييزية : أم لم ترغب ، فقد تعمق الخلاف بين الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات بشكل لم تشهده العملية السياسية من قبل ، وبخاصة بين القائمة العراقية التي تضم العدد الأكبر من المشمولين بالاجتثاث وبين الحكومة العراقية وقائمتي الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون ، متهمة إياهم بالوقوف وراء ما صدر عن " هيئة المساءلة والعدالة " من قرارات.

ما نود تأكيده هنا ، أن إبداء حسن النية والاعتراف بالآخر كند كامل الحقوق غير ممكن في الحالة العراقية قبل أن يبدي الآخر أسفه واعتذاره للشعب ، ويتعهد بنبذ العنف وأسلوب التآمر ، ويعلن عن إيمانه بالديمقراطية وصناديق الاقتراع كأسلوب لكسب ثقة وتأييد الشعب لبرنامج عمله ونشاطه السياسي. بدون ذلك يتعذر دفن الماضي ونسيانه ، وأي مصالحة وطنية تقام على غير هذه القاعدة محكوم عليها بالفشل.
علي ألأسدي
7 / 2 / 2010



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عودة للبعث الصدامي... قولوا ذلك ولا تترددوا...؛؛
- السيد مقتدى الصدر ...وخطوطه الحمراء....؛؛
- بعد خراب البصرة... بريطانيا تعترف بالخطأ...؛؛
- أيها الناخب تذكر هذا .. قبل أن تمنحني صوتك....؛؛
- - هيئة المساءلة والعدالة - أم -هيئة العمل بالمعروف والنهي عن ...
- كوبونات النفط .. والضمائر المنتهية الصلاحية في العراق الجديد ...
- الحكومة العراقية والمعارضة ... في قفص الأتهام...؛؛
- مراجعنا السياسية والدينية الشيعية والسنية... لا ترد على الإس ...
- السيد نوري المالكي...والفرص الضائعة...؛؛
- عرب الجنسية ... والفرس المجوس...؛؛
- مغزى زيارة كربلاء .. وسانتياغو دي كومبولا .. وذي الكفل...؟؟
- نوري المالكي وعبد الكريم قاسم ... دروس وعبر...؛؛
- حرمان الأقليات العراقية من حقوقها...دليل إفلاس سياسي فاضح .. ...
- العلاقات العربية / الكردية ... وحق الانفصال عن العراق ...؛؛
- السيد أياد جمال الدين ...أخشى عليك من كواتم الصوت...؛؛
- جرائم الشرف بحق المرأة.. مخلة بالشرف.... ؛؛
- هل لاحظتم .... كأن اليوم العالمي للطفل...يوم حداد في العراق. ...
- عقود النفط العراقية الأخيرة...علامات استفهام كبيرة....؛؛
- من أين نبدأ... يا سيادة رئيس وزراء دولة القانون...؟؟
- قانون الانتخابات المعدل..نهج صريح لاقصاء الر أي الحر...؛؛


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي الأسدي - المساعي الأمريكية لأحتواء أزمة - قرار الاجتثاث -