|
نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 23:31
المحور:
القضية الفلسطينية
كم يحتاج العرب والفلسطينيون من وقت للوقوف على حقيقة رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي ينشط لتفعيل عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية المغلوبة على أمرها جراء الضغوط الأمريكية والعربية الداعية لاستئناف المفاوضات مع دولة الاحتلال بشروط إسرائيلية....وإلا. نتنياهو يرفع شعار السلام والتعايش مع الفلسطينيين، ويبدي استعداده للتفاوض على كل القضايا المعلقة، ويستعطف العالم لإقناع الرئيس محمود عباس بالعدول عن شرط وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات، ويبشر بمستقبل اقتصادي يفوق الخيال للأجيال القادمة، أنة رجل السلام الذي لم يطرق باباً إلا وطرقة لإحلال السلام في الشرق الأوسط. نتنياهو يعترف بالفلسطينيين وبحقهم في الحياة في تجمعاتهم السكانية، ويقول أننا باقون هنا إلى الأبد ، ولن تكون القدس عاصمة لكم فهي العاصمة الأبدية"لدولة إسرائيل"، وبالنسبة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم التي هجروا منها عام 1948 مجرد خيال، ونتنياهو ينادي ببقاء قطعان المستوطنين في الضفة الغربية إلى الأبد، وهذا لا يتناقض مع فلسفة السلام مع الفلسطينيين كما ينادي. نتنياهو يجول ويصول في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 فقد ضمن الأراضي المحتلة عام 1948 فقد دق اوسلو المسامير في نعشها، وألان الدور على ما يسمى بالضفة الغربية التي تجري المفاوضات حولها، وينشط السيد جورج ميتشل بجولاته المكوكية التي لن تغير وتبدل لإنعاش عملية تفاوض ماتت وشبعت من الموت، وهذا يعني أننا أمام سيناريو تفاوضي جديد يحمل لنا المزيد من المخاطر. نتنياهو يريد السلام مع الفلسطينيين، ويزرع أشجار الزيتون في مستوطنة اريئييل كبرى المستوطنات في الضفة الغربية، وفي مستوطنة كفار عتصيون ومعاليه ادوميم ويعلن بالفم المليان باقون هنا إلى الأبد، ونتنياهو مزارع مخضرم يعلن محبة للأرض والتزامة ببقائها خضراء في رسالة واضحة تؤكد بقاء المستوطنات وتحوليها لمدن كبيرة. عن أي مفاوضات يتحدثون؟؟؟؟ ما الذي سيقدمه نتنياهو للفلسطينيين؟؟؟؟ هل هي ما يسمى ببادرة حسن نية للإفراج عن أسرى فلسطينيين محكوميتهم قاربت على الانتهاء؟؟؟ أم استمرار الولايات المتحدة الأمريكية بدفع الرواتب للسلطة الفلسطينية، هذا ما جاء به مبعوث اوباما للمنطقة جورج ميتشل، هل يكفي أن تتوقف دولة الاحتلال عن دخول المناطق المساه"أ" ليعود المفاوض الفلسطيني للمفاوضات، وهل الإفراج أموال ضرائب المقاصة التي تحتجزها إسرائيل مقنع للعورة عن شرط وقف الاستيطان للانخراط بمفاوضات جديد تخضع لشروط مختلفة واضح تماما أنها ظالمة للشعب الفلسطينية وتوريطيه للقيادة التي تجاوزت حالة المرونة التفاوضية لتتنازل عن ثوابت لطالما نادت بها. لقد أعلن نتنياهو الحرب على الشعب الفلسطيني قبل ان يصل الى موقعة كرئيس وزراء لدولة الاحتلال، وما خطابة الشهير الرافض للوجود الفلسطيني إلا شاهد على صلف العقلية الصهيونية التي يتسم بها، وقد ذهب نتنياهو لأبعد من ذلك فهو الناطق باسم غلاة المستوطنين الذين يجاهرون بآباده الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه، وهناك تناغم واضح بين تصريحات نتنياهو وممارسا المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، فهو يزرع شجرة في مستوطنة عتصيون وغلاة المستوطنين في مستوطنة ألون موريه يعتدون على أراضي قرية ير الحطب الفلسطينية ويحرقون 400 دونم مزروعة بالحبوب، ناهيك عن الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الفلسطيني على الحواجز باعتراف جنود ومجندات إسرائيليات. نتنياهو الابن الشرعي لغلاة المستوطنين وهو يدرك أن السير قدما ليتربع على ما يسمى عرش ملوك إسرائيل لن يتسنى إلا بمزيد من المواقف المتطرفة ودعم فتاوى الموت الصادرة عن أعتى حاخامات دولة الاحتلال، وتكمن نهاية نتنياهو السياسة في التعاطي مع الحقوق الفلسطينية المستندة للشرعية الدولية، وهنا مربط الفرس، ولكن؟؟؟؟ نتنياهو ليس شمشون الجبار ولا الرجل الذي لا يهزم، وقوة نتنياهو كشخص وحزب جاءت من ضعف الموقف الفلسطيني الذي يعيش صراع لا نهاية له، هذا الصراع الذي تنطبق علية نظرية المؤامرة، وجاءت التصريحات الصادرة عن شخصيات أمريكية وإسرائيلية حول عدم الرضا الذي ذهب لدرجة الرفض للمصالحة الفلسطينية لتؤكد استمرار حالة الانحدار الفلسطيني والانقسام الذي لم يعد خصوصية فلسطينية وإنما لعبه إسرائيلية وعالمية وعربية أحيانا. إن أطراف الانقسام وبالتحديد حركة حماس يتحملا المسئولية عن المخاطر التي تحملها الأشهر القادمة للشعب الفلسطيني، وما التهديد المباشر حيناَ والغير مباشر أحيانا الذي توجه حماس للفصائل الفلسطينية المؤيدة لاستمرار المقاومة من القطاع إلا دليل سافر على انخراط قيادة حماس في اللعبة السياسية، وقد أكد هذا الدكتور سلام فياض عندما قال في مؤتمر صحفي على هامش منتدى دافوس الاقتصادي ان هناك توافقاً بين حماس والسلطة في هذا الجانب، وقد ساعد منهج المقاومة الشعاراتية التي تنتهجه حركة حماس على تمسك دولة الاحتلال باستراتيجيتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وذلك لإدراكها أن العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني قد أتى بثماره الميدانية التي أنتجت مواقف استسلامية لحركة المقاومة على الأرض، وأنا هنا أتحدث عن الأداء السياسي والتكتيك المقاوم الذي غاب عن المشهد العام. إن الخلاص من المصيبة القادمة يتمثل بإحداث اختراق في الوضع الفلسطيني الداخلي، ولن يتحقق هذا الاختراق إلا بتحييد المصالح الحزبية الضيقة، تلك المصالح التي حفرت قبراً جماعياً للشعب الفلسطيني وقضيته، وطالما أن أطراف الانقسام وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية عاجزون عن أي فعل ايجابي فالكرة في ملعب الشعب الفلسطيني وقواه الحية إن وجدت، هذا الشعب الذي يمتلك مخزوناً وطنياً قد يحدث مفاجأة لأعتى المحللين السياسيين الذين يراهنون على تراجعه وانكساره، وكنت قد تطرقت في مقال سابق حمل عنوان...ماذا لو نزلنا إلى الشارع لهذه الجزئية المحيده في الأداء الفلسطيني والتفكير الدولي تجاه القضية الفلسطينية، وفيما اذا حدث تحرك في الشارع الفلسطيني سيكون الأخطر وسيوجه الصفعات لكافة الأطراف وعلى رأسهم رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل
-
حدث في فندق الأفرست
-
ماذا لو نزلنا إلى الشارع
-
الزملاء الصحفيين : احذروا النعجة دولي
-
عن الجنس المحرم
-
عن استطلاعات الرأي وصناعة الفشل
-
غزة والضفة والموت المجاني
-
مذكرات فاسد:الورقة الثالثة- سفينة نوح
-
في يومها : حضر الحكيم وصور أخرى
-
مذكرات فاسد- الأنفاق-الورقة الثانية
-
مذكرات فاسد: الورقة الأولى
-
الأضحى صدام وصدام الأضحى
-
حنا مينا: هل هي نهاية الرجل الشجاع؟؟!!
-
ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي
-
بنطلون تشي جيفارا
-
لا سمعاً ولا طاعة
-
خطير: تع بورد تع بورد تع
-
نقابة الصحفيين الفلسطينيين:هبوط آمن...ولكن
-
كيف نتضامن مع أحمد سعدات
-
فضايح نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إلى متى
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|