أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسين علي الحمداني - كيف نبني حكومة قوية؟














المزيد.....

كيف نبني حكومة قوية؟


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 11:56
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



عندما يصوت المواطنون في بلد ديمقراطي فإنهم يمارسون حقهم ومسؤولياتهم لتحديد من سيحكم باسمهم. وعلى العكس من ذلك، في البلد الدكتاتوري يخدم التصويت غرضا واحدا وهو إضفاء الشرعية على اختيار نظام قد نصب نفسه سلفاً. فالتصويت في مثل هذه البلدان لا يتضمن الحقوق ولا المسؤوليات التي يمارسها المواطن، إنما لإظهار الطاعة العمياء لتأييد الحكومة. ونحن كشعب مررنا بكلا الحالتين حالة الديمقراطية وترقب النتائج وحالة التصويت لنظام دكتاتوري ولم نكن ننتظر النتائج , في أيام (( البيعات)) كانت نسبة المصوتين 100% ونسبة الذين قالوا نعم 100% وهو أمر طبيعي حين تكون الديمقراطية المزيفة عصا الدكتاتورية التي يضرب بها من يشاء ومتى يشاء , لم يكن أحد من أبناء الشعب العراقي باستطاعته التخلف عن (( تجديد البيعة )) لان ثمة إجراءات تنتظره وعائلته إذا ما أكتشف أمره من قبل الآخرين . ولم يكن هنالك نظام انتخابي يعطي حق أكثر من 4 ملايين عراقي مشرد ومطارد في أصقاع الأرض , ولم يكن هنالك برلماني واحد يستطيع أن يقول إني أمثل الحزب الشيوعي أو حزب الدعوة أو الأكراد أو التركمان , ولم تكن اليافطة المعلقة فوق منصة رئيس المجلس الوطني العراق آنذاك (( وأمرهم شورى بينهم )) لم تكن سوى واجهة دينية ليس الا , لأنه لم يكن للمجلس الوطني العراقي صلاحية تذكر في بلد ظل البعث يحكمه عقودا من الزمن بلا دستور , مع تغييب تام لجميع من يتعارض ونهجه القمعي الشوفيني , نقول أشياء كثيرة مضحكة مبكية ومؤلمة انتابتنا نحن أبناء الشعب العراقي حين تبلغ مسامعنا أخبار المنادين بالتلطف مع البعث وعدم أخذ جريرة هذا بذاك ومراجعة قرارات الاجتثاث الدستورية وإلى آخر الكلام الذي يذكرنا بمحاولات البعض (( برفع المظلمة عن سيدنا يزيد!!)) معللين ذلك بأن يزيد لم يقتل الحسين ولكن أبن زياد فعل ذلك من تلقاء نفسه!! لهذا هم يحاولون تبرئة ( البعث ) من جرائم ( البعثيين )) وربما سيقولون ما قصف صدام حلبجة ولكن العسكر فعلوا ذلك ؟؟ وما قمع صدام انتفاضة الجنوب الشعبانية ولكن (الرفاق) وجدوا ذلك ضرورياً !! ومع كل هذا نجد الكثير من الذين اعتنقوا فكر البعث في مرحلة من مراحل حياتهم ارتدوا عن هذا الفكر بعد أن اكتشفوا زيف الشعارات المخادعة سواء كانت هذه الشعارات قومية في مرحلة من مراحلها أو إسلامية في مراحل أخرى , لهذا نجد إن ( البعث ) كفكر ونظام حكم ودولة وأشخاص قد سقط منذ اجتياح الكويت وغزوها في الثاني من آب1990 فهو قد شطب كل شعاراته القومية وما كان ينادي به من وحدة الأمة فإذا به يحيل هذه الأهداف إلى حروف متناثرة يستحيل جمعها ثانية . ونحن الشعب العراقي كنا ضحية طيش هذا النظام ونحن من دفع فاتورة مغامراته دماء وأموال وبلد يلملم جراحاته بهدؤ , ونكاد الآن نتعافى من جراحاتنا ونحن نستعد لخوض تجربة ديمقراطية جديدة عبر انتخاب ممثلينا في البرلمان العراقي القادم , وإذا كانت ( القائمة المغلقة ) في الانتخابات الماضية قد سلبت بعض ارادتنا وسلبت تناحرات الكتل السياسية واصطفافاتها الطائفية والإقليمية ما بقي لنا من إرادة بحيث إن الفجوة بيننا وبين برلماننا الديمقراطي هي ذات الفجوة التي كانت بيننا كشعب وبين المجلس الوطني في زمن (البعث المقبور ) فلم نعد نتأمل منهم أن يصنعوا لنا السعادة والرفاهية بل لم نعد نأمن على الدستور منهم فكل كيان يفسر المادة على مشيئته ويسخرها لإرادته وما نخشاه يوما إن يوجه البرلمان رسالة إلى المحكمة الاتحادية يرجو فيها بيان أي أجنحة البعث محظورة ؟؟ هل جناح محمد يونس الأحمد ؟ أم جناح عزة الدوري ؟ أم جناح حارث الضاري ؟؟ قد نصل لهذه المرحلة إذا ما بقينا مشتتين بأصواتنا غائبين عن الوعي , لأننا سنخذل أنفسنا والأجيال التي بعدنا حين نكرس تخلفنا في ورقة الاقتراع ونضعها في الصندوق أو حتى مجرد رفضنا المشاركة في الانتخابات هو اخلال بوطنيتنا ويمثل العزوف عن المشاركة جريمة أخلاقية عقوبتها إننا سنترك للآخرين أن يأخذوا أماكننا التي نستحقها . نحن الآن نعيش مرحلة التحول الحقيقي والتعددية الفكرية وحرية اتخاذ القرار بعيداً عن أية ضغوطات يفرضها علينا الآخر ومهما كان هذا الآخر , ومرحلة التحول هذه كلفتنا كثيرا من التضحيات البشرية والمادية والنفسية , وأخطر ما وجهناه في مرحلتنا الانتقالية هو تأسيس حكومة ضعيفة مشتتة الولاء لا سلطة فيها لأحد على الآخر ولا رقابة لأنها كانت حكومة ( محاصصة طائفية )) وضحكوا علينا وقالوا (( حكومة وحدة وطنية )) والآن نسمع من البعض خارطة طريق للحكومة القادمة عبارة عن ( حكومة شراكة) و ( لا يمكن أن يهمش فلان ) و ( جبهة تضم كل المكونات ) وكأنهم لا يعرفون إن واحد من تعريفات الديمقراطية هو حكم الأغلبية ؟؟ ولكي لا تولد لدينا حكومة ضعيفة علينا أن ننتخب بقوة ونمحص وندقق ونقارن ونقرأ ما يدور بين الأسطر وما تخفيه الصدور .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنك ما منعنه الخوف
- موازنة بلا وظائف
- لو كنت مرشح
- البعث دعاية إنتخابية
- الانتخابات والنظام الديمقراطي
- مراهنات وتطلعات
- قانون حماية الصحفيين
- العراق والعرب والحوار المطلوب
- أنفلونزا الحصانة
- ممارسة الديمقراطية حق وواجب
- انعدام التخطيط التربوي
- تمويل الأندية العراقية
- القاعدة تضرب حلفائها
- تجار السياسة
- سوريا والعرب وبقايا البعث
- عرف مايأتي
- من يقف وراءهم؟
- أسس التحول الديمقراطي في العراق الجديد
- رماد الطائفية
- مقاطعة البضائع السورية


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسين علي الحمداني - كيف نبني حكومة قوية؟