فهد ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 883 - 2004 / 7 / 3 - 05:15
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أعلن معهد البحوث السلمية(سيبري) في أستوكهولم أن دول العالم المتقدم والمتخلف منها قد أنفقت956 مليار دولار في عام 2003 من أجل التسلح وشراء الاسلحة بزيادة قدرها 11 %عن المبالغ المنفقة من أجل التسلح عند مرحلة نهاية الحرب الباردة.تأتي أمريكا في مقدمة الدول التي أشترت أسلحة أذ بلغت قيمة ما أشترته 417 مليار دولار ثم تتبعها فرنسا والمانيا ...الى ان تبدء قائمة دول لا يعرف احد ماسر تكالبها على شراء كميات هائلة من الاسلحة وبمبالغ ان وجهتها لخدمة الانسان والبنى التحتية لمجتمعاتها لتمكنت من وضع حد للفقر والمجاعة والامية،فدولة مثل أرتيريا أنفقت على شراء الاسلحة بما يفوق دخلها عدة مرات إإإفي حين ان دول من أفريقيا وآسيا أو دول من الخليج لم تشهد يوما هدير الدبابات او قصف الطائرات ،نجدها في مقدمة الدول المتكالبة على شراء الاسلحة.
أنفلات معايير الغطرسة والعسكرتارية الامريكية التي تصاعدة منذ أحداث 11 سبتمبر، جعلت العالم يغلي بصراعات وحروب تملك أمريكا الحق في أشعالها تحت شعار الحرب على الارهاب .المخاوف الكبيرة التي ولدتها الحروب الامريكية في أفغانستان والعراق وتهديدها بشن حروب أخرى،دفعت بالكثير من دول العالم للسعي لشراء كميات كبيرة من الاسلحة ظناً منها أنها بهذه الاسلحة لن تتحول الى لقمة سائغة لجيوش وصواريخ أمريكا او لعلها تتمكن من دحر أعداءها الداخليين.
956 مليار دولار أنفقت من أجل الاسلحة ودق طبول الحرب،ترى ماذا سيحدث لو ان هذا المبلغ الخيالي الرهيب قد أنفق من أجل التعليم والصحة ومكافحة الاوبئة والامراض الفتاكة كالآيدز او من أجل توفير فرص العمل والارتقاء بالانسان ؟من المؤكد أننا سنرى العالم بوجه آخر،غير أن أمريكا ودول العالم الصناعي وشركات تصنيع الاسلحة المتطورة او ذات القدرات التدميرية الفتاكة لا تسمح بتحقيق هذه التمنيات،فأرباحها وأسواقها التي تزدهر في اوقات الحروب والقتل والتدمير،أهم بكثير من أمن وسلام العالم، وأهم من وضع حد للفقر والمجاعة والامية والآيدزاو مكافحة المخدرات.
#فهد_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