أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين دويس - تعلموا الوقوف من أجل قناعاتكم














المزيد.....

تعلموا الوقوف من أجل قناعاتكم


حسين دويس

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 12:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


"أول مرة أسافر مع زوجتي ... و ودي اعرف من اللي سافروا مع زوجاتهم كيف يكون الوضع بالنسبة للعباءة ... يعني المدام ودها تطلع بالبنطلون و الشورت بدون عباءة ... لكن أخاف أقابل احد من اللي اعرفهم ويشهّر فيني بكل مكان و انتم عارفين مجتمعنا"

ما في الأعلى كان مجرد تساؤل لمواطن سعودي بسيط في أحد المنتديات يريد أن يقضي إجازته خارج أسوار هذا المجتمع برفقة زوجته التي تريد أن تكون إنسانه تعيش حياتها بشكل طبيعي.
أنظروا إلى أي درجة نخاف من المجتمع ونحاول أن نتقي شرّه حتى لو كان ما نود القيام به خارج حدود الوطن وشيء خاص جدا جدا! إلى أين يقودنا خوفنا؟ إلى أين إلى أين؟ هي فوبيا نتوارثها جيلاً بعد جيل ونتعلمها يومياً..
المشكلة لا تكمن فقط في أننا نخاف من المجتمع ومن بعضنا البعض لا.. بل يتعدى الأمر ذلك بكثير.. بحيث أننا نصبح صور طبق الأصل من بعضنا البعض.. نلبس نفس الوجوه ونقوم بنفس الأفعال ونحارب أي اختلاف حتى لو كان بسيطاً لا يعني شيء للآخرين ولا علاقة لهم به..
هنا نتربى على التقليد والجمود.. نتربى على البقاء في نفس الأماكن وبنفس الأساليب.. لا نريد أن نتغيّر وإن أردنا التغيير توقفنا أمام حائط المجتمع والعادات والتقاليد والدين.. نحاول الهرب من بعضنا البعض لنمارس حياتنا بشكل طبيعي.. نتجنب لقاء بعضنا البعض في أي مكان قد نمارس فيه ما نريده ونرغب به.
أحدهم يتجنب صاحبة في الحج في مكة لأن زوجته كانت تكشف وجهها.. ورجل آخر كبير في السن يشتري دراجة هوائية ليمارس عليها الرياضة ويذهب بعيدا إلى منطقة مهجورة ليمارس هوايته بعيداً عن أعين الناس.. فمن يراه قد يقول " أنظروا إلى هذا الكبير المتصابي..!"
نسافر مع زوجاتنا لأبعد حدود الأرض.. وأول سؤال نسأله عند سفرنا إلى أي بلد.. هل فيها سعوديون؟ شيء مضحك مبكي.. شيء مؤلم أن نصل إلى هذه الدرجة من النفور من بعضنا البعض.. شيء مؤلم أن نسعى فيما بيننا دائماً لأن نكون صوراً من نسخة واحدة بدون أي اختلافات. نحن لا نتقبّل الاختلاف ولا نريده ولا نؤمن به .. يسعى الشخص فينا لأن يكون عادياً وطبيعياً بين الجميع وهي بالتأكيد ميزة كبيرة، ولكنها تقوده ليصبح فرداً عادياً متوسطاً كالآخرين ونسخه متكررة منهم.
إلى متى سنبقى هكذا؟ إلى متى ونحن نختبئ لنمارس ما نؤمن به حتى لو كان بسيطاً ولا يخالف الدين الذي يعتبره المجتمع المشرّع الأول لجميع الأمور الحياتية؟
يقول توما الأكويني " إذا لم تحرّك اليد العصا فلن تحرّك العصا شيئاً " وأنا أقول إذا لم نحرّك دواخلنا تجاه التحرر من كل قيد يجبرنا على أن نكون نسخ متكررة فلن تتغير أوضاعنا.. سنبقى كما نحن تناسخ في تناسخ.

الصعب في مثل هذا المجتمع ليس أن نعيش من خلال الأشخاص المشاركين لنا في حياتنا ولكن الصعب هو أن نكون نحن أنفسنا بعيوبها ومزاياها بدون تجميل وبدون رتوش ونفاق ومراعاة للآخرين في أمور لا علاقة لهم بها.
أنا هنا لا أقول بالتصادم مع المجتمع ولكن كونوا أنفسكم في أدق تفاصيل حياتكم.. لا داعي لأن تجعلون من المجتمع " بعبع " تخشون مخالفته فيلتهمكم..
لا تكونوا أتباعاً للأغلبية في أصغر تفاصيل حياتكم كي يكون المجتمع راضي عنكم. إن كنتم تسعون لإرضاء المجتمع فلن تنالوا غايتكم وستخسرون أنفسكم. قوموا بإرضاء أنفسكم وكونوا أنتم فلن تعيشوا سوى مرّه واحده فقط.. ومن الغباء أن تجعلوا هذه الحياة حياه من اجل غيركم لا من أجلكم.



#حسين_دويس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصرك المليء بالحكايا..
- بين يديّ أستنطق أنوثتك الصامته..
- إن كنت علمانياً فأنت تسمو بالدين..
- ما هي الفلسفة - موجز تاريخي.
- إعدام اجتماعي جماعي من أجل بنطال
- الجزء الثاني من لقاء الدكتور سيد القمني
- سيد القمني في أول لقاء له مع صحيفة سعودية بعد تراجعه عن إعتز ...


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين دويس - تعلموا الوقوف من أجل قناعاتكم