عرس الحرية ..الحقيقة المرعبة

باسم عبد العباس الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 12:56
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

نرى أن الكتل السياسية الفاعلة والمؤثرة مهمتها الأساسية خلق وتكوين المواطن العراقي البصير،الفاعل والعامل لخير شعبنا،كما أن عليها خلق مؤسسات وعادات سياسية ،قادرة على تامين المشاركة الفعلية للشعب في إدارة السلطة.وتلك لعمري مهمة صعبة ،غير أن الديمقراطية ،بالمقابل ليست بالحل السهل. ولنا في قول مونتسكيو: ( أن الفضيلة هي أساس الديمقراطية) ،ويضيف أيضا : (حين تتوقف الفضيلة عن الفعل والتأثير،يدخل الطمع إلى القلوب المعدة لتقبله،ويدخل قلوب الجميع.. لتصبح الجمهورية غنيمة،ولا تعود قوتها إلا سلطة عدة مواطنين،وتحلل الباقي) . وهذا يفسر حال المفسدين في عراق ما بعد انهيار منظومة الدكتاتورية والبعث الفاشي،ومحاولة الأصوليين والراديكالين الإعتداء على حقوق الشعب العراقي ،ودور دول الجوار في المساس بسيادتنا الوطنية مفضوح لمحاولتها استلاب وحدتنا السياسية عن طريق تفكيك وحدتنا الوطنية،والاجهاز على مكتسباتنا الديمقراطية،وأن تاويل عجز الحكومات الثلاث التي تعاقبت على حكمنا في زمن التحولات الكبرى في تأريخنا عن تقدم العراق ورفاهية أبناء شعبنا،لأنها في حقيقة الأمر ضيقة الأفق،متخندقة في تموهات لاتغني ولا تسمن،ولأنها شحيحة الفكر الواقعي،وقليلة الحيلة (لأسباب معروفة) ومعادية في حقيقتها لأمالنا العريضة،نراها راكسة في تفسير وجودها كقلة في السلطة السياسية،من هنا يتضح تقاعسها عن تكملة قوانين الدستور،قانوت الحزاب،قانون منظمات المجتمع المدني،قانون حرية الأعلام،وحتى قانون النفط والغاز أو البناء،ونسيان إقامة دولة مدنية عصرية ،والأصل حيادية وتفعيل سلطة القضاء.
الحقيقة المؤلمة و المؤسفة ،حسبما هو شائع أن القلة الموجهة باتت تتحكم باللعبة السياسية،وهي ما انفكت تحاول الإمساك بها من دون رغبة العراقيين،ويصح هنا كشف تلك الأباطيل،وهنا يصح قول سارتر : ( أن الانسان محكوم بالحرية)،ما يعني أن الشعب العراقي محكوم هو الآخر بالحرية واسترجاع حقوقنا المستلبة،وهو وحده القادر على انجاز تطورنا،وهو الحقيقة لعرس الحرية في الانتخابات المقبلة المرعبة للعناصر المفسدة وللقلة الموجهة.

#باسم_عبد_العباس_الجنابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات