أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - بيرسي بيش شللي - حياته وأعماله -















المزيد.....

بيرسي بيش شللي - حياته وأعماله -


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


بيرســـ
يعد بيرسي بيش شللي (Percy Bysshe Shelley ) في نظر الكثير من دارسي الشعر الإنكليزي ونقاده واحدا من أكثر قادة الحركة الرومانسية تأثيرا. وقد جرى تصنيف العديد من قصائده ضمن أعظم الأعمال الشعرية في تاريخ الأدب الانكليزي برمته. وتكمن عظمته بشكل خاص في قدرته العفوية الفذة على الجمع بين الرومانسية والنزعة العقلانية في قصائد ومسرحيات شعرية تفيض بالعذوبة والجمال وعمق الأفكار ونبل الغايات تعيد الى الأذهان حكمة أنبل الشعراء/الفلاسفة الإغريق - أفلاطون.
كانت حياة شللي التي لم تبلغ الثلاثين عاماً أنموذجا حقيقيا لحياة شاعر :
ولد في الرابع من آب سنة 1792 في "فيلد بليس" في مقاطعة "سوسكس" بإنكلترا في عائلة ميسورة الحال . وكان جده رجلا متسلطا قوي الشكيمة أما والده فكان شخصا تقليديا ضعيف الشخصية . كان العالم الغربي، وإنكلترا على وجه الخصوص يخوضان عندها في عصر جديد من الأفكار والمشاعر؛ وكانت روح الثورة العقلية والسياسية التي انطلقت من فرنسا ، وروح يقظة الحس والخيال التي حملت لواءها كل من إنكلترا وألمانيا العنصرين الأساسيين في تلك الحركة.
إمتاز هذا الصبي الأشقر المتمرد ذو العينين الزرقاوين الجموحتين بذكاءٍ خارق وصدق وسرعة أيمان وحماس متقد لكل ما يرى فيه خير البشرية وخلاصها من محنها وآلامها. تأثر في أول شبابه بأحد أول أشكال الرومانسية وأكثرها فجاجة ألا وهو قصص الرعب التي كانت تلقى رواجا كبيرا في ذلك العصر، وجرب حظه في هذا المجال فكتب ونشر بين عامي1810 و 1811اثنتين من روايات الرعب على الطراز القوطي ومجموعتين من قصائد الصبا ولكنه سرعان ما نبذها جميعا رغم اعترافه لاحقا بأهميتها في صقل مواهبه الأدبية.
في خريف عام 1810 يلتحق بجامعة اوكسفورد لكنه ما يلبث أن يطرد منها في آذار من السنة التالية هو وأحد زملائه (توماس هوك) لرفضهما الاعتراف بمسؤولية شللي عن كتابة وتوزيع أحد الكتيبات التي عدت تمردا فظيعا على التقاليد والأعراف الدينية أنذاك. يرفض شللي كل الضغوط وبدلا من الاعتذار لعائلته كما فعل زميله نراه في آب 1811يفر مع هارييت ويستبروك إبنة صاحب مقهى لندني ويتزوجها محطما كل خطط الهيمنة والتجويع التي رسمها جده وأبوه.
لم يكن شللي منذ البداية رجلا يكتفي بالأحاديث الثورية عن التغيير والإصلاح بل نجده يذهب في أوائل عام 1812 برفقة زوجته وشقيقتها الى ايرلندا ، حيث النضال المحتدم العنيف ضد الهيمنة البريطانية. ويستقر في دبلن فيكتب ويوزع المنشورات المناصرة للحقوق السياسية للكاثوليك الايرلنديين والمنادية بالحكم الذاتي ومثل الفكر الحر. ويعرج الفتى بعد شهور على ويلز ، وهناك يفتح قلبه وعينيه على الطبيعة الخلابة فإذا بشعره المتحمس الثائر يظهر على استحياء بوادر عشق الطبيعة والاندماج بها والتغني بمفاتنها وهو الأمر الذي ظل الى أواخر حياته القصيرة ملازما له. ويدفعه الإفلاس أخيرا للعودة الى لندن (حيث مقرضو النقود ) وهناك يتعرف على الفيلسوف البريطاني "وليم غودوين" وتجمعه به صداقة عميقة يتأثر من خلالها شيللي بالفكر الإشتراكي المتحرر للفيلسوف. وكان لهذه الصداقة الحميمة أن تؤتي ثمارها فكان من نتاجها "مليكة الجن" “Queen Mab” (1813) وهو أول الأعمال الشعرية الهامة لشللي: تتألف القصيدة من تسعة أناشيد من الشعر الغنائي المقفى وغير المقفى وفيها يهاجم شرور الماضي والحاضر (التجارة ، الحروب ، الكنيسة ، الملكية ، الزواج ..الخ) لكنه ينهيها باستعادة الأمال المشرقة للبشرية حين تتخلص من هذه الشرور.
في حزيران 1813 تلد هرييت شللي أبنتهما الأولى "لانثي" غير أن نتيجة أخرى للصداقة الحميمة مع الفيلسوف تبدأ بالظهور : علاقة حب عنيف متهور يجمعه و"ماري" أبنة غودوين، رغم استنكار الجميع. ويفر الحبيبان في تموز 1814الى فرنسا ويصحبان معهما – كما فعل شللي مع حبيبته الأولى- أختا غير شقيقة لماري هي "جين –أو كلير- كليرمونت" وهي التي كتب لها فيما بعد أن ترتبط بعلاقة حب مع الشاعر الانكليزي العظيم "بايرون". ويسيح الفريق في فرنسا ، ثم في سويسرا وألمانيا ويقفل عائدا في العام نفسه الى انكلترا حيث تواجهه عاصفة النقد والعداء وملاحقات السماسرة والدائنين . وتلد زوجته في أواخر العام نفسه ابنهما "جارلز" ويموت جده في العام التالي ولكنه لا ينسى حفيده رغم كل شيء فيوصي بأن تدفع كل ديونه وبأن يخصص له دخل سنوي ثابت. ويستقر الشاعر قليلا ريثما يسترد أنفاسه وسط أحضان الطبيعة قرب متنزهات وندسور العظيمة حيث يعكف برفقة صديقه ونصيره القديم "هوك" على دراسة منجزات الأدب الكلاسيكي، وهناك أيضا يكتب قصيدته الشهيرة 0"ألاستر: أو روح العزلة" “Alastor : or The spirit of Solitude” وينشرها مع قصائد أخر عام 1816. وفي هذه القصيدة يحذر شللي المثاليين (من أمثاله هو) من مغبة إتّراك "الحب الانساني اللذيذ" والارتقاء الاجتماعي في سبيل الجري العابث وراء أحلام سريعة التبخر.
في أيار 1816 يهرع شيللي وماري وكلير الى جنيف للقاء بايرون في سويسرا وهناك خلال ذلك الصيف الذي لا ينسى يكتب شللي عددا من أشهر قصائده : " تسبيحة للجمال العقلي" “Hymn to Intellectual Beauty” و"الجبل الأبيض" “Mont Blanc” وتشرع ماري في كتابة روايتها الشهيرة "فرانكشتاين" . ويعود الثلاثة الى إنكلترا، وفي أواخر العام يعثر على جثة هارييت شللي في إحدى البحيرات في متنزه بلندن حيث ألقت الزوجة اليائسة نفسها فيما يبدو ، وبعد ثلاثة أسابيع يتزوج شللي بماري، غير أن حكما قضائيا يعلن عدم صلاحية شللي لتربية طفليه من هارييت فينتزعان منه ليربيا على نفقته.
في عام 1817 يكتب شللي ملحمته الرومانسية "لون وسثنا" “Laon and Cythna” أو ثورة المدينة الذهبية لكن الناشر يمنع توزيعها خشية أن تكون القصة المثالية (التي تتحدث عن ثورة سلمية تقمعها بوحشية عصبة تتكون من الملك وكهنته) أنتهاكا للقوانين الصارمة ضد التجديف . ولكنها تنشر في العام التالي ، بعد عدد من التعديلات ، تحت عنوان جديد هو "ثورة الإسلام" “The Revolt of Islam”.
