|
عمدة كفر البلاص ( 8 )
محمد سنجر
الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 12:10
المحور:
الادب والفن
عمدة كفر البلاص ( 8 )
( جلس العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يرتشفون الشاي ، طرق أحدهم على الباب ، صاح العمدة ) ـ أدخل . ( دخل عبد الجبار يصرخ ) ـ إلحقنا يا حضرة العمدة ... ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق . ـ مصيبة و حطت فوق راسنا كلنا يا عمدة . ـ قد الكف و يقتل ألف ، ما تخلص و تقول فيه إيه يا وله ؟ ـ عيال أبو شقفة اتكاتروا على ولاد التهامي و فشفشوهم م الضرب . ـ أكيد فيه سبب . ـ عشان عيال التهامي غلبوهم في الكورة . ـ يقوموا يضربوهم عشان الكورة ؟ ( يقاطعهم الدكتور عادل ) ـ المشكلة إن عيال أبو شقفة بيقولوا إن ولاد التهامي كانوا ضربوهم الأسبوع اللي فات برضه بسبب الكورة . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، جرالكم إيه يا بلد ؟ كل ده عشان الكورة ؟ الله يقطع الكورة و سنينها ، روح بسرعة يا شيخ جمعة نادي في مكرفون الجامع و اجمع لي البلد كلتها دلوقتي حالا ، و أنت يا عبد الجبار بسرعة جهز لنا القعدة اللي بره. ـ أمرك يا عمدة . (الشيخ جمعة و عبد الجبار يخرجان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل ) ـ بالله عليك تنفع المسخرة دي يا دكتور عادل ؟ ـ طبعا لأ يا عمدة ، الصراحة الموضوع زاد عن حده و العيال دى لازم تتربى من أول و جديد . ـ ما هو ده بقى اللي أنا ناوي أعمله و مش ها أتراجع عنه أبدا ، منه لله شيخ الغفر و الغفر ، عطلوني بسبب بلاويهم المتلتلة ، يعني الواحد هيلاقيها منين و إلا منين بس ؟ كل ما أرقع في حتة تتمزع من حتة تانية ؟ ـ بجد ؟ الله يكون في عونك يا عمدة ... ( صوت ميكروفون المسجد ينادي ) ـ على جميع أهالي البلد التجمع عند دوار العمدة حالا . على جميع الناس التجمع عند دار أبويا العمدة دلوقتي حالا . ( يبدأ صوت الأهالي و قد تجمهروا خارج دار العمدة ، عندها يدخل عبد الجبار ) ـ الناس اتلمت بره يا عمدة . ـ أنا طالع لهم أنا و الدكتور أهو . ( يمسك العمدة بخيزرانته و يخرج للناس و خلفه الدكتور عادل ، عندها يأتي الشيخ جمعة يقف بجوارهم ) ـ فين ولاد أبو شقفة ؟ ( يرفع بعض الأهالي يدهم عاليا ) ـ تعالوا لي هنا الناحية دي ، و فين ولاد التهامي ؟ ( يرفع البعض أيديهم ) ـ تعالوا لي الناحية التانية هنا ، أولا و قبل كل حاجة ها أسألكم سؤال واحد يا بلد و اللي ها يعرف إجابته الصحيحة ها أديله عجل مكافأة ( يوجه كلامه لعبد الجبار ) إجري هات لي عجل من الزريبة بسرعة يا وله . ( يذهب عبد الجبار ) هيه يا بلد ، مستعدين ؟ ـ أيوة يا عمدة . ـ إيه الهدف م الكورة يا بلد ؟ ( عندها رفع الجميع أيديهم ) ـ قول أنته يا حسنين يا أبو العوضي . ـ إننا نجيب إجوان و نكسب . ـ إجوان إيه يا أبو اجوان ؟ لأ ، غلط يا فالح ، قول أنته ياد يا خميس . ـ الهدف إننا نلعب و نكسب كل البلاد اللي حوالينا و نبقى أحسن بلد بتلعب كورة في البر كله . ـ اتنيل على عينك و أقعد لنا في حتة ناشفة ، مين تاني ؟ ـ أقول أني يا حضرة العمدة ؟ ـ قول يا أبو أليطة . ـ الهدف إننا ناخد كاس المركز و ممكن لو ربنا كرمنا ناخد كاس المديرية. ـ و إيه اللي ها يجرى يا بلد لو خدنا كاس المديرية أو ما خدناهوش ؟ ها نزيد و إلا ها نخس ؟ ( يأتي عبد الجبار يسحب عجلا في يده ) ـ العجل أهوه يا عمدة . ـ اربطه هنا يا وله ( يوجه كلامه للأهالي ) خلينا حتى خدنا كاس العالم ، إيه اللي ها يجرى لنا يا بلد ؟ ( يرفع أبو أليطه صوته معترضا ) ـ ده دي يا عمدة ؟ ده كاس العالم ده على الأقل يعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي . ـ ههههههههههه ، و هو العالم كله بقى بيقطع نفسه و يلعب على كاس العالم عشان الكاس ده بيعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي ؟ ده إيه الزكاوة اللي بتشر منك دي يا وله ؟ طب ما كل بلد بقى تعملها كاس تخليه عندها و تريح نفسها بقى ، بدل اللاعيبة و المصاريف و المدربين و الكور و الملاعب . ـ إزاي بس يا عمدة ؟ ده كفاية إننا ها نطلع في التلفزيون و نبقى مشهورين و الأجانب و العالم كله يتكلم عننا . ـ نطلع في التلفزيون ؟ و فرحان قوي بخيبتك التقيلة ؟ إتلقح أقعد . ( يهمس في أذن عبد الجبار ) ـ بسرعة هات لي ( قرص جلة ) من على الشط . ـ هوا . ( يجري عبد الجبار بينما يشير العمدة بيديه لأولاد أبو شقفة ) ـ هاتوا لي أسرع واد عندكم في الجري . ( يشير إلى أولاد التهامي ) ـ و إنتم كمان طلعوا لي هنا أسرع واحد فيكم . ( يخرج الولدان إلى العمدة فيمسك أحدهم بيمينه و الآخر بيساره ) ـ دلوقتي ها نعمل سبق بين العيال دي ، ها نشوف مين فيهم اللي ها يسبق التاني و يجيب لنا الكوز اللي على الزير اللي هناك ده و يرجع ، و الفايز ها ياخد جايزة كبيرة قوي . ( يتأهب الولدان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل ) ـ عد لهم إنته يا دكتور عادل . ـ واحـــــد ..... إتنيـــــــــــــن ..... تلاتة . ( يجري الولدان بأقصى سرعة في اتجاه الزير ، و يبدأ التصفيق و التهليل لتشجيع الأولاد ، عندها يأتي عبد الجبار يحمل في يده ( قرص الجلة ) ، يأخذه العمدة و يضعه على الطاولة ، ينطلق ابن التهامي كالريح و ينتزع الكوب المعدني بسرعة قبل أن يصل إليه ابن أبو شقفة و يعود بينما يزداد التصفيق و التهليل ) ـ التهامي ، التهامي ، التهامي . ( يقف الولدان أحدهما على يمين العمدة و الآخر على يساره ، طبعا كلكم شفتم اللي حصل ، و طبعا اللي كسب هو ابن التهامي و عشان كده ها أديله الجايزة اللي وعدته بيها . ( يتناول العمدة ( قرص الجلة ) من فوق الطاولة و يسلمه لابن التهامي ) ـ ألف مبروك ، اتفضل . ( عندها يصرخ أحد رجال التهامي ) ـ ده دي يا عمده ؟ هي دي جايزتك للواد ؟ ـ يعني إيه ؟ مش عجباك جايزتي و إلا إيه يا حاج مصطفى ؟ ـ لأ طبعا مش عجباني ، هو إنته بتتمهزأ بينا و إلا إيه يا عمدة ؟ ـ خلاص بلاش ، إنته حر ، الواد إبن أبو شقفة هو اللي ها ياخد الجايزة . ( يناولها لأبن أبو شقفة ، عندها يقف أحد الرجال من عيلة أبو شقفة يصرخ ) ـ و لا إحنا كمان عايزين جايزتك يا عمدة ، يفتح الله . ( عندها يوجه العمدة حديثه للأهالي ) ـ على فكرة يا بلد ، أحب أعرفكم إن أني لا بتمسخر على ولاد التهامي و لا على ولاد أبو شقفة لا سمح الله ، لأ طبعا ، و لكن حبيت أعرفكم بس إن الهدف و المكسب من اللعب مش الجايزة ، المكسب الحقيقي هو ده . ( يمسح بإصبعه على جبين ابن التهامي فيصبب العرق ، يمسح بإصبعه على جبين ابن أبو شقفة فيصبب منه العرق ) ـ هو ده المكسب الحقيقي يا بلد ، العرق و المجهود و التعب اللي عملوه هو ده المكسب الحقيقي ، لكن الكاس ده مكسب معنوي ، يعني مكسب كده و كده ، و الأهداف اللي بتسجلوها في بعضيكم برضه أهداف كده و كده يعني أهداف مش بجد ، يعني الكورة و الرياضة عامة عبارة عن تمثيلية بنمثلها عشان نوصل للهدف الحقيقي و هو إننا نبقى ناس بتمارس الرياضة ، لأن ممارسة الرياضة هي اللي ها تقوي جسمك و تخليك راجل تقدر تشتغل و تبقى إنسان صحتك بمب و لا يجيلك أمراض و العياذ بالله و لا تبقى إنسان كسول و تبقى عالة على أهلك و بلدك ، يلا يا أهبل إنته و هو ، كل واحد من ولاد أبو شقفة يبوس أخوه من ولاد التهامي و العكس ، ( يعانق الناس بعضهم البعض ) ـ حسك عينك إنته و هوه تزعلوا من بعض تاني عشان كلام فارغ ، يلا ادبح العجل ده يا عبد الجبار و فرقه على أهل البلد بمناسبة الصلح ده. ( يصيح الأهالي ) ـ الله يبارك فيك يا عمدة . ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة . ـ ربنا يسترك دنيا و آخرة يا عمدة .
#محمد_سنجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمدة كفر البلاص7
-
عمدة كفر البلاص ( 6 )
-
عمدة كفر البلاص ( 5 )
-
عمدة كفر البلاص 4
-
عمدة كفر البلاص (3)
-
عمدة كفر البلاص (2)
-
عمدة كفر البلاص
-
ذهب مع الريح
-
الرقص على إيقاع كلمات سبارتكوس الأخيرة
-
جيفارا الذي لا يعرفه أحد ( دقات بقلم : محمد سنجر )
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|