أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نور الدين أسويق - حزب الله و الولايات المتحدة الأمريكية














المزيد.....

حزب الله و الولايات المتحدة الأمريكية


نور الدين أسويق

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 17:23
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الحلف غير المعلن بين حزب الله و الولايات المتحدة الأمريكية
في العراق المحتلّ
يعتبر حزب الله اللبناني من الحركات المقاومة، التي حازت الكثير من التعاطف من طرف الشعوب الإسلامية، بسبب عمله المقاوم الذي كان وراء العديد من الإنجازات التاريخية: كدحر الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان و تحرير الأسرى من سجون الاحتلال... كما أن حزب الله عبّر دائما عن رفضه لسياسة الغرب، الذي يساند إسرائيل بكل الوسائل الممكنة، الأمر الذي جعل علاقة الطرفين تتسم دائما بالعداء و الرفض المتبادل.
لكن هذا الموقف من جانب حزب الله اتجاه الغرب عموما، و الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، سيتعرض للكثير من التشويش مع هجوم الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها على العراق، الذي كان من بين مؤيديه الأحزاب الشيعية العراقية المعارضة لصدام حسين، و التي كانت تتخذ من إيران مقرًا لها.
إذا كان حزب الله يصنف اللبنانيين الذين تعاملوا و تعاونوا مع الاحتلال الصهيوني بأنهم عملاء يجب محاكمتهم على جريمتهم هذه، فإنه يتردد كثيرا في اتخاذ نفس الموقف من الأحزاب الشيعية العراقية التي لم تكتف بالتعامل مع الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين، بل شجعت المحتل على القيام بعدوانه على العراق، و قدمت له التبريرات لجريمته هذه و هاجمت كل من يحمل لواء محاربة المحتلين للعراق، بوصف المجاهدين بأحطّ النعوت: الإرهابيين، التكفيريين، البعثيين...
عبثا حاول حزب الله إخفاء حقيقة تعاطفه مع هذه الأحزاب الشيعية العراقية المساندة للمحتلّ، من خلال تأكيد أمينه العام مساندته للمقاومة العراقية، إلا أنّ ملاحظة سلوك الحزب اتجاه هذه الأحزاب يؤكد أن هذه المساندة "اللفظية" للمقاومة العراقية مجرّد ذرّ للرماد في العيون، و إلا كيف يستقيم الجمع بين مساندة المقاومة و استقبال عملاء الاحتلال على قناة المنار و صبغ صفة دولة الرئيس عليهم (استقبال رئيس الوزراء العراقي السابق الجعفري على برنامج "بين قوسين" بقناة المنار)، رغم أن الاحتلال هو من نصّبهم في مواقعهم، أو نعي من كان يحارب المقاومين و المجاهدين للاحتلال (نعي حزب الله لعبد العزيز الحكيم الذي عبّر دائما عن رفضه للمقاومة التي يصفها بالإرهاب)...
إذا كان حزب الله يرى في تعاون الأحزاب الشيعية العراقية مع الاحتلال أمرًا مبررًا، فلماذا لا يجد نفس التبرير للأطراف اللبنانية التي تعاونت مع الاحتلال الصهيوني خلال الحروب التي شنّها هذا المحتلّ على لبنان و آخرها عدوان يوليوز 2006 ؟
إن هذا النقاش حول الموقف من الاحتلال نقاش خاطئ، لأن الأصل أن الاحتلال لا تبرير له، لكن تعامل حزب الله مع الاحتلال الأمريكي للعراق، و موقف المراجع الشيعية بشكل عام من هذا الاحتلال، و إحجامها عن الإفتاء بالجهاد و صبغها للشرعية على العملية السياسية التي تتمّ تحت حرَابِ المحتلّ الأمريكي... كلها عوامل ساهمت في خلق هذا النقاش، الذي كان يجب أن يكون متجاوزا.
إنّ الملف العراقي وضع حزب الله في مواقف متناقضة، و أظهرت أن حساباته طائفية بالدرجة الأولى، فالعملاء في لبنان يستحقون المحاكمة في حين أن العملاء الشيعة في العراق يستحقون ألقاب دولة الرئيس و المتوَفّى منهم يستحق النعي، رغم أنّهم مجرّد أدوات بيد أسيادهم الأمريكان. هذا الموقف أظهر بشكل جلي ازدواجية المعايير التي يتعامل بها حزب الله مع الوقائع، فمن الصعب تبرير مثل هذه المواقف، لأن التعاون مع الاحتلال جريمة لا يمكن أن تبرر مهما كانت الأسباب.
كما أن الموضوع العراقي، الذي انفضحت من خلاله أيضا إيران، أظهر تبعية حزب الله للنظام الإيراني، الذي اتخذ موقفا إيجابيا من الاحتلال الأمريكي للعراق، و سارع إلى افتتاح سفارته في بغداد و قنصلياته في باقي المدن رغم أن البلد يقع تحت سيطرة الغزاة الأمريكان. مما يعني أنّ إيران تزكّي هذا الإحتلال و لا تجد غضاضة في فتح تمثلياتها الدبلوماسية في بلد محتلّ.
لو أراد حزب الله الانسجام في مواقفه لعبّر، قولاً و فعلاً، عن مساندته للمقاومة العراقية، و لاستقبل على قناته زعماء المقاومة بدل استقبال من يقوم بالدعاية للاحتلال.... لكنّ الحزب فضّل الإصطفاف إلى جانب العملاء، ليصبح صورة مشوهة بكل معنى الكلمة: يدّعي مقاومة الصهاينة في جنوب لبنان و يساند من جاء على ظهر دبابة الأمريكان (الذين يساندون الصهاينة في فلسطين المحتلة) في العراق !!! متناسيا أن مصير العملاء، عبر التاريخ، هو الخزي و العار، و كان عليه و على هذه الأحزاب الشيعية العراقية المساندة للاحتلال الاتعاظ بمصير دركي أمريكا في الشرق الأوسط شاه إيران، الذي تنكّر له من كان عميلا لهم و بقي يتوسل أسياده استقباله فقط من أجل الاستشفاء، لكنهم رفضوا ذلك، ليعيش بقية أيامه منبوذا و مدفوعا بأبواب رؤساء الدول و الحكومات... و بئس المصير. فهل من متّعظ ؟



#نور_الدين_أسويق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نور الدين أسويق - حزب الله و الولايات المتحدة الأمريكية