في ربيع 1818 يغادر شللي انكلترا الى غير رجعة ويتوجه الى إيطاليا – حيث يقيم بايرون- ويدور فيها من مدينة الى مدينة. وفي صيف ذاك العام يترجم كتاب أفلاطون "المأدبة" “Symposium” ويكتب مقالته "عن الحب" “On Love” ويكمل قصيدة متوسطة المستوى هي "روسالند وهيلين" “Rosalind and Helen” يتنبأ فيها بمصيره في مصير بطلها الشاعر-المصلح "ليونيل" الذي يموت شابا بعد خروجه من السجن الذي يودع فيه بسبب أفكاره الراديكالية.
حتى هذا الحين يغلب على أعمال شللي التوجه السياسي الواضح.؛ فـ "مليكة الجن" ، وأشعاره المبكرة التي لم تنشر إلا عام 1964 ، ولون وسثنا" ، وأغلب أعماله النثرية كانت موجهة نحو إصلاح المجتمع . وحتى "ألاستر" و"روسالند وهيلين" والأشعار الغنائية الشخصية كنت تحس فيها هموم مصلح مثالي يخذله ويلاحقه مجتمع معادٍ متخلف. بيد أن الأمر سيختلف في إيطاليا؛ إذ أن شللي –بعيدا عن المؤثرات اليومية للسياسة الإنكليزية- يعمق فهمه للفن والأدب ، وحين يفشل في تغيير العالم ليوائم رؤيته يركز على "تضمين" أفكاره ومثله في أشعاره ، وتصير غايته ، كما يكتب في "نشيد الى الريح الغربية" هي أن تنطلق كلماته مثل "الرماد والشرر" الذي يلفظه "أتون لا ينطفئ" وتغيّر الأجيال القادمة، ومن خلالها، العالم بأسره. وفيما بعد ، عندما يتسرب شيء من الجفاء الى علاقته بزوجته "ماري" ، نراه يصور الحب نفسه بلغة "الإلهام " وليس "الإنجاز" :
حنين الفراشة للنجوم
وتوق الليل للصباح
والإخلاص لشيءٍ بعيد .. بعيد
عن نطاق حزننا
في خريف العام نفسه تمرض صغيرته "كلارا" ، المولودة عام 1817وتموت. ويصف شللي في "أبيات قيلت بين التلال اليوجينية" كيف أن الرؤى التى نهضت من جلال الطبيعة وروعتها بين تلك التلال أخرجته من اليأس الى الأمل فأحالت المشهد الى "جزيرة خضراء .. في بحر الشقاء الواسع العميق".
في عام 1819 يحط الرحال في روما حيث يشرع في كتابة إثنتين من أشهر مسرحياته الشعرية " آل سينسي" “The Cenci” و "برومثيوس طليقا" “Prometheus Unbound”. يكمل العمل الأول في صيف السنة رغم رحيل طفلهما الثاني "وليم" ،المولود عام 1816 ، إثر إصابته بالملاريا . ويصف شللي نفسه هذا العمل بأنه "حقيقة مرة" مقارنة بما سبقه من " رؤى .. الجمال والعدل" .يقوم هذا العمل ذو الفصول الخمسة على واقعة حقيقية جرت في روما في القرن السادس عشر وملخصها أن "فرانشيسكو سينسي" وهو نبيل شرير واسع الثراء يحبس ابنته "بياتريس" وزوجته الثانية "لوكريزيا" في قلعة نائية حصينة ويعاملهما بقسوة ووحشية وتجد الفتاة بعض الخلاص في علاقة تجمعها بحارس القلعة . وأخيرا وبعد محاولات فاشلة للفرار تخطط الإمرأتان بمعونة الحارس واثنين من إخوة "بياتريس" لقتل الأب الشرير .ويتم ذلك بالفعل ثم تلقى الجثة من إحدى الشرفات لإخفاء الجريمة، لكن الخطة تنهار حين تتوالى الإعترافات ويأمر البابا رغم كل طلبات الرحمة بإعدام الجناة ومصادرة أموال العائلة (التي قيل أنها كانت وراء إصرار البابا على تنفيذ العقوبة!) .
