أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - مواكباً للقتل بداعي الشرف ضرب المرأة بات ظاهرة تستدعي التصدي لها














المزيد.....

مواكباً للقتل بداعي الشرف ضرب المرأة بات ظاهرة تستدعي التصدي لها


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 11:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إذا ما ألقينا نظرة عابرة على صحافتنا المحلية، وفي صفحاتها التي ترصد مشاكل وهموم الناس، والجرائم التي يتعرض لها المجتمع، نجد أن المرأة تحتل المرتبة الأولى كضحية أزلية لعنف المجتمع والرجل معاً. والسبب يعود إلى اعتبار المرأة إحدى ممتلكات الرجل يفعل بها ما يشاء من عنف لفظي ومعنوي وجسدي يصل حدَّ القتل، حتى بات ضرب الزوجات حالة عادية في كثير من الأسر. هذا ما نلحظه من ورود أخبار نُشرت في ذات الصفحة لإحدى الصحف المحلية:
- أُسعفت السيدة شيرين/23/ سنة إلى المشفى من قبل أحد المارّة بعد أن شوهدت مغميّاً عليها في الطريق العام، وتبيّن لاحقاً أن السيدة المذكورة تعرّضت ولأكثر من مرّة للضرب المبرّح من زوجها الذي أراد أن يجبرها على طلب الطلاق تهرّباًّ من مؤخر الصداق كونه خطب فتاة أخرى.
- تعرّضت السيدة أمل/27/ سنة للضرب من زوجها بسبب عدم موافقتها على تشغيل طفلها البالغ من العمر/9 سنوات/ حيث لجأت بدايةً للحرد عند أهلها احتجاجاً على ذلك، وعندما عادت لمنزلها تلقّت من زوجها ضرباً عنيفاً لأنه كان ثملاً- فهو مدمن خمر- وتبيّن إصابتها برضوض مختلفة.
- أُسعفت السيدة رمزية/37/ سنة على إثر ضربها من زوجها إثر مشادّة كلامية تتعلق بمصروف البيت. وكما تقول فإن زوجها يعيش على راتبها من صالون الحلاقة الذي تعمل فيه. وعندما اعترضت على ما أسمعها من كلمات نابية عاد وضربها فأُسعفت ثانيةً على إثر نزيف في أذنها. وقد رفض الزوج إحضار الدواء لها من الصيدلية فتقدّمت بشكوى ضدّه في مخفر الشرطة.
من خلال هذه الحالات يمكننا أن نكوّن فكرة عامة عن الرجل الذي يلجأ لضرب زوجته. فهو إنسان لا يعي تماماً حجم مسؤوليات الزواج والأولاد، ولا يقدّر قيمة العلاقة الزوجية ولا يحترم زوجته، ويرى أنه لا يمكن أن يفرض سلطته وسطوته إلاّ عليها- كونها الحلقة الأضعف- والوحيدة أمامه، فهو يشعر ضمنياً بعجزه أمامها ويحاول ستر هذا العجز بعنجهيته التي يستمدها من قِوامةٍ منحه إياها المجتمع والدين من جهة، وبسبب موروث عَلِقَ بتفكيره إضافة إلى تربيته الأسرية التي ربما حفلت ومنذ الطفولة بصور متعددة عن ضرب الأب للأم من جهة أخرى، وهذا ما يساهم في تكوين شخصية ضعيفة، مهزوزة لا تحترم الآخرين وخصوصاً المرأة.
ففي الحالة الأولى يقوم بضرب زوجته وطردها من البيت حتى تصل لحالة لا تجد أمامها من منقذ غير التنازل عن مهرها الذي يقيّده لأنه وبكل استهتار بمسؤولياته يريد الزواج من امرأة أخرى، هذا المهر الذي ظنّ الأهل أنه يحفظ لها كرامتها وبقاءها في بيتها...!!!!!!!!!!!!
وفي الحالة الثانية أب مستهتر بمسؤولياته الأسرية وأبوّته التي بدل أن تفرض عليه رعاية أبنائه، يقوم بتشغيلهم رغم أنهم أطفال غير مبالٍ بالنتائج الوخيمة عليهم فقط لأجل أن يستمتع هو بإدمانه الذي يسحق طفولتهم التي تدافع عنها الأم/ الزوجة فتُعاقَبْ هي الأخرى بالضرب.
وكذلك الحال في القصة الأخيرة التي لجأت فيها الزوجة للشرطة.
