|
حمودي الحارثي... يستذكر سليم البصري و حسين مردان
مازن لطيف علي
الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 11:01
المحور:
الادب والفن
فنان بنكهة ونكته عراقية صرفة أمتع العراقيين حتى أمست نوادره تدور على كل لسان مثل الأمثال، فقد جسد بموهبتة الفطرية والعفوية العراقية صورة لا تمحى فطرتها الطيبة والدماثة والإيثار الاجتماعي والحس المرهف وكانت هزليته تعكس توق عراقي للمرح الملتزم .. الفنان حمودي الحارثي الذي عرفه الجمهور بشخصية "عبوسي" الشخصية التي كرستها ملامحه الطيبة وهيئته و تصرفاته التي كانت تتماهى وتسترسل بإنسياب بين صوبي وعالمي الفن والحياة العامة. في اول حضور له لشارع المتنبي يوم الجمعة تفاجأ الحارثي بأهتمام المثقفين والأدباء وباعة الكتب والناس البسطاء بالسؤال عن صحته والتقاط الصور العديد معه في مقهى الشابندر طلبت منه التقيته في شارع المتنبي واخبرته ان اجري حواراً معه في فرحب بالفكرة قائلاً ها أنت من المئات تسحبني الى وفاء حبك فدخلنا مقهى الشابندر وقد فوجأ الجالسين في المقهى بوجود الفنان حمودي الحارثي فبين السلام عليه وتقبيله والتقاط الصور معه التي اخذت وقتاً طويلاً مما اضطرنا الى الأعتكاف في زاوية في المقهى رغم ذلك لم يستطع الفنان الحارثي من الاسئلة من محبيه وعشاقه ، حبيبي يامازن أنت شاهدت بام عينيك فرح العراقيين ومحبتهم ورأيت كيف أستقبلني الجالسين في مقهى الشابندر التي أعيد بنائها لقد أحتفل الجالسين بك يامازن قبل ان يحتفلوا بي وهذا يرجع أنك صحفي وشخص مؤثر ومثقف وأهنئ الصحافة العراقية بأن تكون أحد أفرادها أن لأنك أنسان نبيل لما سمعته عنك وماقدمته لصديقي الرائد زهير القيسي ،أنظر ياصديقي هذا هو جمهوري يمكنك نقله بتجرد وموضوعية الى القاري،هذا هو نتاج مسلسل تحت موس الحلاق الذي قدمه وكتب حواره الراحل الكبير سليم البصري ،أنني أسميه من هذه اللحظة سليم البغدادي لأنه أروع من كتب حواراً بغدادياً أصيلاً.. وقد ذهلت من ذاكرة الحارثي حيث تعرف على العديد من الشخصيات الموجودة في المقهى *كيف ودعت سليم البصري أستقبلت مكالمة هاتفية في الساعة الخامسة صباحاً نبا أن البصري نقل الى المستشفى النعمان فهرعت مسرعاً الى بيته وصلت الساعة السادسة صباحاً،لم أرى البصري في البيت قالت لي زوجته أنه في المستشفى قد مات ،حاولت أن أذهب الى المستشفى لكن زوجته أخبرتني أن الجنازة في طريقها الى البيت وبقيت أنتظر،طلبت من زوجته أن تفتح باب البيت أو الكراج قالت لي حمودي روحوا دفنوا، قلت لها بزجر وفتحت الباب أنا وزوجة صديقه ابو رعد الساعدي التي كانت تبكي دماً عليه ،فتحنا الباب بالقوة وأدخلنا الجنازة الى الصالة،ووصل بعد ساعة نقيب الفنانين في وقتها الفنان داوود القيسي وراسم الجميلي وخليل الرفاعي ورضا الشاطئ واولاد صديقه الفنان الراحل طعمةالتميمي وأخيرأوصل صادق علي شاهين وهناك أحد طلبة الأكاديمية وبعدها وصل أبن أخيه عباس،هؤلاء فقط وجمهرة من الناس الطيبين كانوا موجودين ,اذكر أني سألت زوجة البصري عن أبنتيهما أية واراك فقالت أنهما عند خالتهم في منطقة المأمون لكن أم محمد تغير لون وجهها وتلعثمت بالكلام وعرفت أن ابنتي البصري موجودتين في الغرفة وأمهماأقفلت عليهم بالقفل،أحد الملامي من مدينة القاهرة جاء لكي يقرأ على روحه الطاهرة فتحنا التابوت وقبلته من جبينه لكن رائحة الخمر التي يحبها ويقدسها يومياً كانت طاغية وأخبرت زوجته أنه يجب أن تغسيله وتكفينه ونعود به الى البت لنقدم العزاء وفي هذه الأثناء حاول داود القيسي أن يتحدث مع وزير الأعلام هاتفياً كي نؤجل دفنه الى وقت العصر لكن جاء الخبر أنه يجب أن يدفن..