أما "برومثيوس طليقا" التي أتمها في خريف 1819 فهي واحدة من أروع إنجازات شللي الشعرية. وفيها يقوم بقلب حبكة المسرحية المفقودة الشهيرة لأسخيلوس “Aeschylus”:
ففي الفصل الأول يقوم "برومثيوس" (الذي يعذَّب بناء على أوامر جوبيتر بسبب منحه البشرية نعمة الحرية المعنوية) بسحب اللعنة الأولى التي ألقاها على "جويتر" ثم يسامحه (لا أريد لأي شيء حي أن يقاسي الألم) ، ويفلح برومثيوس (الذي يجسد الإرادة الأخلاقية)، عن طريق تحاشي الإنتقام، في الإتحاد بحبيبته "آسيا" (المثال الروحي للتسامي الإنساني)، ويمنعه حبها من أن يتحول الى طاغية ثانٍ حين يطاح بـ "جوبيتر" على يد قوة غامضة تدعى "ديموغورغون".
أما الفصل الثاني فيتابع يقظة "آسيا" ورحلتها صوب "برومثيوس" بادئا بنزولها الى أعماق الطبيعة لمواجهة واستجواب "ديموغورغون".
ويصف الفصل الثالث الإطاحة بجوبيتر واتحاد "آسيا" بـ "برومثيوس" الذي يترك عرش "جوبيتر" شاغرا وينسحب الى كهف يقوم منه بالتأثير على العالم من خلال مثل مجسدة في الفنون الخلاقة. وتصف نهاية الفصل بعث كل من المجتمع البشري والعالم الطبيعي.
ويفتتح الفصل الرابع بأغانِ مرحة تؤديها الأرواح التي تصف التحول الخيّر الذي حدث للضمير الإنساني وتعقبها أرواح أخر تترنم بالغبطة التي تعيشها البشرية والطبيعة في هذا العصر الجديد السعيد. وأخيرا يدخل "ديموغورغون" ليخبرالمخلوقات بأنه إذا ما تحطمت هذه الحال من نعمة الفضيلة الهشة فإن بمقدروها جميعا أن تستعيد حريتها المعنوية من خلال هذه التعاويذ :
أن نقاسي الآلام التي يحسبها "الأمل" نفسه لا نهائية
أن نغفر الخطايا الأكثر ظلمة من "الموت" و"الليل"
أن نتحدى القوى التي نظنها كلية الجبروت
أن نحب ، أن نثبت ، أن نأمل حتى يخلق "الأمل"
من حطامه الشيء الذي يتأمله …
كتب شللي "برومثيوس طليقا" بعد أن بدأ "الواقع المرير" بتحديه بشكل سافر ولكن قبل أن يبدأ شللي بالشعور بالخوف من فشله في الوصول الى من يستمع اليه ( نشرت هذه المسرحية قرابة عام 1820 في مجلد يجمعها وعدد من أفضل قصائده وأكثرها تفاؤلا ومنها "النشيد الى الريح الغربية" و "الغيمة" و"نشيد الى الحرية" و "الى قبرة" ) .
أثناء إكماله لهاتين المسرحيتين يتفاعل شللي مع الأنباء التي وردت من بلاده عن مذبحة "بيترلو" فيكتب قصيدته الهجائية المريرة "قناع الفوضى"”The Mask of Anarchy” التي لم تنشر حتى عام 1832، والعديد من الأناشيد الراديكالية التي يأمل عن طريقها في أيقاظ الشعب البريطاني ودفعه الى الاحتجاج السلمي الفعال . ويرسل الى الوطن قصيدته الساخرة "بيتر بيل الثالث" التي يهاجم فيها فساد المجتمع البريطاني، ثم يكمل مسودة كتابه "نظرة فلسفية الى الأصلاح" وهو أطول أعماله النثرية (رغم أنه لم يكتمل قط ولم ينشر حتى عام 1920) وفيه يدعو الى الإصلاح التدريجي (وهو نمط بريطاني بخاصة) بغية تجنب ثورة دموية قد تؤدي الى طغيان جديد.
