أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشاد الشيباني - اعترافات ابراهيم الغالبي















المزيد.....

اعترافات ابراهيم الغالبي


رشاد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 01:52
المحور: كتابات ساخرة
    


يقول السيد ابراهيم الغالبي وهو مواطن مقعد من مدينة الناصريه وعن لسانه: ما الذي يدفع شخصا مثلي للدفاع عن الوضع الجديد بعد 2003 مع أن سي في ، لو صح الوصف ، لسنواتي السبع الأخيرة كالآتي :
أولا استمرار معاناتي الشخصية كضحية من ضحايا النظام السابق الذي أحالتني إحدى صواريخه إلى نصف جسد بشري يجلس على كرسي متحرك ، أول كرسي حركني كتمثال حجري محمول على عربة دفع كان بتبرع أحد الأصدقاء و آخر كرسي لتأدية نفس الغرض تبرعت به منظمة إنسانية تسمى منظمة بسمة قبل أسابيع ..
ثانيا في مقابلتي عام 1995 لطاهر جليل الحبوش حين كان محافظا للناصرية أخبرني أن بقائي حيا بمثابة رابت شهري وكان الرجل يقصد أنني طالما تعرضت للإصابة أثناء أعمال صفحة الغدر والخيانة حسب وصف النظام السابق و الانتفاضة الشعبانية حسب وصف النظام الحالي فإن ذلك يعني مشاركتي في تلك الأعمال وبالتالي كان يجدر معاقبتي لا تكريمي ، الحبوش مع ذلك ( تفضل ) علي بصرف راتب شهري يعادل راتب موظف حكومي آنذاك و قام بتعييني على الملاك المؤقت في مبنى المحافظة و أنا في البيت .. في العهد الديمقراطي الجديد صدر قانون تعويض المتضررين جسديا من النظام البائد وأقره البرلمان وصادق عليه مجلس الرئاسة والقانون قصر الأمر على المتضررين لأسباب سياسية .. السيد المالكي و مجالس المحافظات ضيقت الأمر أكثر لتشمل فقط المقطوعة آذانهم أما المقطوعة أجسادهم بفعل الشلل الرباعي والنصفي ولم يكونوا يوما في صفوف أحزاب المعارضة فربما على هؤلاء انتظار نظام جديد ثالث .
ثالثا في عهد النظام السابق كان لدينا جار رفيق من رفاق البعث ولما كان هناك مجموعة من الأصدقاء المعنيين بالثقافة ومحبي الشعر و المهتمين به يزوروني في منزلي وجد هذا الرفيق أن ما يعقد في بيتي ليست حلقات تعارف ومطارحات شعرية وثقافية ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالسياسية بل هي مؤتمرات لحزب الدعوة هدفها التنسيق للقيام بأعمال تخريبية ، فقام برفع تقرير لمعاونية الأمن متهما إياي بالأدلة القاطعة على أنني من حزب الدعوة والدليل القاطع طبعا أنني شاركت في صفحة الخيانة والغدر و أصبت من جرائها بالشلل النصفي والشلل النصفي تاريخ ملوث مشين يدعو للشك .. بعد أيام طرق رجال الأمن بابي واستدعوني للإدلاء بمعلومات حول كيفية إصابتي .. في المعاونية ( معاونية أمن الشامية ) كان الضابط المسؤول شخصا سكنت بالقرب منه فترة من الزمن قبل عشرة أعوام منذ ذلك الوقت ونشأت بيني وبين أخيه الأصغر علاقة صداقة ، الرجل تذكر اسمي وقام بإتلاف الملف الأصلي و إنشاء ملف آخر أبيض ناصع السيرة وأرسل أخاه لإخباري بالموضوع .. مقارنةً بالوضع الديمقراطي الجديد اعتلى منصب رئيس مجلس المحافظة في دورته الأولى أحد أقرب الأصدقاء وهو في ذات الوقت ممن تربطني به قرابة وشيجة ( إحسان طالب الطائي ) ، قريبي وصديقي لم يتذكر شخصا اسمه إبراهيم الغالبي كنموذج لمعاناة شريحة واسعة من المعاقين جسديا ولم أكن انتظر منه مبادرة خاصة لي أبدا بل لجميع من على شاكلتي ممن يفترض أنه عرف معاناتهم عن طريق معرفته لمعاناتي ، في الدورة الحالية جلس في نفس الكرسي صديق آخر كانت علاقتي به علاقة أخوين وهو أكثر معرفة بحالة المعاق في العراق عن طريق معرفته التفصيلية جدا بوضعي كذلك و هو ( المهندس قصي عمر شريف العبادي ) .. لم يختلف الأمر فالكراسي توصد الأبواب .. و تغلق تلك النوافذ الإنسانية في القلوب على ما يبدو .. لا أذكر ذلك لأجل شيء سوى للمقارنة بين الماضي ( البائد ) والحاضر ( الشاهد ) .. والبحث عن إجابة : لماذا نكتب مناصرين الوضع الراهن ؟؟