سيدة واحدة من أصل ثلاثة لجأت للقانون وهي حالة تستحق الدعم والتعزيز، لأنها رغم ما قد يصيبها من عنف جرّاء اللجوء للشرطة، غير أنها تعرف حقوقها تماماً وتريد من القانون والقائمين عليه حمايتها من العنف الواقع عليها من أقرب الناس.
صحيح أن القانون السوري يعاقب الزوج في حال أقدم على ضرب زوجته إذا ما ادّعت عليه, لكن قلّة من النساء تلجأ للشرطة في مثل هذه الحالة، وذلك لعدة أسباب أولها ما قد يتبع هذه الشكوى من عنف أقوى وأشد فقط لأنها تجرأت عليه وشكته للشرطة، وثانيها النظرة الاجتماعية السيئة التي تطال الزوجة التي تشتكي زوجها حتى من قبل أهلها، فهي بنظرهم ناشز وما عليها إلاّ أن تصمت على ما يصيبها من زوجها لأن الزوجة الفاضلة برأيهم هي التي تستر عيوب زوجها ولا تُشهّر به أمام الناس مهما كان عنيفاً معها، لأن البيوت أسرار..؟؟!!
وأهم هذه الأسباب أن المسؤولين عن تطبيق هذا القانون هم رجال من نتاج هذا المجتمع بكل موروثه وقيمه, ينظرون للمرأة التي تلجأ للقانون إذا ما تعرضت للضرب باستهجان واستهزاء إن لم نقل باحتقار ووضاعة, وكأنها اقترفت فعلاً أخلاقياً مشيناً, وقد يطلقون عليها الصفات التي لا تليق بإنسانيتها وكرامتها وهذا ما يدفع بالغالبية من النساء- حتى اللواتي يعرفن القانون جيداً- لعدم التبليغ عن العنف الواقع عليهن.
أي أن القانون مازال قاصراً بشكل مباشر أو غير مباشر عن حماية المرأة عبر عدم تأهيل القائمين على تنفيذه من جهة، ومن جهة أخرى بسبب عدم وجود قانون أسرة حقيقي وشامل يحمي المرأة والطفل.
لذا نجد لزاماً على المعنيين بقضايا المرأة من المجتمع الأهلي الإصرار على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بكل الوسائل المتاحة وأهمها تسليط الضوء عليها كما كان مع ظاهرة جرائم الشرف وتبني حملة إعلامية وحقوقية ضدها، وأيضاً على الجهات الرسمية المسؤولة أن تعمل على تحقيق الأمن والأمان للمرأة في المجتمع من خلال سنّ القوانين والتشريعات، وإيجاد أماكن رعاية وحماية وتأهيل للنساء المعنّفات، وإلاّ فإن هذه الظاهرة ستخلف وراءها مزيداً من العنف الذي يعيق تطور المرأة والمجتمع.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغبت بمساعدته على تكاليف الحياة فقتلها بدافع الشك
- صراحة الأزواج...مغامرة أم ضرورة..؟
- كيف يرى الرجل صداقتها له
- كان عامٌ حافلاً بقضايا المرأة
- عندما يصبح الغدر مكافأةً كبرى
- شموع أنارت ليل دمشق...فهل تنير دروب التائهات عن حقوقهن..؟
- مرّة أخرى الدعم لمستحقيه... ما عدا المطلّقات
- المشروع الجديد للأحوال الشخصية... تهميش للسورين عموماً وللجه ...
- هل تكفي الأيادي البيضاء لمعالجة الحالة...؟
- هل ما زال الاتحاد النسائي معني بحقوق المرأة بعد رفضه حكم قضا ...
- الجلد... أثمن هدية للمرأة العربية..!
- عيد بأي حال عدت يا عيد
- راتب الزوجة... استقلال أم إذلال..؟
- مخطوبة لأكثر من مرة...يعني أنك ستوك..!
- إلى متى تظلُّ فتياتنا قرابين على مذبح جرائم الشرف..؟ مشروع ا ...
- نساء العالم تقتحم حصون البرلمانات
- نظرات تربوية في العلاقة الزوجية
- تمثيل مصطنع... وفاعلية مزيفة
- عرض كتاب المدينة في ألف ليلة وليلة ملامحها الثقافية والاجتما ...
- سبايا القرن 21


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - مواكباً للقتل بداعي الشرف ضرب المرأة بات ظاهرة تستدعي التصدي لها