أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 27-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 27-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 15:59
المحور: الادب والفن
    


لقد إنتهيت .
قالها الشرير وهو يعدل من شعر رأسه . قلت له كيف ذلك ؟ قال بأن المشاكل تراكمت عليه مع الزبناء ومع مالك الكراج إضافة إلى عدم تسديد الكمبيالات التي تخص الماطريال الذي اقتناه
بالدين . قلت له ما عساه يفعل ؟ قال بأنه سوف يبيع الماطريال والسيارة ويرمي بالمفاتيح
لصاحب الكراج دون تسديد الكراء للشهور التي تراكمت عليه . وسوف يهرب الى الدار البيضاء
فهناك سيفتح صفحة جديدة لحياته وينتهي من صداع الرأس على حد تعبيره .
على الساعة الثامنة مساءا من ذلك اليوم كنا ثلاثة داخل سيارة رونو وهي في ملكية رجل
جاء ليشتر ي قطع الماطريال الخاص بالحدادة . كان المساء حزينا ونحن ننتظر الشرير وهو يضع
الآلات المبيعة في صندوق السيارة . شعرت بالدموع تنهمر من عيني لم ينتبه لها الرجل القابع معي داخل السيارة بسبب الظلمة التي كانت تكتنف المكان . وقلت مع نفسي إنه مصير كل شر وكل سلوك غير مسؤول فلا ينفعنا في هذه الحياة إلا السلوك النزيه وفعل الخير واحترام
القيم الأخلاقية الكونية الثابتة .

في مدينة طنجة أحسست بالشرير قد تغير تماما وانبهرت كأنني أرى شخصا مختلفا فلقد
أصبح طيبا للغاية وزادت دهشتي عندما تقدم عند متسول ونفحه دراهما . ثم ونحن صامتين نمشي في الشارع قال لي - أرجو أن تسامحني ياأخي أحمد على كل إساءة إليك . قلت له
إنني أسامحك فلا ضير عليك .
قضينا بضع ساعات داخل حانة من حانات المدينة وكان هو يرتب كل شيء وقد أوصى النادل
بأن لا يأخذ مني شيئا بدعوى أنه المتكلف بالمصاريف . أخيرا أصبحنا داخل فندق رفقة فتاتين
حملتنا إليه سيارة خاصة . أردت تسديد الفتاة فامتنعت مبدية إعترافها بتوصلها بأجرها من مرافقي .
لما كنا نمارس الحب وكان ذلك على وقع آذان الفجر قالت الفتاة - بأن هذا فأل حسن .
صباحا ودعته بمحطة المسافرين فأخذ كل منا وجهته .
إختفى لمدة خمس سنوات ولم يظهر له أثر لكنه عاد إلى تطوان بعد تلك المدة وهو يحمل رضيعة كانت ثمرة زواجه مع سيدة من مدينة سلا . هذه الأخيرة لم تقتف أثره عندما سرق
ابنتهما ولاذ بتطوان . لقد جعلها تكرهه وتكره ابنتها منه . لأنها لم تسأل أبدا عن إبنتها وعن مصيرها
إلى غاية الآن حسب المعلومات التي إستقيتها من شقيقه . أدى عقوبة السجن لبضعة
شهور لأنه كان مبحوثا عنه من طرف العدالة . تعهدت والدته بالإهتمام بالرضيعة ولما كبرت قليلا صار
يعتدي عليها بالضرب المبرح حسب الشقيق دائما . إضطرت العائلة إلى إدماج الطفلة بمؤسسة
خيرية بالمدينة . حزنت كثيرا لذلك وكان يتعكر صفو أوقاتي كلما أخبرني أخوه بما يحدث للطفلة
البريئة والوحيدة . إلى أن عرفت يوما أن شخصا قادم من فرنسا تزوجها عن طريق الإتصال
بالمؤسسة الخيرية ورافقته إلى بلا د الثلج والضباب . وأسعدني الخبر كثيرا وفرحت فرحا
عظيما وقلت مع نفسي بأن الله لا ينسى عباده .
أما الشرير فقد هاجر إلى برشلونة منذ سنين طويلة ولم يعد . لقد إختفى وأصبح في خبر كان .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الباطن والدعم الفني
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 26 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-25-
- المستا ء
- مجرد رأي لجريدة المساء المغربية
- منطق العبث
- في كنف الزمن
- أرجوحة الوجود العام
- كالثعبان
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -24-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-23-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 21-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-19-
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا- 18-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-13-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-


المزيد.....




- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 27-