أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الفرطوسي - لماذا لا نهدم ضريح الإمام علي؟














المزيد.....


لماذا لا نهدم ضريح الإمام علي؟


حسن الفرطوسي

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 07:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وإن تشدّق بعضهم مدعياً تعلقه بالسيمفونية السادسة لبتهوفن، أو متابعته لأهم أفلام جوليا روبرت، يبقى الأخوة المنضوون تحت راية الأحزاب الدينية على مسافة شاسعة من صفات الإنسان السويّ، المتذوق للجمال والفن بأبعاد إنسانية راقية، والواقع العراقي الحالي يحمل من الدلالات الكثير مما لا يدع للشك مكان، أو يكون الإنسان فيه مطالباً بتقديم أدلّة على ذلك...
عودتي الأولى إلى العراق كانت في أواخر العام 2003، كان العراق حينها أشبه بالخرائب المتربة المهجورة، حتى بعض البنايات العالية تبدو وكأنها خرائب.. خرائب لا يبرق فيها سوى بوسترات وصور لرجال دين، بعضهم أجلاء لا يستحقون تلك الاهانة من قبل أتباعهم، مثل السيد علي السيستاني مثلاً الذي امتلأت الشوارع بصوره، أقول إهانة لأنها فعلاً كذلك، لقد أظهروهم وكأنهم يتقمصون أجزاء من ظاهرة تفشي النزعة الصدامية.
في ظل ذلك المشهد المغبر الذي يجعلك تشعر وكأنك تشاهد فيلما بالأسود والأبيض يصوّر الحياة في العام 1920، لفت انتباهي طلاء أعمدة الكهرباء باللون الأسود في محافظة البصرة، وهذا يخالف النمط المعماري المعروف في هندسة المدن، فلماذا أختير اللون الأسود بالتحديد؟ هذا ما يجيب عنه القارئ العزيز.
بعد بضع سنوات من هيمنتهم على مفاصل الحياة في العراق، تطورت ذائقة الأخوة الإسلاميين قليلاً، فـ "زرعوا" شوارع البصرة الرئيسية بأشجار النخيل البلاستيكي! مصنوع في الصين ومصمم بمخيلة غريبة من نوعها، فهي تشبه النخلة التي ترسمها أنامل طفل غضة.. ألا تعد هذه إهانة إلى المدينة وهي معروفة على مستوى العالم بزراعة النخيل؟ كيف بوسع كائنات تتصرف بهذا المستوى المتدني أن تدير شؤون بلد كامل؟
في الناصرية تم هدم تمثال جميل للمرأة بعد محاولات لأسلمته، من خلال "تحجيبه" بوضع قطعة قماش على رأس التمثال، ولكن الريح تنتزعه في كل مرّة، فقادتهم "ذائقتهم الجمالية العالية" إلى هدم التمثال، وذلك أسهل إجراء ممكن اتخاذه، وكانت حجتهم بأن مفاتن الجسد واضحة وبالتالي فهي تثير لديهم الشهوة الجنسية "والله عجيبة"، كما أن (السيّد) يستحرم من مشاهدة التمثال أثناء مروره في الشارع الذي نصب فيه!.. فاختفى التمثال ونصبت مكانه جدارية لرجل معمم.
في مدينة الشطرة كان هناك نصب جميل عبارة عن "مشعل" يطلق عليه أهل المدينة "مشعل الحرية" مكتوب عليه "عاشت ثورة 14 تموز المجيدة".. هذا النصب الذي ارتبط بذاكرة أهل المدينة بالفرح والبهجة، لأنه يعد أهم تجمع للناس خلال الأعياد، ومنطلق رئيسي لزيارة مقام العباس أبو كلّة، هذا النصب اقتلعه البعثيون قبل أن يسقط نظامهم بأشهر، وألقوا به في مقلع للقمامة في أحد أطراف المدينة،... كأنهم منحوه كعربون صداقة لمن جاء بعدهم.. يا له من قدر بائس، ويا لها من محنة، ويا له من تشابه عجيب بين أؤلائك وهؤلاء؟!.. بعد تغيير النظام وضعت في مكان النصب صورة كبيرة لمحمد صادق الصدر مرتدياً الكفن.
واستمر مسلسل العبث بكل ما هو جميل في شوارع العراق حتى جاء الدور على نصب "اللقاء" في بغداد، بحجة أن صدام كان يعتبره يمثل اللقاء بين الشعب وبينه، هل هذا مبرر كاف لهدمه؟ وإذا كان الجواب، نعم، عليهم إذن أن يهدموا ضريح الإمام علي (ع)، لأن صدام ادعى أيضاً بأنه حفيده (ع) وبشهادة "الشجرة" السيئة الصيت التي منحتها إياه المؤسسة الدينية نفسها، فهل سيهدمون الضريح؟
إشكالية كبيرة ومركبة تتلبس ذهنية وذائقة الأخوة في الأحزاب الدينية.. إشكالية ستقودهم، حتماً، إلى مصير لا يختلف عن مصير من سبقهم، وهذا ما لا نتمناه لهم.



#حسن_الفرطوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى انت يا مجلس الحكم ؟!
- لاتحزن ياهادي نحن بأنتظارك


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو و تخفيف عقوبة اكثر من 3 ...
- قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو وتخفيف عقوبة أكثر من 3 آ ...
- الإخوان في سوريا.. بين محاولات التسلل وحتمية الإقصاء
- عراقجي: موقف ايران واضح من السلاح النووي وفتوى القائد حسمت ا ...
- قائد الثورة الاسلامية يعين الشيخ نعيم قاسم ممثلا لسماحته في ...
- وفاة الزعيم الروحي لطائفة الإسماعيليين النزاريين حول العالم ...
- مليارديرة يهودية تكشف تفاصيل ضغوط ترامب على نتنياهو
- عراقجي: الجمهورية الاسلامية اوفت بدورها في دعم المقاومة
- كيف يُعاد تشكيل صورة الإسلام في أوروبا؟
- -دجال فاشل-.. خبير مصري يرد على حاخام يهودي متشدد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الفرطوسي - لماذا لا نهدم ضريح الإمام علي؟