|
المناهج والبرامج
المصطفى رحيب
الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 16:30
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
المناهج والبرامج الحقيقة الثابتة .والتغييرات الممكنة ....
الطبيعة الحقيقية للمناهج .طبيعة مركبة يتداخل فيها .ما هو تربوي .بما هو سيكولوجي ونفسي بما هو.وفسيولوجي . هده الطبيعة .تستدعي انتباها زائدا فوق اللزوم المعتاد .عند كل دراسة . علمية تستقي المقاربة الابستيمية .و العلمية الدقيقة . كما أن المنهاج يفيد صيرورة التعليم والتعلم .داخل سياق وتحت مراقبة تربوية ... "المنهاج حمولة معرفية .وتعلمات .ومهارات وقدرات .لبلوغ كفايات .يراد تحقيقها .وتطابقها مع بعض الأمور المحددة الصياغة .سواء كانت سياسية او اقتصادية أو اجتماعية .أو غيرها ...." لهدا يمكن أن نعتبر المنهاج هو تعاقد بين أفراد المجتمع وهيئاته السياسية والاجتماعية والتربوية وكل المتدخلين والفاعلين.هذا التعاقد ينطلي على صياغة لمراقي و مرامي وغايات .محددة سلفا من طرف الهيئة المشرفة كما أن المحتويات تبقى رهينة بالاختيارات الجهوية .والمحلية مصاحبة بالنظام التقويمي الخاص . التخطيط للأنشطة التعليمية التعلميةوالكتب المدرسية .والوسائل والمعينات التربوية . انطلاقا من هذه التعاريف التي تقرب الصورة الحقيقية للمنهاج ،من كل الأبعاد التي لها في الزمان والمكان .والوسائل الديداكتيكية ،والأنشطة المجسدة لتأصيلها، علما بان اعتماد مقاربات ذات الاتجاه المنطلق من علم النفس النمو الذي يرى أن المتعلم كائن حي ينمو من الداخل .لذلك فهو يأخذ بمبدأ الحرية كعامل مهم من عوامل النمو .ويدعو الى نموه تبعا لطبيعته الخاصة دون أدنى تدخل .للمجتمع .سواء أكان هذا باختيار النموذج التربوي .أوالمناهج .وهذا التصور يطغى عليه المبدأ الطبيعي . هناك النموذج الثاني .وهو ينظر الى المتعلم على كونه كائن حي ،لكنه يحتاج الى مؤثرات في نموه.وهذه المؤثرات في حقيقتها .خارجية .كالبيئة .والوسط الاسري .والتربوي.وكل مؤثر .يساهم في المنظومة التربوية .هذا التيار الذي يغرق في السلوكية .حيث يقسم العقل الى مجموعة منفصلة من الملكات .مثل ملكة الذاكرة .وملكة التفكير والتخيل .ووظيفة التربية هي شحذ هذه الملكات . ويرى هذا الاتجاه أن الفائدة المرجوة من التعليم ليس ما يتعلمه هذا المتعلم أو التلميذ، لكن المهم هو الأثر الذي يتركه التعليم في نفس هذا المتعلم من امتداد .في السلوكيات اليومية .والقابلية التي تظهر استجابة للتعلم وبلوغ الكفايات أو القدرات ،بل وحتى الأهداف بشتى أصنافها .تنأى عن بلوغ العتبة دون الإغراق .في سلوكية، قد لا تترك أثرا في نفسية المتعلم يمتد عبر حياته .وحتى وان كانت الرياضيات تقوي التجريد .ودراسة الآداب تهذب الذوق .والتاريخ يقوي ملكة الحكم ،وهكذا دواليك ....وقد انتقدت التربية الحديثة هذا الاتجاه .نظرا لآثارها السيئة على نمو المتعلم . النموذج الثالث " يعتمد هذا الاتجاه على مبدأ الحاجة .أي أن احتياجات المجتمع تتخذ ضمن الجانب التي تراعى كأساس لوضع المناهج وتسطير البرامج .ويرى أتباع هذا الاتجاه أن الخطأ الكبير الذي يشيع في المناهج ،هو تجاهلها أحيانا للحاجيات الحقيقية للمجتمع ،ولهذا فمن الخطأ الشائع أن يعمم منهاج واحد على المستوى الوطني .