في عام 1820 يبدأ شللي (مدفوعا بالمقالات العدائية التي صدرت ضده) بتعميق أتجاهه نحو الميثولوجيا ، ويأخذ تعبيره عن آرائه المثالية طابعا أقل مباشرة ، ويكشف شللي من خلال نبرة السخرية الذاتية المهذبة التي رأيناها في "بيتر بيل الثالث" عن إدراكه بأن مثله السامية قد تبدو في غاية السذاجة في نظر البعض. وفي أواخر هذا العام تظهر في المكتبات –دون ذكر المؤلف- مسرحيته الساخرة "أوديب الطاغية" أو "الطاغية "منفوخ القدم "" “Swellfoot the Tyrant” التي تدور حول محاكمة "كارولين" زوجة الملك جورج الرابع" بتهمة الزنى ولكنها تمنع في لمح البصر.غير أن شللي يؤكد في عام 1821 مثاليته التي لا تهادن ، فيكتب "إبيبسايجديون" “Epipsychidion” التي يصور فيها في شكل أسطوري على طراز خرافات دانتي افتتانه بـ "تيريزا فيفياني" إحدى معجباته الشابات ويبين فيها كيف أن الرغبات الانسانية يمكن تحقيقها من خلال الفن. ويصر في مقالته "دفاع عن الشعر" “A defence of Poetry” على إن الشاعر هو الذي يخلق القيم الإنسانية ويتخيل الأوضاع التي تشكل النظام الإجتماعي ، وأن "الشعراء هم المشرعون غير المعلنون لهذا العالم". وفي مرثيته التي أسماها "أدونيس" “Adonais” يحتفل بذكرى رحيل الشاعر "جون كيتس" “John Keats” بأن يعلن أنه بينما نحن "نتفسخ .. مثل جثث في القبور " فإن الروح الخلاقة لأدونيس ، برغم موته الجسدي "تحلق متعالية على ظلال ليلنا"
الواحد يبقى … والعديد يمضي ويتغير
أضواء السماء تشرق أبدا وظلال الأرض تولي
والحياة ، كقبة من زجاج ملون
تلطخ الألق الناصع للخلود
حتى يحيلها الموت هشيما.
ثم يكتب شللي مسرحيته الشعرية "هيلاس" “Hellas” التي يحتفل فيها بثورة اليونان ضد الحكم التركي ويؤكد من جديد الرسالة السياسية التي جاء بها في "لون وسثنا" – إن الكفاح في سبيل حرية الإنسان لا يمكن أن يهزم كليا ولا أن ينتصر كليا ، لأن المثل تظل على الدوام أعظم من تجسدها الأرضي.
في أوائل عام 1822 يشرع بكتابة مسرحية "تشارلز الأول" لكنه سرعان ما يهجرها، ثم يبدأ كتابة قصيدته السوداوية "إنتصار الحياة" “The Triumph of Life” التي ينهمك فيها الى أن يبحر الى "ليغ هورن" لاستقبال صديقه "لي هونت" “Leigh Hunt” الذي قدم لإعداد مجلة دورية تدعى "الأحرار" “The Liberal”.
ويأبى الشاعر إلا أن يكون شاعرا حتى في موته؛ في الثامن من تموز 1822 تواجهه وأحد رفاقه في رحلة الإياب عاصفة هوجاء من تلكم التي يصفها في العديد من قصائده ، ويترنح القارب الوحيد ويهوي في الخليج المجنون .. ويرحل بيرسي بيش شيللي ..
يومها كان الشعر قد قاد هذا الفتى الى أبعد التخوم .. الى إحساس دافئ حي بسرّ هذا العالم .. إحساس ملأ عنده الفراغ الذي تركته المعتقدات البالية التي نبذها عقله الرومانسي الثائر ..
" ما هي الحياة !؟" صرخ في وجه العاصفة .. ولم ينتظر الجواب !



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقامة الدينارية-قصة
- عشر قصائد للشاعرة الأمريكية مايا أنجلو
- سيدي أيها الشحاذ البوذي-قصيدة
- الأجراس
- حساءٌ ساخنٌ.... في العاصفة الثلجية
- أغنيات خالدات-اللقة الاولى-لويس ارمسترونغ
- نشيد الى ذاكرة العالم
- هذه صورتي-قصة
- المحجر الأبدي
- الشاعر .. قصيدة
- نشيد القاعدة الأممي-مع الترجمة الانكليزية
- النهر .. قصيدة
- نشيد الى اللا جدوى
- ناجون بالمصادفة .. مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي ماجد ال ...
- قصائد مختارة للشاعرة التشيلية غابرِييِلاّ مِسترال
- قصائد مختارة للشاعرة الامريكية آن سكستون
- رائحة البطيخ-قصة قصيرة
- أخبرني العراف-الى يوسف الصائغ
- الربان والبحر
- الهؤلاء


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - بيرسي بيش شللي - حياته وأعماله -