|
كيف تنظر النساء لإشكالية العنف ضد المرأة؟
عبير صلاح الدين
الحوار المتمدن-العدد: 884 - 2004 / 7 / 4 - 06:29
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يشكل العنف ضد المرأة هاجسا بالنسبة لعدد كبير من الجمعيات التي تهتم بالمرأة وحمايتها، خصوصا أن عواقبه لا تنحصر فقط على المرأة فحسب، بل تمتد للأطفال، ولكل باقي أفراد الأسرة.
حول هذا الموضوع تقول حفصة الخميري، رئيسة جمعية حقوق الإنسان بالبحرين: "القانون المدني لا يفرق بين الرجل والمرأة، لكنه لم يضع الضمانات التي تحقق ذلك، ففي حالة العنف المرتكب من أحد الأقارب من الدرجة الأولى ضد المرأة تتمسك المحاكم بمشروعية ضرب الزوج لزوجته تحت بند حق الزوج في تأديب زوجته، ولذلك فان هناك حاجة لإصدار قانون يعتبر العنف الذي يقع على المرأة في المحيط العائلي مثل الضرب والسب والإهانة جريمة يعاقب عليها".
وتقول اليمنية سعاد القدسي، مديرة ملتقى المرأة للدراسات: "المرأة تعاني من تعسف بعض القوانين، مثل قانون الجنسية الذي يفرض على اليمنية مثلا، التي تريد الزواج من غير يمني أن تحصل على إذن من وزير الداخلية، وما يثبت موافقة والديها، وإذا أرادت الزواج من يمني عليها أن تثبت أنها خالية من الأمراض، وإنها تتمتع بالسلوك القويم، ولا يطلب نفس الشيء من الذكور، كما أن الأعراف القبلية تنكر أن ترث المرأة أرضا إذا تزوجت من خارج قبيلتها، وبهذا تمنع العادات تطبيق الحق الشرعي للمرأة في الميراث".
وتقول اللبنانية زويا روحاتا: " هناك تجربة رائدة بدأت عام 1997 لتقديم خدمات اجتماعية ونفسية لمن تتعرض للعنف، سواء أكان اغتصابا أو ضربا أو إهانة أو غيره من خلال مركز استماع وإرشاد، خصص له خط ساخن استقبل حتى الآن 350 حالة، إلا آن الحديث عن العنف الأسري الذي يقع على الأطفال والمرأة وكبار السن ما زال يعتبر شأنا عائليا، وحتى عندما تتوجه المرأة إلى قسم الشرطة فانه يرفض الاستماع إليها".
ومن فلسطين تقول منال قليبو: "المرأة الفلسطينية تعاني من العنف الجسدي واللفظي والمعنوي الذي تعانيه المرأة العربية، والمرأة في كل مكان في العالم، بالإضافة إلى نوع آخر من العنف تعانيه بسبب إرغامها على الهجرة أو اللجوء في معسكرات اللاجئين".
وتوضح السورية فردوس البحرة أن الجمعيات الأهلية استطاعت أن تطالب الحكومة بتعديل قانون التأمين الاجتماعي حتى يحصل الأبناء والزوج على المعاش التقاعدي للزوجة عند وفاتها، ويسوي بينها وبين الرجل في هذا الجانب، حيث أن القانون السابق يمنع ذلك إذا كان الأبناء يحصلون على معاش من والدهم، كما نجحت في إصدار قانون يعطي المرأة حرية استصدار جواز سفر بناء على طلبها دون الحاجة لموافقة الزوج أو ولي الأمر، وكذلك حرية السفر لأي مكان دون الحصول على تأشيرة خروج أسوة بالرجل.
ومن السودان تقول سامية الهاشمي: " نجحت الجمعيات النسائية في تعديل قانون كان يمنع ممارسة النساء للبيع بعد غروب الشمس، وتعديل قانون كان يشترط على المرأة إذا كانت شاكية أن يتم التحقيق معها في حضور محرم ذكر، وكان عليها أن أرادت أن تشكو زوجها أن يحضر معها التحقيق، وهذه التجارب الناجحة تشجع على المطالبة بتغيير بعض القوانين التي ما زالت تقف أمام المرأة للتمتع بحقوقها في منح جنسيتها لأولادها وفي الحصول على الميراث وغير ذلك".
وتقول الدكتورة هدى بدران رئيسة رابطة المرأة العربية: "المرحلة القادمة تقتضي من المنظمات الأهلية في الدول العربية الاستفادة من التجارب الناجحة في التقليل من آثار العنف الموجه للمرأة، وتبادل الخبرات في هذا المجال، خاصة في تدريب الكوادر للمتعاملين مع من تعرضهن للعنف في مراكز التأهيل، أو مراكز الإيواء أو مراكز الاستماع، التي توجد في بعض العواصم العربية مثل اليمن ومصر ولبنان وفلسطين وغيرها، والتوسع في إنشاء هذه المراكز في القرى البعيدة التي ما زالت تسيطر فيها عادات وتقاليد تمنع المرأة من الشكوى مما تتعرض له من عنف، وعدم التوقف عن المطالبة بتغيير وتعديل القوانين التي ما زالت تمثل تمييزا ضد المرأة، مثل قانون الجنسية الذي يمنع المرأة في بعض الدول العربية من منح جنسيتها لأطفالها، وبالتالي حرمانهم من التعليم المجاني وحقوق أخرى كثيرة، وقانون يجرم مرتكب العنف داخل الأسرة، والبحث عن عقوبات بديلة عن الحبس حتى لا تكون العقوبة عائدة على الأطفال والمرأة نفسها عندما يحبس عائل الأسرة ولا يجدون من يعولهم طوال فترة العقوبة
#عبير_صلاح_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
-
الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج
...
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|