سالم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 18:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في يوم ما من الأيام وعبر إحدى المحطات الفضائية العريقة التي لا يحضرني اسمها الآن, قررت أن أسبق الزمن وأكمل مسيرة أجدادي النيرة التي حملت عبر التاريخ مشاعل النبوة والهداية, وأحقق ما عجزت عن تحقيقه دول العالم مجتمعة من انتصار مدوي يشبع رغباتي وغروري وأنال جائزة نوبل للسلام ويضاف أسمي لقائمة العظماء، فدعوت خوري وشيخ وحاخام إلى لقاء تلفزيون نتحاور من خلاله حول التعايش السلمي بين الأديان واليكم تفاصيل هذا الحوار الذي كان مصيره……
أنا: أعزائي المشاهدين والمستمعين والقارئين أهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من حوار الأديان, يسعدني أن يشاركني هذا اليوم سماحة الشيخ عبد المعطي وغبطة الأب باسيليوس وسيادة الحاخام مائير, كل واحد جاء مندوباً عن الملة التي يمثلها. في البداية اسمحوا لي أن ….
الشيخ مقاطعاً: بالصلاة على النبي.
أنا: أوقف التصوير…. صلي على النبي فضيلتك … لا أحد يمنعك.
الشيخ: الكل يجب أن يصلي على النبي, وإن لم تصلوا على النبي لن أكمل معكم الحوار وأعلن انسحابي الفوري.
أنا: من تريد منا أن يصلي على النبي أنا الملحد أم هذا النصراني أم ذاك اليهودي؟ يا فضيلة الشيخ نحن جئنا هنا كي نتحاور لا لنتقاتل.
الشيخ: أحسنت كي نتحاور لذلك سمعونا الصلاة على النبي حتى يتبين لنا صدق نواياكم.
جميع المحاولات لم تقنع شيخنا الجليل لذلك توجهت إلى الخوري والحاخام, وبعد جهد جهيد أقنعتهما أن يتمتما فقط ولا داعي للصلاة على النبي، ثم عدنا للتصوير من جديد.
أنا: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في حوارنا هذا حول الأديان ونبدأ ...
الشيخ مقاطعاً: بالصلاة على النبي (غمزت بعيني للحاخام و الخوري كي يتمتما) وبعدها تابع الشيخ قوله: زيدوا النبي صلاة. ومرة اخرى أشرت لهم بيدي كي يكررا التمتمة. ثم تابع الشيخ قوله: الفاتحة على نية التوفيق.
أنا: أوقف التصوير… يا سماحة الشيخ هل سنقضي يومنا بالصلاة على النبي والفاتحة… نريد أن نتباحث!
الشيخ: وما جئت هنا إلا لنتباحث وما المشكلة لو قرأوا الفاتحة؟
أنا: انهم أعاجم لا يفقهون اللغة العربية كيف سيقرأون الفاتحة؟
الشيخ: أستغفر الله العظيم أنا لا أتكلم سوى اللغة العربية, لغة القرآن وأهل الجنة لا أتعامل مع لغة الفرنجة.
أنا: يوجد مترجمين فوريين في البرنامج لا داعي للتحدث بلغتهم تكلم بلغتك.
الشيخ: كلا...وألف كلا دعهم أولاً يتعلمون لغة القرآن ثم نحاورهم.
أنا: في حوارنا هذا لا نريد أن نبين من دينه أفضل, فقط نريد أن نجد لغة مشتركه للتعايش السلمي المشترك بين الديانات الابراهيمية.
يبدو أن سماحته تقبل الموضوع وعدنا إلى التصوير من جديد.
أنا: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في حوارنا هذا حول الأديان ونبدأ....
الشيخ مقاطعاً: بالصلاة على النبي... زيدوا النبي صلاة ... الفاتحة على نية التوفيق اليوم أقرأها وحدي لكن في المرة القادمة نقرأها سوياً
أنا: لا عليك يا سماحة شيخنا أقرأها أنت اليوم وغداً فرج.
بدأ الشيخ بقراءة الفاتحة ثم توقف فجأة وهو يصرخ: ما هذا...ما هذا... كيف دخل هنا وهو يضع الصليب على صدره؟
أنا: أوقف التصوير.... يا فضيلة الشيخ الصليب رمز المسيحية كيف بالله عليك تريد منه أن ينزعه!!!
