أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حسين يونس - مليون جنية لكل لاعب !! إنها قسمة ضيظى















المزيد.....

مليون جنية لكل لاعب !! إنها قسمة ضيظى


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 20:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يظل العامل أو الفلاح يشقى يوميا لمدة عشر ساعات، وربما أكثر طول أربعين سنة، وقد تصل إلى الخمسين حتي يموت، ولا يبلغ مجموع ما يحصل عليه أعتاب النصف مليون.
ويظل الطبيب أو المهندس أو المحاسب أو الأستاذ، يعمل ويواظب على الاستيقاظ المبكر والذهاب للعمل والعودة منه، ومصارعة الظروف والزملاء، ويبقى السيف معلقا على رأسه خوفا من فقد عمله، ولا يصل مجموع ما يتقاضاه طول حياته المهنية، إلى مليون جنية إلا في حالات شاذة، عندما يكون وزيرا محظوظا ومرضي عنه.
وتظل الحكومة تستنزف وتهدد وتحاصر أفراد أسرة كاملة، تجبى منهم المكوس والضرائب، ولا يبلغ ما تجبيه بالقهر والقسر علي مدى حياتهم المليون جنيه.
قرى لا حصر لها، يشرب أهلها مياه مخلوطة بالمجارى، لأن إنشاء شبكة صرف صحي لها، يحتاج إلى مليون جنيه، مدارس يجلس الأطفال فيها على الأرض لتلقى الدروس، لأن شراء مقاعد لهم يحتاج الى عشر أو خمس هذا المليون اللعين، مشاريع متوقفة لأن تمويلها يعانى من عجز أقل من مليون جنيه، مستشفيات تعمل بأدوات من العصور الوسطى، لأن تحديثها يحتاج للمليون.
فما بال الحكومة الرشيدة، توزع على لاعبى الكرة الملايين كل لاعب مليونا، كما لو كانت توزع ملبن أو عجوة أو شيكولاتة، الا يوجد بمجلس الشعب الموقر عضوا يسأل، حتى ولو من باب العلم بالشيء، كم تكلف هذا الكأس الذهبى من أموال دافع الجباية المصرى، أم أن وظيفة هؤلاء النواب هو التشجيع لمانحي البسمة والسعادة للشعب كما وصفتهم جرائد الاول من فبراير.
السؤال .. بكم دفعت الحكومة لقاء بسمه لكل فرد من أفراد الجمهور، الذى ملأ الشوارع، وكم كلفها هبه السعادة والصياح المهللة، بعد أن أدخل "جدو" الكرة بين الثلاث خشبات.
وهكذا بعد أن انفض المولد، وخرج الذى خرج ، وصاح الذى صاح، ورقص الذى رقص، كم دفعت الحكومة المصريه التى تعانى عجزا مزمنا فى الميزانية، لكى يرقصون ويغنون ويصيحون !!.
هذه العشرات من الملايين، بل المئات من الملايين، وقد تكون الآلآف التى ساهمت فى منح السعادة للمصريين، عن طريق فريق حسن شحاتة، الذى يغرق فى الأموال سواء خسر أو كسب، من أين يتم تمويلها !! هل من تعب وعمل المصرى !! هل من الاعانات الاجنبية!! هل من ناتج تصدير الغاز والبترول!! هل من عوائد قناة السويس!! أم هى أوراق تم طبعها فى مطابع العملة من أجل عيون حسن شحاته وعزوته.
طبع أوراق العملة دون رصيد إنتاج قومي يقابلها، معناه تخفيض القيمة الشرائية للجنية، معناه أن المائة جنيه التى كسبتها أو ادخرتها، انخفضت قيمتها لتصبح حول التسعين جنيها، إغراق لاعبى الكرة بالملايين، معناه إفقار الملايين من المصريين .
حسن شحاتة الذي صنع المعجزات، وكسر الأرقام القياسية بتغلبه على فرق عاجزة، تعانى من الأنيميا الحضارية، ولا قيمة لها في السوق العالمي، كان كالأعور بين العميان، والحمد لله انه لم ينزلق بنا الى ساحة المبصرين، وإلا كان نصيبنا بالإضافة للخجل، تخفيض جديد لعملتنا ببعض عشرات من القروش.
المليون جنيه من الورق المطبوع، لا قيمة لها لانها لا توازى عملا منتجا.
هذا البطل القومي الذي طالب مذيع "قناة الجزيرة" المسئولين بعمل تمثال له، في أحسن مكان، عندما يناور ويحاور ويعزز من نفسه، بإدعائه أن نيجيريا تجرى خلفه، كي يرضى ويدرب فريقها، هل يستطيع أن يقدم لها جديدا!!.