رابعا في الزمن الماضي أو البائد أو المقبور .. الخ أعطي والدي قطعة أرض و لكن في مسقط رأسه ، المسقط سوق الشيوخ ، و السكن في الناصرية منذ بداية السبعينيات ، والهجرة من المدينة إلى الريف تغيير لمجرى التاريخ .. فالقطعة السكنية أذن صرفها كعدمها ما دام هناك شرط مجحف وهزيل وغبي فما قيمة مساحة سبخة من الأرض في أطراف البساتين النائية ! في الوضع الديمقراطي الجديد الحالي ما زال القيد كما هو و ضمن امتيازات حقوق الشهداء .. بالمناسبة علي الانتقال لنقطة خامسة هنا
خامسا ذهب أخي ضحية في سجون النظام البائد و تم قتله أثناء التعذيب و لم نستلم أية جثة . من أربعة أعوام ردد السيد المالكي أهمية وضرورة تعويض أسر الشهداء و سُنّ القانون و تشكلت المؤسسة و طيلة هذه السنوات صُرِفت منحة مالية ( 500 )ألف دينار وسط وعود منذ سنة و نصف بصرف الرواتب وقطع الأراضي و غيرها من الامتيازات التي بقيت حبرا على ورق .. توزيع قطع الأراضي يجري بنفس الآلية السابقة و لهذا نرى أن هناك من يحصل على قطعة أرض بقيمة ( 200 مليون دينار و أكثر ) و آخر يحصل على قطعة بقيمة ( مليون دينار و اقل ) ! عينها العدالة البائدة المقبورة .. قيل أن القانون المعدل لمؤسسة الشهداء تضمن إسقاطا لهذا الشرط السخيف والغريب و لكن مديريات البلدية ترفض الاعتراف به و تدعي عدم معرفتها بقرار كهذا !
ما سبق معاناة شخصية ولا أشك أن هناك من لديه معاناة اشد فوضعي مع كل ما تقدم أفضل بكثير من أوضاع عراقيين آخرين لديهم ظروف أو لنقل تاريخ مشابه من الظلم والحيف والاضطهاد لم يروا جديدا في النظام الحالي ما بعد 2003 .. و السؤال المطروح هو بأي منطق يمكن أن تطلب من أناس تعرضوا لخيبة أمل بكل هذه الفداحة و لم يعد أحدهم يلحظ فارقا كبيرا بين عهدين سابق ولاحق أن يناصروا الوضع الحالي و يدافعوا عنه و إذا كانت مهنتي ككاتب تشعرني ببعض المسؤولية فإن آلافا غيري ليسوا تحت ضغط هذه المسؤولية ولو عدنا إلى النقاط السابقة فهي وإن كانت شخصية إلا أنني أحاول من خلالها توضيح نقاط أساسية للمقارنة بين ما قبل التغيير السياسي وما بعده .. على من يهمهم الأمر أن يدركوا أن الطبيعة النفس البشرية لا تستسيغ في أية وضعية تقابل أن تحسم خيارها إلا بموقف مقابل هو الآخر بمعنى أن تأييد الوضع الراهن لن يكون إلا بمناوئة الوضع السابق والانشطار مجرد موقف حائر و متردد منتجا لخطاب ثرثرة و هراء بلا معنى . الاستمرار في سلسلة الأخطاء القاتلة على وفق ما يجري منذ سنوات سيجعل الناس تبحث عن خيارات بديلة لأنها فقدت الثقة بالوضع القائم و لعله من العجب العجاب أن سياسيي العراق الجدد لم يتمكنوا خلال سبع سنوات من بناء ثقة بينهم و بين المواطن العراقي مع ادعاء أنهم يمثلونه بانتخابات حرة و نزيهة ! و التخويف من البعثيين وعودتهم سوف لن يجدي نفعا خاصة وان هذا الصراع لن ينتهي أبدا وإلى عقود قادمة .
العودة إلى السؤال : لماذا نكتب مناصرين الوضع القائم ؟
شخصيا أصدرت خمسة كتب في الشأن السياسي العراقي عالجت فيها مجموعة من القضايا الأكثر أهمية في تصوري ونشرت عشرات المقالات في الصحف العراقية ، لكنني أعترف أنني بدأت أفقد الرغبة و اعتذرت مؤخرا لأحد مراكز البحوث السياسية عن تأليف كتاب جديد ، فالكتابة أمانة ثقيلة ومن الصعوبة بمكان فصل الاستراتيجيات عن آلياتها و مراحل بنائها الآنية وطالما كان الساسة هم في النهاية الرهان الأهم فإن أي بناء تحليلي أو تصور ما سيفقد معناه وسط عدم الثقة بهؤلاء الساسة فالفصل بينهم و بين المشروع الوطني العراقي عصي على التحليل المتزن والواقعي .
فقدان الرغبة لم يجتحني شخصيا بل هناك مجموعة من الأصدقاء الكتاب وجدتهم عازفين من ممارسة الكتابة بالاتجاه المعهود لديهم و مال بعضهم إلى اشتغالات على كتابات أخرى تقبع في منطقة أكثر حيادية مع القارئ . و هذه واحدة من الخسارات الثقيلة التي يتسرب ماؤها تحت أرجل ساستنا فالتفريط بالطبقة المثقفة مع وجود الكثير من هؤلاء لا زالوا رهن ثقافة النظام البعثي سيكلف المشروع السياسي الراهن الكثير و الكثير .



#رشاد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل تلوم امريكا
- اللعبة الامريكية الايرانية في العراق


المزيد.....




- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...
- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشاد الشيباني - اعترافات ابراهيم الغالبي