الشيخ: لقد وضعه خصيصاً كي يستفزني ويجرح مشاعري ويطعن في ديني... لا أستطيع أن أنظر إليه ...
أنا: يا أخي... يا عزيزي ... يا سماحتك نحن في دولة علمانية نحترم جميع الآراء والمعتقدات, نسمح له بالصليب كما نسمح لك بالعمامة ونسمح أيضاَ بنجمة داوود.
الشيخ: حسناً..لماذا إذن سويسرا رفضت بناء المآذن وهي دولة علمانية؟ بينما نحن نتعايش مع جميع الأديان بمحبة وتسامح!
أنا: يا فضيلة الشيخ أنت الآن تحتج على صليبه وهو في دولة علمانية, فكيف في بلدك؟
الشيخ: نعم. قلت نتعايش بتسامح ولم أقل ديمقراطية, هذا الصليب ضلالة وبدعه النصارى المشركين بالله.
أنا: يا فضيلتك لو سمحت بعد إذنك سنعكس الكراسي بحيث يكون ظهرك للحضور فلا تشاهد الصليب أو نجمة داوود.
الشيخ: أنا لا آمن غدر ذلك اليهودي.
أنا: لا عليك سأحضر أربعة رجال أمن يقفون بينكم.
جلس الشيخ الجليل وظهره للحضور ووقف رجال الأمن حول الشيخ وتابعنا التصوير.
أنا: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في حوارنا هذا حول الأديان ونبدأ....
الشيخ مقاطعاً: بالصلاة على النبي... زيدوا النبي صلاة... الفاتحة...
أنا: نبدأ لقائنا بسؤال نوجهه إلى سيادة الحاخام حول دور الأديان....
الشيخ مقاطعاً: هذا هو التمييز والله ضد أمتنا وديننا الحنيف من قبلكم أيها الملحدين والعلمانيين الكفرة, أنا ارفض أن تكون كلمة أبناء الخنازير والقردة قبل كلمتنا.
أنا: أوقف التصوير لو سمحت.... يا فضيلة الشيخ ليس هناك تمييز هذا حوار، سنعطيك الكلمة أيضاً لكن صبرك علينا... ورجائي الحار احترام الشخص المقابل ولا داعي للإهانة والشتم.
الشيخ: أنا أحترم مشاعر الجميع ولكن أنتم لا تحترمون مشاعري فأنا اجلس هنا كإنسان مقموع, لا أحد يتحدث إلي.
أنا: يا فضيلة الشيخ من لا يحترم مشاعرك؟ قبل قدومك إلينا اشترطت أن يكون هناك مسجد في الفندق فعملنا لك مسجد, ثم قلت انك لا تريد أن ترى نساء عاملات خوفاً على نفسك من الفتنه فسرحنا جميع الفتيات من الفندق, كما أخلينا الفندق من المشروبات الكحولية بناءاً على رغبتك, وحجبنا جميع النساء اللواتي يمرن بشارع الفندق أيضاً, فكيف تقول أننا لا نحترمك ولا نحترم مشاعرك؟
الشيخ: نعم لا تحترمون مشاعري فما زالت في الفندق بعض اللوحات والرسومات هي فسق ومجون, والتلفاز بالأمس ولغاية الساعة الرابعة صباحاً وهو يبث مناظراً لنساء كاسيات عاريات.
أنا: يا فضيلة الشيخ هذه لوحات جداريه كلفت الفندق مبالغ طائلة, الا تستطيع غض البصر عنها؟ أما بالنسبة للتلفاز عندك مئات المحطات لماذا استوقفتك تلك المحطة؟؟ ولماذا بقيت للساعة الرابعة صباحا؟
الشيخ: كنت أنتظر آذان الفجر.
أنا: دعنا الان نكمل البرنامج بقي معنا ساعتان وإلى الان لم نسجل شيئاً
الشيخ: موافق شريطة أن أتكلم أنا أولاً.
وبعد أن استأذنت الضيوف عدنا للتصوير من جديد...
أنا: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في حوارنا هذا حول الأديان ونبدأ....
الشيخ مقاطعاً: بالصلاة على النبي... زيدوا النبي صلاة... الفاتحة...
