مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 18:09
المحور:
الادب والفن
.. وظيفتي : كتابة الرسائل ؟
.................................
*
عندما يغمر الليل الكون بوشاحه الرهيف
لبستريح الناس في أحضانه
وتغفو الجفون الذابلة على ضفافه
لابد من السفر إلى الوراء
إلى الماضي .. والذكريات
إلى الزاد التاريخي المخبأ في اللاشعور ( عقلنا الباطن )
يأخذ الحلم عندي شكلاً اّخر –
...
أبدأ أجمع , كالطفل ألعابي ,
أفرح بهم , أضمهم إلى صدري , بقوة
لئلا يعبث بهم أحد.. !؟
كذلك ,
أخاف على الذكريات من الضياع
من الهروب , من السرقة
من أن تسقط على الأرض واحدة منها ,
أتفقدهم واحدة واحدة
لأشعر بأمان ..
وأغفو .. !؟
----------
*
وظيفتي اليومية .. كتابة الرسائل ؟
لغتي العربية غنية .. وخصبة .. وكريمة جداً
لكني , لا أمتلكها كلها , لا أمتلك مخزونها الجمالي والسحري
لأكتب لكم يا أحبتي كتباً ورسائل ..
فلا قواميس العالم
ولا لغات البشر
ولا موسيقى العصافير
تستطيع أن تعبر عن مكنونات القلب
يا أحبتي وما يغلي بداخلي .. ويثور
لغتي العربية .. غنية خصبة وواسعة جداً
لكنني لا أجيد الغوص في محيطها
بل أجمع مااستطعت من لاّلئها.. على شاطئها..
...
فبريد الرسائل في عصره الذهبي
لا أملك سوى الرسائل إليك يا حبيبي
وأحبتي الأعزاء .. الأبناء .. و الأقرباء ..
وظيفتي .. كتابة الرسائل ..
حباً .. وجوى .. ووطنية
شوق للوطن .. والحرية
أستعير من لغتي , أبجديتي , قرنفلاتها
ونجومها
نقاطها .. وحركاتها
حصاتها .. وموسيقى عصافيرها
رناتها
عناقيد تعابيرها
ودموع ينابيعها
تتفجر ..
لتسقي شتلاتها
ربما أصل إلى حوافي سواقيها
حتى أرتوي .. وأروي ..؟
رسائلي .. خواطري .. ونثري
شيئاً من مسحتها الأدبية الشهية
وزيتاً من معبدها ,, لأمسح حروفها
حروف رسائلي بطعم الزيتون
ونكهة الزعتر
والقربان .. مع الصلاة الفجرية ..
...
كم رسالة في اليوم ؟
في الأسبوع ؟
في الشهر
طوال السنين ؟
كم رسالة في الرسالة ؟
وكم قبلة في الكلمة ؟
وكم دمعة في الجملة ؟
تراكمت الهمسات .. والملاحظات .. والتعليمات .. والحكايات
تجمعت النظرات .. والتأملات
في طيات الوريقات
الرسائل
والغربة
في امتحان
والصبر أيضاً في امتحان
في فيضان
وطوفان
طافت الينابيع
بأمواج الشوق والإنتظار
فأهلاً بنيسان الربيع
وصيف حزيران
جامع الغلال والحصاد , تعب الإنسان ..!
من مؤلفي : على ضفاف الفجر / لبنان / 1995
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