|
على كل عربي ان يحافظ على مؤخرته
شوقية عروق منصور
الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 09:09
المحور:
كتابات ساخرة
عندما كان يردد الفنان عادل امام عبارة ( كل واحد يحافظ على لاغليغوا) في مسرحية ( مدرسة المشاغبين ) كنا نضحك ونعتبرها نكتة عابرة في سيناريو يريد دغدغة المشاهد من باب الكوميديا اللفظية ، ولكن الظاهر ان زمن الكوميديا السوداء قد استغل الضعف العربي المتمثل بأنظمته الصامتة المطيعة وبدأ يستغل قوته في عرض مطالبه التي تتجرأ على استغلال المواطن العربي حتى حولته الى دمية لا قيمة لها في سوق الشعوب القوية ذات الكرامة والكبرياء والأعتزاز بالنفس . الولايات المتحدة التي وصل بها العري السياسي الى السقوط الكامل في منطق ( رعاة البقر ) اتجاه الشعوب العربية والتي تحمل شعار افلام ( الكابوي ) اطلق النار ولا تناقش ، تضيف الآن الى ارشيفها المتخم بصور الذل والقهر العربي ، فحص مؤخرات المسافرين العرب في المطارات الأمريكية ، بعد مرورهم امام اجهزة تعرية الأجسام وايضاً مراقبتهم طوال فترة الرحلة ومنعهم من تغطية اجسادهم بالبطانيات او الذهاب الى الحمام . لم نسمع أي احتجاج عربي ، السعودية فقط تريد ان تقدم لها امريكا توضيحات لهذه الأجراءات وبالطبع مخرز السعودية لن يستطيع الصمود امام العين الأمريكية ، عندها ستبقى الأجراءات كما هي وسيصبح جسد كل عربي مباحاً في التعرية والتفتيش في مؤخرته ، وسيشنق الشاعر (المتنبي ) نفسه بعد ان جف ريقه وهو يصرخ ( لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ، حتى يراق على جوانبه الدم ) ولم يعد للأمة العربية شرف رفيع بل دم يراق على جوانب الأرصفة المفخخة والأسواق والقتل العشوائي المباح . نحن الآن اصحاب المؤخرات الأرهابية ، لم يعد يكفي الركوع والأنبطاح والتسليم بكل المقدرات النفطية والتنازلية ، الآن اجسادنا هي التي توقع على قرارات النقاء العربي ، فالعربي الجيد ليس العربي الميت حسب الشريعة الصهيونية ، العربي الجيد هو صاحب المؤخرة الفارغة من المتفجرات و لم تعد المرأة العربية الي تتميز حسب مقايس الجمال العربية التاريخية ان ( لها مؤخرة اذا قامت اقعدتها ) ولكن الآن كيف ستقنع المرأة العربية مفتشي المؤخرات ان مؤخرتها بدون اسلحة ، وانها خالية من المتفجرات ، وهي مطيعة مثل قادتها الذين لن يشعروا هم وزوجاتهم بذل التفتيش ، لأنهم يسافرون بطائراتهم الخاصة واوراقهم الثبوتية الموقعة بدمائهم الموالية لأمريكا ، والمواطن العربي كيف سيقنع المفتشين ايضاً بأن مؤخرته خالية من التفكير الأرهابي ؟ وكيف سينظر الى اولاده بعد ان حولوا مؤخرته الى ميدان لرماية الرجولة والتصويب نحو هدف واحد الأمعان في الأهانة والأذلال . قائمة الدول العربية التي ستكون مؤخرات شعوبها ضمن مشروع التفتيش الأمريكي طويلة ، من السعودية الى سوريا الى مصر و السودان والصومال والجزائر وليبيا والعراق ..الخ ولم نسمع جامعة الدول العربية ولا جمعيات حقوق الأنسان ولا اتحاد اوروبي ولا جمعيات داخلية ولا خارجية ، لو هذا التفتيش كان للشعب الفرنسي او الشعب الروسي او الصيني او الألماني او او .. لقامت حركات الأحتجاجات والمظاهرات واستقالت حكومات . لقد تظاهرالعرب على استحياء عندما عبث واغتصب وعذب السجناء العراقيين في السجون العراقية الأمريكية ولم تستطع الصور التي قذفتها الكاميرات العابثة ان تحرك فينا حرارة اليقظة بل تركنا الذئب يتحرك في محكمة الذئاب وطوينا الصفحات . وما زال سجن ( غوانتانامو ) شاهداً على حكايات القنص للكرامة العربية والأنسانية ، وانظمة عربية لا تسأل عن مواطنيها لا في سراء ولا في الضراء فكيف ستسأل عنها في المطارات . مئات من الأمريكين يدخلون الدول العربية كضيوف وجواسيس وسياح ورجال اعمال واصحاب شركات وغيرهم ، فلماذا لاتنتظرهم في المطارات العربية اجراءات تفتيش مثلما هم يفتشون. هناك من قال ( نشتري جميع الأسلحة ولا نستطيع حماية مؤخرات النساء العربيات ) والظاهر ان القائل كان يقرأ في الغيب الأمريكي.
#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|