أنا: سماحة الشيخ لو سمحت أن تحدثنا عن دور الأديان في نشر الألفة والمحبة بين الناس؟
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم بعد أن قرأ المعوذتين تابع: "اذا جاء نصر الله والفتح المبين ورأيت الناس يدخلون دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا". وتابع فضيلته "اللهم فرق شملهم, وشتت جمعهم, وفرق كلمتهم واجعل كيدهم في نحورهم....
فعلاً قد استفزني..
أنا: أوقف التصوير لو سمحت يا سيدنا الشيخ, نحن في القرن الواحد والعشرين وأنت مازلت نائم على أبواب مكة خليك معنا الله يخليك, ولماذا كل هذا الكم من الدعاوي على الناس؟
الشيخ: هذا من كيدكم و غيضكم فغدا سينتشر الإسلام في كل بقاع الأرض وترى بأم عينك دخول الناس أفواجاً في دين الله..
أنا: صدقني يا فضيلة الشيخ أن كل دقيقة تكلفنا مبلغ وقدره وخصوصاً أن الاستديو بالأجرة, الرجاء الالتزام بقواعد البرنامج وسنخصص لك حلقة خاصة للدعوة أما اليوم موضوعنا مختلف جذرياً عما تطرح.
الشيخ: إذا كان هذا وعد ليس لدي مانع سنتابع برنامجك.
وعدنا للتصوير من جديد
أنا: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في حوارنا هذا حول الأديان ونبدأ....
الشيخ مقاطعاً: بالصلاة على النبي... زيدوا النبي صلاة... الفاتحة...
أنا: سماحة الشيخ لو سمحت أن تحدثنا عن دور الأديان في نشر الألفة والمحبة بين الناس؟
الشيخ: صلوا على النبي ... ليس هناك شيء اسمه أديان هناك دين واحد فقط وكما قال جل جلاله من لم يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه, لكن هناك حل لإخوتنا من أهل الكتاب فإما أن يسلموا أو يدفعوا الجزية أو السيف بيننا وبينهم.
أنا: أوقف التصوير لو سمحت....يا سيدنا الشيخ يا حبيبي يا قرة عيني نحن لا نشك في إيمانك وبحرصك على دينك, نحن فقط نبحث عن قواسم مشتركة بين الديانات الإبراهيمية للتعايش السلمي الرجاء الالتزام بالموضوع
الشيخ: الإسلام هو الحل فقد جمع الديانات في دين واحد.
أنا: يا سماحة الشيخ الديانات موجودة سواء قبلت بها أو رفضت, فدعنا نبحث عن نقاط تجمع هذه الديانات ولا تؤجج نقاط الخلاف, فها أنت ترى المتطرفين الارهابين في كل مكان ويهددون البلاد الإسلامية قبل الأجنبية.
الشيخ: ديننا لا يعترف بالإرهاب وهو دين الوسطية لا لغو فيه ولا مغالاة.
أنا: ممتاز يا سيدنا الشيخ هذا بالضبط ما نريد أن نسمع في برنامجنا, نحن ننشد العدالة والمساواة بين أتباع هذه الديانات.
وعدنا للتصوير من جديد.
أنا: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في حوارنا هذا حول الأديان ونبدأ....
الشيخ مقاطعاً: بالصلاة على النبي... زيدوا النبي صلاة... الفاتحة...
أنا: سماحة الشيخ لو سمحت أن تحدثنا عن دور الأديان في نشر الألفة والمحبة بين الناس؟
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم .. لو سمحتم لقد حان موعد صلاة العشاء هيا بنا نقيم الصلاة جماعه
أنا: أوقف التصوير لو سمحت ... هل أنت من أهل الدعوة؟ أقم الصلاة وحدك ودع عنك الضيوف.
وبعد إنهاء الصلاة, عدنا للتصوير من جديد..
أنا: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في حوارنا هذا حول الأديان ونبدأ....
الشيخ مقاطعاً: بالصلاة على النبي... زيدوا النبي صلاة... الفاتحة...
أنا: سماحة الشيخ لو سمحت أن تحدثنا عن دور الأديان في نشر الألفة والمحبة بين الناس؟
الشيخ: كيف تريدني أن أناقش من حرفوا كلمة الله ولا يقيموا الصلاة....
يتدخل مخرج البرنامج ويقول: مع الأسف لقد انتهى الوقت المحدد لنا قد نستكمل النقاش في مرات قادمة
يخرج الشيخ وهو يصرخ ويلوح بيديه: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ....جاء الحق ...
#سالم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