أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد وادي - واين هي السيناتورة؟















المزيد.....

واين هي السيناتورة؟


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 21:09
المحور: كتابات ساخرة
    


عطفا على مقالة الدكتور الفاضل كاظم حبيب والموسومة: شر البلية ما يضحك.... أقول أن شر الكوارث ما يدمي ويغم النفس حيث لم يعد الفرح المقتنص من المشهد الحزائني في عراقنا الجديد بكل ملابساته الفنتازية يململ أحزاننا وقوفا على مصائبنا بل يبكينا ويحيل لحظة الأمل ببناء عراق جديد إلى تراجع خطير في الإمساك بخيط الضوء الذي أتاحه لنا التغيير الجديد ليتحول إلى بداية نفق أكثر سوادا وعتمة من ذي قبل ولم نعد نفهم ما يحدث من محطات لعلها ما حدثت قبلا على الإطلاق، وباتت سمة عراقية بامتياز.
لعل القارئ الكريم قد فهم سبب هذا الهم وهذا الإحساس بمرارة ما يمر به العراق من مزالق قد تنقله إلى مراحل متأخرة من التاريخ الحديث بعد أن حقق العراقيون توافقا حضاريا متميزا بات مثار إعجاب منذ أربعينيات القرن الماضي حين نشاهد معالم اجتماعية وثقافية كانت شديدة الاقتراب من الحياة الأوربية من حيث ممارسة المرأة لحياتها بحرية حيث ولجت الكثير من الميادين التي كانت حكرا على الرجال ونافست بكثير من الندية سلطة الرجل ووضعته أمام الأمر الواقع واعترف بانجازاتها في ميادين عدة. ولنا في هذا القول العديد من الشواهد التي تدلل إلى أي حد وصلت إليه المرأة العراقية بكفاحها الذي من خلاله انتزعت الكثير من حقوقها في مجتمع اقل ما يوصف به انه كان بقيم عشائرية شديدة الانحياز للسلف والأعراف الاجتماعية بقيودها وتقاليدها المنغلقة مما يحيط بها، حيث كنا نرى الفتيات بلباس غربي وهن يلجن المؤسسات التعليمية ونرى اختلاط الشباب ذكورا وإناثا في المؤسسات الجامعية وحضورا لافتا لنساء في كل مرافق الحياة العراقية منذ العهد الملكي حتى مرحلة الانتكاسة بعد التغيير حيث سبق حزب البعث الفاشي الأحداث حين حول انتكاساته إلى تصفية حسابات مع شرائح المجتمع العراقي فكان للمرأة حصتها من القمع البعثي بتصفية العديد من النساء لأسباب شتى، إنما الانتكاسة الأعظم بعد سقوط النظام البعثي حين ظهرت خفافيش الظلام إلى الواجهة واخذ المد الديني بتركيبته المتخلفة بالزحف على مفاصل الحياة العراقية وسمحت الظروف للمتخلفين والجهلة والظلاميين من معممين وغير معممين حتى منهم من تلفع برداء الدين واختبأ تحت جبة المعممين من القتلة البعثيين لتبرز ظاهرة خطيرة ما عرف العراقيون مثيلا لها تلك هي ظاهرة المحجبات والمنقبات والملفعات بأردية دينية من بينهن جواري لرجالات الوضع الجديد ومنهن من سترن أجسادهن خوفا من الملاحقات والتصفيات بقيادة مليشيات القتل القذرة ومنهن من التحقن في تنظيم القاعدة المجرم بحيث باتت هذه الظاهرة هي الغالبة في مجتمع كان بالأمس قبلة لدول الجوار وخاصة الخليجية منها في فتح منافذ حضارية للانتقال بالمجتمع إلى حيث المساواة والتمدن والاعتراف بحقوق مكونات المجتمع وإعطاء المرأة حقها في الاختيار وحرية الاعتقاد واكتساب المهدور مما اغتصب منها.
إنما نحن أمام تراجع خطير في وضع المرأة العراقية وخير دليل على ذلك هذا الكم الهائل من السيناتورات الملفعات بالسواد واللائي تحولن إلى محرمات لا بالحرية الجنسية التي لا ننوي التكلم عنها بل بالتبعية للرجل وإلغاء القيمة الإنسانية لصالح الرجل سيناتورا كان أم من عامة الناس حتى لكاننا حين نفرح بوجود برلمان حقيقي في العراق الجديد تواجهنا تلك الاجساد التي غطتها العباءات وأغطية الرأس السوداء وكفوف الأيدي ولم نر غير الوجه الذي قد يأتي يوم ونراه قد ستر بالخمار الأسود والعجب العجاب قادم لا محالة إذا لم نجد النية في الانتقال من هذه الحالة الكارثية قولا وعملا لنشعر أننا أمام برلمان حقيقي أسوة بدول العالم ذات التقاليد الديمقراطية العريقة لنفتخر وقتها أننا فعلا أمام تغييرات حقيقية دون أن تخلوا من مثبطات ومعوقات من أطراف عدة لا يعنيها التغيير بل تضع مصالحها الذاتية الضيقة في مقدمة أولويات اهتماماتها أما الوطن وأجندات الخراب الذي قد تتعرض لها العملية السياسية برمتها وترك الحبل على الغارب ومستقبل العراق يكون على كف عفريت فهذا أمر لا يعنيهم.
