|
من بريدنا الالكتروني2 / التغريب عن الأوطان
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 18:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من نشرة : Secular Dialogue يوم 23-1-2010 القائمون علي هذه النشرة . أعجبهم مقال لكاتب فاضل . فأذاعوه في نشرتهم . ولأن المقال لا يعبر عن الحال في سوريا وحدها . لذا رأينا اطلاع القراء عليه – ممن لم يقرأوه من قبل – مع الشكر مقدما . للنشرة ، وللقراء : -- المؤسسات الامنية العربية - الامن السوري مثلا - تصنع الخوف لا الأمن الراي : أخبرني أحد الأطباء السوريين الذين يعملون في فرنسا خلال صدفة جمعتني به منذ أيام في مقهى دمشقي، وهو بالمناسبة يعد أحد أبرز وأمهر الأطباء هناك، أنه يتابع كل ما يُكتب في الشؤون الثقافية والسياسية العربية، خصوصاً ما يتعلق في الشأن السوري، ويقرأ ويتابع حتى «التفاصيل التافهة» التي لها علاقة بسورية، لأنه لم يستطع أن ينسى، ولو ليوم واحد، بلده رغم الأعوام كلها التي قضاها في فرنسا، ورغم النجاح كله الذي حققه. لكن وجه هذا الطبيب يكتسي لوناً وتعابير جديدة حين يتحدث عن سفره كل عام أو عامين إلى سورية. أخبرني متأثراً: «أشعر بالخوف والقلق في كل مرة أسافر إلى الشام. أخاف أن أذهب وألا أعود، وحين أصل إلى مطار دمشق يزداد خوفي وقلقي. أشعر أن الدقائق أصبحت ساعات طوال، وأشعر في ارتفاع فجائي بضغط الدم، مما يضطرني، لأن أبتلع حبة مهدئة قبل النزول من الطائرة». وعندما سألته فيما لو كان هناك أي «وضع أمني» له عند الأجهزة الأمنية هو ما يجعله يشعر بالخوف؟ أجابني بالنفي قائلاً: «ما يخيفني هو نظرات الشرطة وعناصر المخابرات المليئة بالشراسة والتشكيك والحقد، وطريقة معاملتهم مع المواطنين القادمين من بلاد غربية، أو حتى بلاد عربية، أو الذين يقيمون في دول بعيدة وحصلوا على جنسية تلك البلد، ثم التدقيق المبالغ به والأسئلة الغريبة العجيبة. إن ذلك كله يثير الخوف ويبدد الحنين الهائل للشام والأهل والأقارب. أحس أنني مثل خروف صغير وسط قطيع من الذئاب الجائعة والشرسة، وقبل أن تنتهي إجازتي القصيرة، أفكر مرة أخرى في المطار وهل سأجتاز المحنة وأطير عائداً الى عيادتي في فرنسا أم أن كل شيء سينتهي، وحين تقلع الطائرة من مطار دمشق ونصبح في السماء، وأتأكد أنني بت بعيداً عن أعين عناصر الأمن، أتنفس الصعداء وأشعر أنني خرجت من زنزانة كبيرة إلى قمة جبل عال... إن ما ينغص عليّ حبي وشوقي لبلدي وأهلي هو هذه الهواجس والكوابيس الفظيعة، ولك أن تتخيل كم هي سعادتي حين أصل إلى مطار شارل ديغول أشعر بسعادة وأمان لا يوصفان حين أرى عناصر الأمن والموظفين الفرنسيين في المطار الذين يقابلون الجميع بالابتسامات». هذا اللقاء مع هذا الطبيب وما باح به من شجون جعل أسئلة كثيرة تقفز إلى ذهني، مثل، لماذا يخاف الإنسان من وطنه، ولماذا يتحول الوطن إلى مرادف للخوف، وهل سيستمر هذا الخوف وإلى متى؟ هذه الأسئلة عن الخوف أحالتني إلى أسئلة عن مفهوم الأمن في بلادنا، لدرجة أن بعض المفكرين اعتبر أن أكبر المخاطر التي تهدد بلداً ما هو مفهوم نظامها السياسي عن «الأمن»، وكان يقصد مركب الأجهزة والوظائف الأمنية المكلفة بتحديد الأخطار والتغلب عليها أو تفاديها. ففي الحال السورية وطوال الربع قرن على الأقل كانت الأجهزة الأمنية في خدمة النظام الذي رعاها ودللها وكبرها إلى درجة أنها تريد اليوم أن يكون النظام السياسي والمجتمع ذاته في خدمتها... لقد دفع الشعب السوري منذ العام 1958 وإلى اليوم كلفة باهظة ثمناً لهذا الوحش «الأمن»، وثمناً مادياً، وثمناً بشرياً، لا بل ان المفهوم القاصر عن الأمن والسلامة الوطنية