أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هشام القروي - أزمة دارفور














المزيد.....

أزمة دارفور


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 883 - 2004 / 7 / 3 - 05:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من الواضح أن هناك شيئا ينبغي فعله لتجنب وقوع كارثة أعظم في السودان. فما تشير اليه العديد من الأنباء أصبح يثير القلق والحرج أيضا, حيث لا يتردد البعض في التذكير بسابقة رواندا 1994"كصيغة مختزلة للعار الدولي". وليس هذا للقول إن ما يحدث في دارفور مشابه, وإنما فقط لأننا لا نريد أن يحدث ذلك في السودان. وليس بالامكان أن يتغاضى العرب (فضلا عن المجتمع الدولي) عن الأزمة التي ذهب ضحيتها الى حد الآن 30 ألف شخص وأرغمت ما يقرب من مليون ومائتي ألف آخرين على الهروب من ديارهم , حيث يعيش مليون منهم في معسكرات قذرة داخل دارفور, فيما لجأ البقية الى التشاد. ويقول البعض ان الحكومة السودانية لا تزال تتحكم في وصول عمال ومواد الاغاثة الى من يحتاجها, ولا يزال النازحون معرضين لهجمات الجنجويد الذين طردوهم من ديارهم. ويحذر خبراء من أن 350 ألف شخص آخرين قد يتعرضون للهلاك خلال الشهور التسعة القادمة نتيجة للمجاعة والامراض وسوء التغذية. وسيموت المزيد إذا لم يقع ايقاف الجنجويد عند حدهم, وهم المسؤولون كذلك عن صدامات مع الجيش التشادي لدى سعيهم لمطاردة اللاجئين عبر الحدود. وليس كافيا أن يقتصر التدخل الدولي على ايصال المعونة للمعرضين لهذه المخاطر, فهذا ما يمكن أن تقوم به المنظمات الانسانية غير الحكومية, وإنما ينبغي أيضا الضغط لايجاد حل سياسي, حتى لا يتكرر نفس السيناريو الذي حدث على امتداد السنوات العشرين الماضية في جنوب السودان, حيث مات حوالي مليوني شخص , في الوقت الذي كانت الخرطوم أيضا تتحكم في وصول المساعدات.
يحكي الناجون من غارات الجنجويد عن قتل للقرويين دون تمييز، وضربهم بالسياط واغتصابهم وعن إحراق لمئات القرى وتسويتها بالأرض بعد أن نهبت وتدمير للغلة المخزونة وتلك التي كادت أن تحصد. قادت تلك التكتيكات إلى إفراغ مناطق كاملة يقطنها الفور، الزغاوة, المساليت ومجموعات أخرى أصغر عدداً تنتمي إلى الأصول الأفريقية السوداء. وحتى إذا لم يصح من هذه الاخبار سوى ثلثها فهو كثير. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا , فقد إندلعت الحرب المكشوفة في دارفور في بداية 2003 عنما هاجمت مجموعتا التمرد اللتان يربطهما تحالف هش ( وهما جيش/حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة) الإنشاءات العسكرية. حمل المتمردون الذين يسعون أيضا إلى إنهاء التهميش الإقتصادي والسياسي الحاد للإقليم السلاح لحماية مجتمعاتهم ضد حملة إمتدت لعشرين عاما. و تقوم بمساندة الحكومة مليشيات ينحدر أعضاؤها من أصول عربية من دارفور وتشاد, وهي مليشيات "الجنجويد" , التي قامت خلال العام المنصرم بإجبار المدنيين على إخلاء المناطق التي تعتبرها الحكومة غير موالية.
ونحن نتساءل كيف يصمت العالم العربي والاتحاد الافريقي عن هذه الممارسات التي تتحدث عنها تقارير لمنظمات دولية معروفة, أي أنها ليست صادرة عن مركز واحد, بحيث يمكن اتهامه بأنه معاد لحكومة الخرطوم. فحين يكون هناك إجماع, فإن الخرطوم مطالبة بتقديم رد.
والمشكلة الآن أن الحرب الأهلية في بعض التحاليل تهدد بإحداث أضرار لا يمكن إصلاحها في التوازن الإثني الهش لسبعة آلاف شخص يربطهم الإسلام, وهي في حقيقة الأمر صراعات ذات حبكات متطابقة. يدور أحد هذه الصراعات بين القوات الموالية للحكومة وبين المتمردين، وفي صراع ثان تغير الميليشيات الحكومية على المدنيين , ويشمل صراع ثالث مجتمع دارفور ذاتها. وتتجاوز تعقيدات هذه الصراعات الحدود الدارفورية. فتهدد بصورة غير مباشرة نظامي الحكم في كل من السودان و تشاد , ولا شك أنه بإمكانها أن تخط مثالا للتمرد في مناطق أخرى من البلاد. فقد تحالف بالفعل مؤتمر البجا من شرق السودان مع جيش تحرير السودان، وقد تظهر مجموعات أخرى- في الشرق أو في الغرب- في إئتلاف ضد الحكومة, حتى أن عناصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان بجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق قد تنضم إليه إذا لم يرضها سير محادثات السلام.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هشام القروي - أزمة دارفور