أو جلب بعض التجارب التي لا توافق الخصوصية الجهوية والإقليمية ، كما هو معروف من كون عدد كبير من الدول تقوم باستيراد مناهج وبرامج أجنبية .وتحاول أن تقررها في مدارسها وهذا خطأ فادح .لأن كل مجتمع له خصوصياته، وما يمكن أن يراكمه من التجارب الغريبة عليه ، هو الاستفادة من الجوانب الإيجابية ، ذات الطبيعة المناسبة له لهويته .ولذلك يجب وضع المناهج والبرامج بطريقة تستجيب للحاجيات الإقليمية والجهوية، ثم الوطنية .كما يجب أن انخراط كل المختصين ، بشكل يسم المنهاج بتوجيه عام تشترك في وضعه فعاليات متعددة إلى جانب المتخصصين .والفاعلين التربويين .حفاظا على التوجهات العامة على المستوى الوطني . حتى يستجيب لمتطلبات المجتمع الكبير .مفسحا المجال للأقاليم بوضع مناهجها المحلية .وفق خصوصيتها الجغرافية .والاجتماعية وغيرها .فمجال القرية يختلف عن مجال المدينة .والمناطق الصحراوية ليست هي المناطق الساحلية أو الجبلية .ومراعاة هذه العوامل أثناء وضع المناهج سيحقق استقرارا للمجتمع .وتنميته .بل وبلوغ مستوى تحقيق الكفايات النوعية والممتدة .والانسجام بين مخرجات التعليم .وسوق الشغل . ومن الأمثلة الشائعة التي تظهر بجلاء هذا التوجه هناك الولايات المتحدة الأمريكية .وعدد من الدول الغربية مثل ألمانيا .وحتى بعض الدول النامية مثل النمور الست بدول شرق آسيا . التنظيم المنطقي للمنهاج : يقصد بالتنظيم المنطقي للمنهاج .ان طبيعة المواد تخضعنا لمبدأ التنوع والتخصص .هدا التنوع الذي تفرضه المادة علينا .بحيث ان كل علم من العلوم دو طبيعة خاصة .الى جانب الطريقة الخاصة في البحث والمنطق الخاص بالتفكير ...
للتعبير بأمثلة محسوسة نذكر مثلا الفيزيائي الذي يعتمد التجربة كأساس منهجي وإجرائي في مساره التعليمي التعلمي .فان الرياضي يعتمد التجريد .كما ان المؤرخ يعتمد على استعراض الأحداث بالتحليل والنقد .فان عالم الاجتماع يهتم بالظواهر الاجتماعية .والواقع الاجتماعي المعاش .تحليلا ومناقشة وتغييرا .لان العلم يعتمد الموضوعية وفق الشروط والمنهج السليم .واحترام مبدأ العالم الخارجي . أما التنظيم السيكولوجي .ومبدأ الحاجة للمنهاج .فانه لا يسعى إلى احترام الموضوعية فقط .بل يجسدها بشكل جلي من خلال الانطلاق من ذاتية المتعلم .وهذا يقتضي ترتيب المعارف وفق مركز الاهتمام الذي تدور حوله .وهو المتعلم .فإذا كان التاريخ يسير وفق صيرورة جدلية يتبع من خلالها التعاقب = الماضي الحاضر والمستقبل " فإننا في التنظيم السيكولوجي يجب أن نقلب الزمن في المعلومات التاريخية .أي نبدأ من الحاضر .حاضر المتعلم .نحو مستقبله.مسترشدين بخصوصياته .مستشرفين مستقبله. ضمن متعلمي الألفية الثالثة .حيث المناهج حول حاجيات المتعلم وليس المتعلم هو الذي يدور حولها . ا لذا هناك مقررين أو منهاجين " احدهما منطقي يحترم منهاج كل مادة .والآخر سيكولوجي ينطلق من اهتمامات المتعلمين . . فهناك مشكلة وهي كيف يمكن التوفيق بين علم النفس النمو .وما أثبته من خلال البيداغوجية الفارقية .والتي ينبغي مراعاتها أثناء صوغ المقرر.وبين وحدة المقرر الدراسي .مع ما يقتضيه من تماسك .بين المواد.والوحدات الدراسية .مع اعتماد المنطق الخاصة بها .. من جهة أخرى تغدو المناهج الدراسية.