كاد أن يفتك بالدولة ذاتها منذ أعوام قليلة نتيجة ما حصل في دولة عربية. إن أخطر ما في ذلك هو غياب مفهوم الأمن الوطني السوري. نقصد أننا نملك أجهزة متضخمة للأمن من دون أن نملك مفهوماً فكرياً أخلاقياً عاماً للأمن الوطني يضع سورية - الدولة وحدودها وسلامة المجتمع لا النظام والأشخاص في مقدمة أولوياته. في الواقع القائم الحالي هناك نظرية ومفهوم واحد للأمن تطابق بين أمن سورية وأمن النظام، لذلك فإن خصم النظام والمختلف معه هو خصم سورية كلها ومهدد لأمنها، من هنا تم تجريم المعارضة وتم وضع المواطنين دوماً في دائرة الشبهة... ولهذا السبب كان ذلك الطبيب السوري يشعر بالانقباض لدى وصوله إلى مطار دمشق أو ساعة انتظاره في القاعة إلى حين أن يغادر... زين الشامي كاتب سوريش --- تعقيب - لصلاح محسن - : عقب محاضرة ألقاها بالانجليزية عالم الاجتماع والشخصية المصرية والدولية المعروفة - د . سعد الدين ابراهيم – علي هامش زيارته لكندا . منذ حوالي 4 سنوات . في مونتريال .. كان من بين الحضور سيدة مهاجرة لكندا ( السيدة : د ) .. وجهها الأسمر كأنه منقول من الرسوم الموجودة علي جدران معبد فرعوني . يفصح عن هويتها . علقت باللهجة المصرية قائلة : " أنا لا أشعر بالغربة عن مصر الا عندما أكون في زيارة لمصر " . !!! حقا .. هذا ليس مجرد اغتراب عن الوطن يمكن التخفف منه فور الوصول لأرض بلادنا الأم . كلا وانما هو تغريب .. عن الأوطان حتي لمن يسكنون بداخلها . انها أوطان ليست لشعوبها .. بل للحكام الطغاة ولمن يساعدونهم ولمن يحمونهم ولمن ينتفعون من استمرار وجودهم بالسلطة . -- واسمحوا لنا بأن نضيف لما سبق .. تعليق علي مقالنا السابق " المرشد الجديد للاخوان المسلمين " . لكون التعليق ينسجم تماما مع موضوعنا اليوم . لذا رأينا اضافته: مساء الخير أستاذ صلاح أكتب لأشكرك على مقالك الهادئ الجميل .. وأود ان أؤكد لك أن فى كل ثقب اليوم فى مصر رجل " بتاع الأمن " يرشد عن زملاءه ويستمتع ببعض المميزات .. وانا شخصيا أرى هذا النموذج القذر معنا فى جهة عملنا وهى جهة حكومية .. كذلك جهاز الرقابة الادارية يراقب تليفوناتنا المحمولة وتليفونات المكاتب ولا نعلم قد يكون المنازل أيضا ... ويطلعون على أسرارنا الشخصية من خلال هذه المراقبة لكى يبتذونا فى وقت من الأوقات لضمان الطاعة ...... مصر فسدت تماما يا أستاذ صلاح ... بسبب الدين الزفت الذى استخدم كسلاح فى يد دولة مستبدة وحكم ديكتاتورى قذر ونصف مجتمع مشلول والنصف الآخر يجرى على أكل العيش بوسائل أقرب للصوصية منها للإجتهاد ...... شكرا لك على المقال .. وجدت أن باب التعليق مغلق فأحببت أن يصلك إتفاقى معك بالراى فى كل كلمة جاءت بمقالك .. شكرا جزيلا لك .... فاتن = وشكرا لك سيدتي ********** والي حلقة أخري من بريدنا الالكتروني = ===== =
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرشد الجديد للاخوان المسلمين
-
حق الرد علي مقالنا - ايران بين عمائم الملالي وحجاب مريم رجوي
...
-
كرة القدم / هل هي رياضة ؟!
-
من بريدنا الالكتروني -1
-
الناس والحرية 48
-
حوارات - 2
-
الناس والحرية 47
-
جهود التنويريين الي أين المصب ؟
-
حوارات -1
-
بل انتشر بالسيف في آسيا ايضا
-
مع القراء - تعليقات وردود
-
الجدار العازل / شهادة فلسطينية
-
مذبحة نجع حمادي وظهور العذراء
-
وداعا .. عدلي ابادير
-
الجدار العازل ويأجوج ومأجوج
-
فول وهامبرجر
-
فول وفلافل
-
فول و بيتزا
-
ايران . بين عمائم الملالي وحجاب -مريم رجوي - ! 2/2
-
ايران . بين عمائم الملالي ، وحجاب -مريم رجوي - 1/2
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|