أنقل لك يامازن صورة مؤلمة طلبت من زوجته شرشف لكي أغطي جثمانه فأذا بها تحضر لي شرشف قديم من أرجوحة الحديقة وكان ممزق ومبلل فرميته بوجهها ،فذهبت الى عباءته السوداء المطرزة التي أهداها له يونس الطائي صاحب سفريات أطلس فوضعتها على النعش وأنزلت صورته المؤطرة والوحيدة من الحائط ووضعتها على السيارة التي حملت جثمانه وعندما عرفت أحدى النساء بموضوع الشرشف القديم كفرت بكل القيم وأحضرت درزن شراشف جديدة. *هل شًيع رسمياً؟ وضعناه على سيارة أجرة وركبت أنا في صدر السيارة والأخت الغالية أم محمد في الخلف وأبن أخيه عباس ،ومشينا من البيت ولم يمشي معنا من هؤلاء الفنانين أحد جميعهم كان لديهم سيارات خطوة واحدة لم يشيعوه فقط أمام البيت،هذه هي الحقيقة وقد طلب البصري أن يدفن الى جوار شقيقته في النجف في وصيته،وكنت آخر من وارا التراب فوق جسده، ويمكننا يامازن أن نزور القبر سوية وسوف أكشف لك عن أشياء أخرى فيما بعد،أقيم للبصري مجلس عزاء في جامع أبن بنية لمدة 3 أيام حضر العديد من الوزراء والمسؤلين ،لكن لم يصور هذا المجلس وقد قدموا لي الوزراء التعازي بحرارة سوى وزير الأعلام عندما صافحته بشكل أعتيادي شعر بذلك.
* وماهي علاقت بالشعر حسين مردان علاقتي بحسين مروان بدأت عام 1956 من خلال قراءتي لديوانه ..قصائد عارية الذي صمم غلافه ولوحاته صديقي الفنان الخالد خالد الرحال ،توطدت علاقتي أكثر من معرفة وثقافة عندما كتبت قصيدة نشرت في أحدى الصحف العراقية يغازل فيها مضيفة في الخطوط الاسكندنافية تغزل بالمضيفة حيث تصور أن بجلتها قد تم خياطتها بخيط واحد فكان يبحث عن رأس هذا الخيط ليسحبه ويرى جسدها العري،أتمنى أن أقرأها مرة ثانية. عند سفري الى تركيا عام 1960بعث أحد الأصدقاء بيدي شاي وقهوة لشخص عراقي يعيش في مقهى تقسيم التي يجلس فيها العراقيون ، وقد ذهبت الى تلك المقهى وأنا أتخطى وسط المقهى أذا برجل يدخن النرجيلة وقميصه مفتوح وبطنه ظاهرة من تحت القميص وشعره السرح،مكتنز الخدود الموردة وينفخ النرجيلة فقال لي:هاي وين رايح ..أجابك هنا..نظرت اليه بنشوز وعرفت الشخص العراقي الذي بعثت بيدي الأمانة ورحب بي وسألته من هذا الشخص فقال أنه شاعر عراقي مجنون،قلت له من هو قال يقولون أنه حسين بن مردان،رميت الأمانة الى صدره وأنامصدوم بما سمعته وهي لحظة العمر كله ،أربع سنوات وأنا أقرأ قصائده العارية وأتابع هذا الشاعر الفذ فجأت اليه قلت له أبو علي فرمى النركيلة وقال لي كيف عرفتني أنا قلت لك تفضل لكنك لم تجلس فقبلته ، وقال لي كيف عرفتني فقلت له شخصياً لو ثقافياً،اخبرته أنني احببتك من خلال قصائدك العارية،ثلاثة أسابيع لم نفترق في أسطنبول ،وبذلك بدأت رحلتي مع حسين مردان والحديث يطول عن حسين مردان وقد دفنته وغسلته أنا مع مجموعة من الأصدقاء منهم شمران الياسري ،زهير الدجيلي،حميد الخاقاني،احمد خلف،جمعة اللامي. وخرجنا من المقهى بعد ان وعدني الفنان الرائع حمودي الحارثي بعدد من الحوارات معه ليكشف لي العديد من الخفايا التي لايعرفها الجمهور .
#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية
-
جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت
-
صدور العدد الأول من مجلة اطياف
-
مذكرات دولة..السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الح
...
-
يهود الديوانية .. اسماء وذكريات
-
الحداثة في العمارة الاسلامية
-
رأس اللّغة جسمُ الصّحراء
-
سيد محمود القمني : بلادنا لم تعرف نظام الدولة العلمانية منذ
...
-
مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة
...
-
غادا فؤاد السمان : خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل
...
-
يهود اليمن
-
الفنان التشكيلي سيروان شاكر عقرواي : الفن التشكيلي العراقي ك
...
-
جمهورية مهاباد الكردية .. نجاحها وفشلها
-
النشاط الاقتصادي ليهود العراق 1917_1952
-
د. عبد الخالق حسين : الجهات المعادية للعلمانية هي المهيمنة ع
...
-
الصحف اليهودية العراقية في ثلاثينيات القرن العشرين
-
الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس :لا شعر بدون حدس و خيال
...
-
الشاعر صلاح حسن: الشعر يخاطب الأحاسيس والرواية تخاطب العقل
-
القاص والروائي سعد محمد رحيم: المثقف الآن هو فاعل اجتماعي يد
...
-
رشيد الخيون : هناك أكثر من سبعين آية قرآنية أشارت إلى العلما
...
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|