ما دعانا إلى هذا التناول هو سريالية البوستر الإعلاني الذي التقطه الدكتور كاظم حبيب ليكتب عنه بكثير من الأسى كون ما معلن فيه يعد سابقة خطيرة في سيناريو الانتخابات في العالم بأسره كونه يمثل حالة لم يألفها المجتمع الإنساني المتحضر طبعا لأنها خارج حدود التصور.
امرأة ترشح نفسها للانتخابات القادمة لتصبح سيناتورة لكننا لم نطلع على صورتها بل بادرت بعبقريتها باختيار صورة زوجها عفوا بعلها لكي لا نبتعد عن الوصف الذي تحبذه متفاخرة ومعتزة كونه شيخ لتتصدر صورته البوستر وتعزز دعوتها إلى الناخب كون السيد الشيخ بعلها هو اخ الشيخ.....كما مذكور اسمه أعلاه دون أن تكشف عن صورتها ليتسنى للناخب التعرف عليها لاختيارها للعمل الأصلح.
كيف يتسنى للناخب أن يختار شخصا مجهولا ليمثله بمجرد انه من صلب الشيخ فلان وزوج الشيخ علان وأخ الشيخ فلتان وكيف للسيدة السيناتورة أن تسمح لنفسها أن تلوذ خلف صورة زوجها عفوا بعلها ومن هي السيدة المنتخبة وهل هذا الأمر يصنف ضمن العمل السياسي والفعل الديمقراطي أو البله الآدمي اللا مسؤول ومن يتخذ القرار هي أم زوجها ومع من سيتعامل الناخب في حالة حصولها على المنصب البرلماني أسئلة لا طائل من ورائها للحصول على الإجابات كونها تدخل في خانة الطلاسم التي باتت سمة مميزة للوضع السياسي في العراق.
كيف تسمح المفوضية العليا للانتخابات لهكذا مهزلة تنم عن تخلف الناخبة وسخرية بعلها بقيم انتخابية ينبغي أن تكون محط احترام للمشهد السياسي والعملية الديمقراطية واحترام شخص الناخب وتجربة فتية يراد لها أن تكون مثار فخر للعرب والمنطقة برمتها. هل بلغ الاستهتار بمشاعر الناس إلى هذا الحد من الاستخفاف وماذا يقول أعداء العملية الديمقراطية حينما يلتقطون هكذا مهزلة ليؤسسوا عليها العديد من حالات التهكم لتشفي غليلهم المريض أصلا والراصد للهفوات للوضع الجديد؟
إذن وتمثلا بما فعلت السيدة الفاضلة بإمكاني أن أعول على سمعة جدي الروزخون لأعلن ترشيحي بصورة المرحوم جدي وهي تتصدر بوستر الترشيح.
هنا نقول أن شر البلية ما يضحك ويدمي ويوجع ..و...و...
إذا كان برلمانيو المستقبل بهكذا قدر من الاستهجان لمشاعر الناس والفهم الأبله للعملية السياسية فما المرجو منهم أن يفعلوه وما عساهم أن يقدموه لنا نحن الذين ننتظر تغييرات جذرية لتحسين تفاصيل حياتنا وفتح أفق جديدة لمستقبل مشرق ينتظره كل العراقيين إذا كانوا بهذه الطينة وهذا التكوين.
أين هي المنظمات النسائية التي تعمل على تحرر المرأة العراقية من ربقة التخلف وسطوة الرجل وظلمه وهي ترى مثل هكذا حالات ليست بالعادية لأنها لا تندرج في خانة عنف النساء أو التمايز الاجتماعي بل بصهر شخصيتها تماما داخل شخص بعلها لا حالة عادية بل كسيناتورة مرشحة لرفع الظلم عن نساء العراق. ها..ها..ها...
ورقصني يا ددع.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يقول الصداميون واحبتهم عن مذبحة اليوم؟
- الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية
- البعثيون طينة واحدة فلا تؤمنوهم
- من هو الفاجر يا عريفي؟
- اهي فكتهم ام فكتنا؟
- قائمة اتحاد الشعب امل العراقيين في التغيير
- لا فظ فوك يا آلوسي
- واين صوت المحرمات
- الكويتيون وشبح الماضي
- القتيل يوارى والقاتل يتوارى ولا من عقاب
- الالاعيب البعثية ومخاطر عودتهم
- تلك هي الصفاقة بعينها
- لا حل سوى العين بالعين
- الانظمة القمعية لا اعداء لها
- وشهد شاهد من اهلها
- القائمة المغلقة وخفافيش السياسة
- المطلوب فضح حرابي السياسة
- اهي وقاحة النظام السوري ام لا اخلاقية متهميه؟
- صور من العراق الجديد
- هكذا نريد المالكي


المزيد.....




- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد وادي - واين هي السيناتورة؟