حسن شحاتة الذي ينحى من لا ينضم لصلاة الجماعة، ماذا سيفعل مع النيجريين، إذا كانوا من غير دينه، وهل سيرفع هناك كتبهم المقدسة بدلا من المصحف، وهل سيشهر بمن لا يطيعه طاعة عمياء، أو لا يسجد بعد كل هدف، ويعلى بمن ينافقه، أم ان هذا صعب معهم، وماذا سيفعل مع لاعبي أكبر أندية في العالم، هل سيوقف الدورى عندهم لشهور، لأن سيادته سيجمعهم فى معسكر تأهيل كما فعل في مصر، وهل سيستسلم له (ما نشيستر يونايتد) أو( اية سى ميلان) كما استسلم (الاهلى) وتركة يدمر ثروته سواء بإرهاقهم، أو تدريبهم بأسلوبه البدائي، أو تحريضهم على ناديهم، حسن شحاتة يعرف إمكانياته تماما، وهى لا تزيد عن مدرب محلى محدود الثقافة والقدرات.
ولكنه يستثمر الحماس الجماهيرى، حتى يزيد من قيمته التسويقية، خصوصا وأنه سيواجه بسنتين عجاف سيبقى فيهما فى الظل، وهو لذلك يود أن يرفع من قيمة عقده مع الحكومة، التى تدق ورق العملة فى المطبعة وتسلمها للأخ سمير زاهر، يفرقها على الخلان والاحباب والمريدين والناخبين، لأتحاد فشل خلال العام الماضى فى احراز أى تقدم على أى مستوى.
اذا كانت هذه الملايين التى أغدقت وستغدق على اللاعبين ستتحول الى مشروعات اقتصادية، تحسن من مستواهم ومستوى أسرهم المعيشى، فمرحبا .. أما اذا كانوا سيقعون فى شراك السماسرة، والشركات الاسلامية الاخوانية، فتتحول الملايين الى دعم لفقهاء الوهابيين، ينفقونها على دعايتهم وارهابهم ومفرقعاتهم وتدميرهم، المادى والمعنوى للمصريين، فهنا يجب أن نقف لتغيير الحسابات.
التاريخ يقول أن معظم اللاعبين الذين حصلوا على الملايين، تم خداعهم من شركات توظيف الاموال ونهبهم، وهو أمر قريب من الحقيقة، فمعظم اللاعبون ذوى ثقافة محدودة (ان لم يكن تعليما محدودا أيضا) وهؤلاء يسهل خداعهم بواسطة الدجل الدينى والسلوكى، وهم فى نفس الوقت محدودى الموهبة فليس بينهم شاذلى أو مصطفى رياض أو صالح سليم جديد، لذلك فهم يكتفون من الغنيمة بالإياب، ويسهل على السماسرة استغلالهم فى استنزاف واضح لدخولهم ، وبالتالى فليس من الغريب أن تجده بعد حصوله على الملايين وضياعها، يبحث عن عمل يساعده على مواصلة الحياه فى زمن البرودة وانحسار الاضواء، ولكنهم لا يتعلمون.
الملايين التى تدفقت مع الأنواط والنياشين، على السادة الاداريين والمدربين واللاعبين، الا تثير التساؤل لدى ضابط متقاعد حارب فى 67 و أذل هناك، وساهم فى معارك الصمود والتصدى، وشرب المر وذاق الرعب والخوف، وكاد أن يفقد عمرة عدة مرات، وساهم فى عبور73، وحوصر مع من حوصروا، وعندما أحيل الى التقاعد، كان عليه أن يعمل فى الحياة المدنية لأيام وليالى طويلة، لتعويض هزال معاشه الذى لا يتعدى عدد محدود من مئات الجنيهات، وعندما يحصي الحصاد يجد أن مجموع ما تلقاه خلال رحلة عذابه الطويلة، يتقزم أمام هذا المليون، فاذا ما قارن حاله مع حاملي الأنواط ، الذين سيقبضون كل مطلع شهر آلاف الجنيهات، لمدى حياتهم وحياة وارثيهم، لأن أحدهم أدخل فى الدقيقة الخامسة والثمانين من مباراة مصر وغانا الكرة بين الخشبات الثلاث، فلابد أن يرى أنها قسمة ضيظى ، أم أن الأولويات لدى الحكومة تحتاج لمراجعة !!



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصدقوا هذه الجماهير
- يا أهل مصر اهربوا منها
- أبناء الديانة الرابعة ...هذا قدركم
- أحلام القرن الحادي والعشرين وإشكالية التنوير
- أنا مع الفرعون .. طبعا 3/3 ..الحلقة الأخيرة
- أنا مع الفرعون .. طبعا (3/2)
- أنا مع الفرعون .. طبعا (1/3)
- مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير
- مصر مستعمرة وهابية 2
- مصر مستعمرة وهابية
- القلعة الفولاذية السوداء تتحرك
- لوحات الجد حسن و غضب الله
- الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي
- آسف..قضية التطور يمكن ان يلحقها ضرر
- صعود وسقوط القوميه العربيه
- اللي يعوزه البيت يحرم علي فريق الكره
- خسارة ... فريق السجَادين لن تفهموا أبدا
- مسلسل رمضانى
- بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حسين يونس - مليون جنية لكل لاعب !! إنها قسمة ضيظى