ذات الوضع المتجانس المبني على علاقات منطقية . سليمة من كل المؤثرات الدخيلة على الواقع الاجتماعي .والسوسيو ثقافي للمتعلم .أي أنها تبني شخصيته .الفجة بناء يستحضر الجانب الخاص بالتلميذ المغربي في هويته . ومكوناتها .مع الانفتاح على الآخر .بمكوناته الايجابية . اللغوية الثقافية .والفكرية .وبالتالي المعرفية . فصيرورة التعلم هي دون الإقليمية ودون الجهوية في عالم أصبح قرية صغيرة .( تتلاقح بفضل الإعلام الذي غدا سلطة أولى، سواء على مستوى التواصل أو على مستوى الآثار التي تتركها هده السلطة في نفوس المتعلمين .) فأصبح من اوجب الواجبات أن نتحكم في مستوى هده العلاقة .بين المتعلم كمتلقي وكمتأثر . ينفعل بما تتركه القوة الرقمية .من آثار في مستواه كمتلقي سلبي .لكن بفضل التدخل الناجع والحازم . والذي يتخذ .من هذا الوسيط سواء أكان انثر نيت .أو وسائط أخرى تروم التقويم .والبناء الإيجابي من أجل الانفتاح والبناء المعرفي والذي هو من مكونات .الفعل التعليمي والتعلمي .وبموازاة مع ما تأتي به المناهج والبرامج . في إطار لابد أن يحترم المكونات والهوية التي تطبع ذات المتعلم من جوانبها المتعددة .. " إن المنهاج الدراسي بهذا المعنى (يعني المفهوم الجديد للمفهوم ) مفهوم واسع ويشمل عدة بنيات العملية التعليمية ( الطرق البيداغوجية – الأهداف – التقييم – المواد التعليمية - الكتب – اعداد المدرسين – الأدوات الديداكيكية، والوثائق، والوسائط......الخ . احمد اوزي = المنهاج الدراسي .وحاجات ا لطفل .( مجلة علوم التربية العدد 5 أكتوبر 1993 ). إن المنهاج هو الإطار التنظيمي الذي يستضمر من خلاله المتعلم المعارف .ويجري المواقف التعليمية ويستبطنها وبعبارة أوضح .فهو الإطار الذي بداخله يحقق المتعلمون خبراتهم ونشاطاتهم . لكن هذا المنهاج لا يمكن ان يتحقق دون توفر ثالوث متفاعل ضمن علاقة تربوية سليمة .يطورها المتعلم ويتجاوب من خلالها بشكل تفاعلي مع الأستاذ والمادة.كما أن الأستاذ يبلورها ويطورها بأجرأة واعية ومنفتحة على مستجدات الصيرورة التربوية.مستحضرا جميع المواقف والوضعيات التعليمية الإيجابية داعما .التعثرات .وفق بيداغوجيات مفتوحة . واستراتيجيات التحكم تجنبا من الوقوع في تعثر أو هدر ، انسجاما مع مخرجات التعليم المستهدفة والتي أصبحت المقاربات العملية مثل بيداغوجية الإدماج من المقاربات الإيجابية ،و التي نصل من خلالها الى أجرأة بيداغوجية التحكم الإيجابية ونحن نطالع الصيرورة التعليمية وفق مسار الإصلاح الذي تنهجه بلادنا على جميع المستويات والأصعدة لابد من توضيح ، واهتمام بما يجري من تحولات تؤسس له ضروريات الألفية الثالثة ن والتحديات التي تجابهها بلادنا ، لم يعد هناك متسع من الوقت للتريث ن والانتظار ن بل غدا العمل الإصلاحي ذو ملحا حية كبيرة ، تنخرط فيها كل الفعاليات التربوية والسياسية والاجتماعية ، بروح الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي يعد إطارا مرجعيا ، مع الانخراط في المخطط الاستعجالي ، الذي يدعم ويطور ما تخلف عن الأجرأة والإنجاز.
" إعداد وانجاز ذ:المصطفى رحيب ."
#المصطفى_رحيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهمية الوسائل التعليمية في العملية التعليمية
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|